سنان أوغان.. هل يكون مفتاح الفوز في الجولة الثانية من انتخابات تركيا؟
بعد أن أعلنت هيئة الانتخابات التركية إجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، يوم 28 أيار/مايو الجاري، بين الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ومنافسه الأبرز كمال كليجدار أوغلو، تتحضر البلاد لمنافسة محتدمة بعد أن فشل الأخيران في تحصيل نسبة (50%+1) من أجل ضمان الفوز.
هذه النتيجة سلّطت الضوء على اسم المرشح الثالث، سنان أوغان، الذي تمكن من جمع 5.25% من أصوات الناخبين. ويؤدّي أوغان، في الجولة المقبلة، دوراً مهماً، يتمثل بامتلاكه مفتاح الفوز، لأي من المرشحَين، إذا جيّر له أصواته.
لكن، في مقابل هذا الدعم، تبرز خلافات جوهرية بين أوغان وكل من إردوغان وكليجدار أغلو، تجاه عدد من الملفات، أبرزها اللاجئون والكرد.
ووفق وكالة "فرانس برس"، فإن دورة الانتخابات الحالية هي الأهم في تاريخ تركيا بعد سقوط السلطنة العثمانية، بحيث قاربت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع 90%، مع اشتداد حدة الجدال السياسي وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلد العضو في الناتو، وأحد اللاعبين البارزين في الحرب الروسية الأوكرانية.
مراقبون سياسيون تحدثوا إلى الوكالة، وقالوا إن جلّ ما كان يتمناه هذا المرشح، "الجديد" نسبياً في الساحة السياسية التركية، هو أن تذهب الانتخابات إلى دورة ثانية، ليصبح، وفقاً لهم، العاملَ المقرر لهوية من سيتمكن من الوصول إلى سدة الرئاسة، بعد أن يجيّر له أصواته.
وكان أوغان قال، قبل الانتخابات، إن هدفه هو أن تكون هناك دورة ثانية، وحينها سيتفاوض مع المرشحَين، ويقدم إليهما شروطه، ومن يستجِبْ معه يطلبْ إلى مؤيديه أن يصوّتوا له.
اقرأ أيضاً: أوغان: الانتخابات التي تخوضها تركيا صعبة للغاية.. وأصبحت في مكان مفصلي
لمن سيمنح أوغان أصوات قاعدته الانتخابية؟
ستؤدّي أصوات الكتلة الناخبة لتحالف "الأجداد" دوراً أساسياً في حسم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بناءً على نتائج المفاوضات المتوقع أن يجريها أوغان مع كل من إردوغان وكليجدار أوغلو.
لكن، بناءً على ما تقدَّم حتى الآن من مواقف وبرامج، من المتوقَّع أن تتمحور المفاوضات حول ملفين رئيسين: اللاجئين والعلاقة بالأحزاب الداعمة للكرد.
وكان أوغان، الذي سوّق نفسه كصوت للأتراك الرافضين سياسات الهجرة واللجوء في تركيا، صرّح في عدة مناسبات أنه يرفض التعاون بصورة نهائية مع الأحزاب المتهَمة بدعم منظمة "حزب العمال الكردستاني"، المصنفة منظمةً إرهابية في تركيا وعدة دول غربية، في إشارة إلى "حزب الشعوب الديمقراطي" الداعم للأكراد، والذي أعلن تأييده كليجدار أوغلو.
يُذكَر أن إردوغان يحظى بدعم من حزب كردي إسلامي، هو حزب الدعوة الحرة، "هدى بار"، الناشط في المناطق ذات الأغلبية الكردية.
وتتشكل قاعدة هذا الحزب من كرد محافظين وإسلاميين معارضين، لحزب العمال الكردستاني. فهل يمكن لهذا التحالف أن يؤثر في قرار أوغان بشأن دعم إردوغان؟ وهل من الممكن أن يتخلى إردوغان عن "حزب الدعوة الحرة" في مقابل أن يحظى بأصوات أوغان؟
من جهة أخرى، يختلف أوغان مع إردوغان بشأن ملف اللاجئين، إذ كان موقف حزب العدالة والتنمية هو العمل على إعادة اللاجئين السوريين طوعاً إلى بلادهم بعد أن تتوافر الظروف الملائمة لذلك، الأمر الذي قد يستغرق وقتاً ليس بقصير، في حين يطالب أوغان بإعادتهم فوراً.
في المقلب الآخر، يبدو أن التقارب بين أوغان وكليجدار أوغلو، فيما يتعلق بملف اللاجئين، أكثر وضوحاً، بحيث كرر الأخير مراراً تعهده ترحيل السوريين إلى بلادهم في غضون عامين من توليه الرئاسة.
لكن، تبرز هنا قضية العلاقة بالأحزاب الكردية، الأمر الذي قد يُعَوّق التواصل بين الرجلين، كون أوغان يصرّ على أنه لا يمكن أن يدخل في أي تحالف قد يضمّ أياً من تلك الأحزاب.
اقرأ أيضاً: سنان أوغان ينفي اشتراطه تخلي كليجدار أوغلو عن الكرد لدعمه: من أين أتيتم بهذا؟
لا تفضيل بين المرشحين
وقبيل الانتخابات، سُئل أوغان عن خياراته فيما لو ذهبت الانتخابات إلى دورة ثانية بين إردوغان وكليجدار أوغلو، فأجاب: "سننظر في المواقف والكفاءات الوطنية والانتماء إلى الإرهاب وطلب المساعدة من الإرهاب"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، والأحزاب الكردية المتهمة بدعمه.
وبعد ظهور النتائج، ومع توجه البلاد إلى دورة انتخابية ثانية، قال أوغان إن "القوميين والكماليين الأتراك (نسبةً إلى كمال أتاتورك) هم مفتاح الفوز فيها"، معرباً عن أن قرار دعم مرشح خلال الدورة الثانية سيكون مبنياً على حوار قد يُجريه مع الأطراف المتنافسة.
وأعلن أنه لا يمكن أن يدعم كليجدار أوغلو في الدورة الحاسمة إلّا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات إلى حزب مؤيد للأكراد.
وأكد لوكالة "رويترز"، في مقابلة اليوم، أنه سيتشاور مع قاعدة "ناخبينا قبل التوصل إلى قرار بشأن الدورة الثانية، لكننا أوضحنا أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين خط أحمر".
وقال أوغان إنه لم يلتقِ بعدُ إردوغان أو كليجدرا أوغلو منذ انتخابات الأحد، لكنه أشار إلى أنه سيكون منفتحاً على التفاوض، مضيفاً: "على سبيل المثال، يمكننا توقيع بروتوكول مع تحالف الأمة (كليجدار أوغلو) يوضح أنهم لن يقدموا أي تنازلات إلى حزب الشعوب الديمقراطي. الأمر بهذه البساطة".