الإعلام الإسرائيلي: إذا كانت العمليات ضد غزة ناجحة.. لماذا تتكرر كل عام؟
في موازاة حديث المسؤولين في "إسرائيل" عن تغيير المعادلة إزاء غزة، في ضوء العدوان الإسرائيلي عليها، والذي حمل اسم عملية "درع وسهم"، أُثير نقاش بشأن جدوى العملية وقدرتها على تحقيق نتائج على أرض الواقع. ويأتي هذا التشكيك على وقع الحديث الواسع عن عدم امتلاك "إسرائيل" استراتيجية واضحة إزاء القطاع.
ورأى المحللون أنّ "إسرائيل" تورطت في هذه الجولة، وأنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، دخلها لاعتبارات سياسية وشخصية بحتة، فيما أشار آخرون إلى أنّ "إسرائيل" أمام "مزيد من الشيء نفسه". فعملية "درع وسهم" لا تختلف عن غيرها في شيء، لأنّه لا أحد يضمن، وفقاً لهم، أنّه من اللحظة التي ستُسمع فيها صفارة انتهاء العملية الحالية، لن يبدأ العد العكسي لصفارة بدء العملية المقبلة.
اقرأ أيضاً: كيف انعكس أداء المقاومة الجديد في عملية "ثأر الأحرار" على الاحتلال؟
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قول مسؤولين في المؤسسة الأمنية والعسكرية لنتنياهو، أنّه يجب السعي لإنهاء العملية.
وكتبت مراسلة الشؤون السياسية في القناة "13" الإسرائيلية، موريا وولبرغ، تغريدة في صفحتها على "تويتر"، قالت فيها إنّ "قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية، رئيسي الأركان والشاباك، قالا أمس، في نقاش مع رئيس الوزراء أنّه من الصواب السعي لإنهاء العملية".
وأضافت أن مصدر حضر النقاش، وأخبرها "أنّ رئيس الشاباك، رونين بار، اتخذ موقفاً أكثر حسماً بشأن هذه المسألة. وقال كلاً من رئيس الشاباك والناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنّهم لا يعلقون على ما يقال في المناقشات المغلقة والسرية".
اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: العملية في غزة لم تكسر أي معادلة
أما مراسل الشؤون السياسية في موقع "والاه" الإسرائيلي، باراك رابيد، أكد عبر "توتير"، نفس المعلومة، ونقل عن مصدر مطلع على تفاصيل النقاش مع رئيس الوزراء، إنّ رئيس "الشاباك"، رونين بار، أوصى في تقييم الوضع، الليلة الماضية، بالسعي لإنهاء العملية.
كذلك، نشرت صحيفة "هآرتس"، مقالاً، اليوم الجمعة، تساءلت فيه عن نجاح عمليات "إسرائيل" في غزة، وإذا ما كانت كذلك، فلماذا يتم تنفذيها كل عام؟
وتطرق المقال إلى أن "إسرائيل" نفّذت ما لا يقل عن 15 عملية عسكرية في قطاع غزة منذ عام 2005. وأضافت: "ما الذي حققته كل هذه الحملات؟ ليس كثيراً، وحتى لو لم يكن لدى إسرائيل خيار سوى عملية عسكرية".
وأضاف أنّه كان من الواضح منذ البداية، أنّ هناك احتمال ضئيل بأنّ الهجوم الأخير، عملية الدرع والسهم، سيحقق نتائج مختلفة جذرياً.
وفي مؤتمرهما الصحفي، مساء الأربعاء، أشاد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يوآف غالانت، بإنجازات العملية وأهميتها، "لكن كان من الصعب التأثر بخطابهما وإجماعهما على الأمر، إذ قبل شهر ونصف فقط، حاول نتنياهو طرد غالانت لأنّه تحدث عن الحقيقة بشأن المخاطر الكامنة في انقلاب النظام"، يضيف المقال.
وأشار المقال، إلى أنّه في أفضل الحالات، يمكن أن يؤدي العدوان إلى "إعادة ضبط توازن الردع، وبعبارة أخرى، سيزيد من فرص الهدوء على الحدود لبضعة أشهر".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة لليوم الرابع، إذ نفّذ سلسلة غارات وعمليات قصف استهدفت أراضي زراعية في مناطق متفرقة من القطاع صباح اليوم.