معهد أميركي: لماذا يحتاج الأوروبيون إلى التوجه أكثر نحو الشرق الأوسط؟
ذكر معهد "أبحاث السياسة الخارجية" الأميركي، في مقالٍ تحليلي مطوّل نشره، الإثنين، تحت عنوان "توجّه أوروبي نحو الشرق الأوسط"، أنّ الأوروبيين بحاجةٍ إلى تحركٍ واسع باتجاه لعب دور أكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنّه على الولايات المتحدة إفساح مجالٍ أكبر لهم هناك.
وركّز المقال على التغيرات الحاصلة في ميزان القوى العالمي، وخاصةً التحديات التي يفرضها صعود الصين المستمر، وكيف أنّها جعلت من الضروري لواشنطن تحويل المزيد من الموارد الدبلوماسية والاقتصادية من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ.
وطالب المقال حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، بأن يفترضوا أنّه في ظل أي سيناريو متوقع في النظام الدولي الآخذ في التغير، ستجد الولايات المتحدة صعوبةً أكبر في الحفاظ على دورها المهيمن الحالي.
اقرأ أيضاً: كيسنجر يتحدث عن حرب باردة جديدة "أخطر من الأولى".. فمن أطرافها؟
ماذا بعد التحرك بعيداً عن روسيا؟
تعتمد اقتصادات أوروبا على واردات النفط من الشرق الأوسط، وبالتالي، فإنّ الحفاظ على الوصول إلى موارد الطاقة في المنطقة، يمثل مصلحةً أوروبية أساسية، خاصةً بعد تحرك الاتحاد الأوروبي مؤخراً بعيداً عن النفط والغاز الروسيين.
وتعدّ إحدى الطرق التي يمكن للاتحاد الأوروبي من خلالها إعادة التكيف مع الحقائق العالمية المتغيرة الجديدة، هي توجيه الانتباه إلى تحديد العمق الجغرافي الاستراتيجي، والذي يتمثل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ونظراً لأنّ فكرة عودة الولايات المتحدة إلى المحيط الأطلسي ليست خياراً واقعياً، في وقتٍ تختمر حربٌ باردة جديدة بين واشنطن وبكين، يحتاج الأوروبيون إلى التحرك لبدء توجّه الاتحاد نحو الشرق الأوسط بحركة أكثر نشاطاً.
من مصلحة الولايات المتحدة دعم دور أوروبي متزايد
أثبتت عملية الحفاظ على الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط، إضافةً إلى عملية تقليص دور الأوروبيين هناك، كاستراتيجية اتّبعها كل من الرؤساء الجمهوريين والديمقراطيين، أنّها مكلفة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، كما انتهت بنتائج تضر بمصالح واشنطن.
ويؤكّد المقال أنّه يجب على الولايات المتحدة تشجيع حلفائها الأوروبيين على التوجه إلى لعب دورٍ أكبر في الشرق الأوسط، موضحاً أنّ هذا لن يكون سهلاً، وأنّه سيتطلب من واشنطن، في بعض الأحيان، قبول تموضعٍ إقليمي متناقص.
وأثار المقال سؤالاً مهماً في هذا الصدد، هل يمكن لقوة مهيمنة مرهقة، يتم جرها الآن من قِبل الأوروبيين إلى الحرب في أوكرانيا، وإجبارها على تحويل المزيد من الموارد إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أن تجد طرقاً لتحفيز شركائها على البدء في الاهتمام بالمصالح الغربية في ساحتهم الخلفية الاستراتيجية؟
وأشار إلى أنّه في هذه البيئة الدولية والإقليمية الجديدة، تبدو فكرة تقديم حوافز للاتحاد الأوروبي لتبني دور أكثر فاعلية في الشرق الأوسط هي الفكرة الأكثر واقعيةً إذا أرادت الولايات المتحدة أن تسمح لحلفائها الأوروبيين تحمل جزء من الأعباء إلى جانبها.