إردوغان يحشد جماهيرياً: هزمنا الوصاية.. وسنضع المليارات في خدمة الشعب

الرئيس التركي والمرشح الرئاسي، رجب طيب إردوغان، يهاجم المعارضة أمام حشدٍ جماهيري كبير لمؤيديه في إسطنبول، ويتعهد بتسخير المليارات من عائدات الطاقة في خدمة الشعب.

أكّد الرئيس التركي والمرشح للانتخابات الرئاسية، رجب طيب إردوغان، أنّه سيتم مواصلة تعزيز صناعات الدفاع ، وزيادة معدل التوظيف في تركيا، إضافةً إلى تسخير عائدات اكتشافات الطاقة، والتي تُقدّر بمليارات الدولارات، لصالح الشعب.

وجاءت تصريحات إردوغان خلال حضوره لتجمع مؤيديه الحاشد، في إسطنبول، والذي تخلّله حفل افتتاح المرحلة الأولى من "حديقة الشعب"، التي تمّ بناؤها في موقع مطار أتاتورك.

وأشار إردوغان فور وصوله منصة الاحتفال، إلى تقديرات العدد المشارك في التجمع الانتخابي في إسطنبول، قائلاً: "الآن أحضروا لي الرقم الرسمي، الرقم الرسمي هو مليون و700 ألف".

وجدّد الرئيس التركي اتهامه للمعارضة بالاتفاق مع حزب العمال الكردستاني، كما وجّه تساؤلاً لزعيم المعارضة والمرشح المنافس في الانتخابات، كمال كليجدار أوغلو، بقوله: "أين اختفيت في الـ8 ساعات خلال زيارتك الأخيرة للولايات المتحدة"، مضيفاً: "بالطبع كان في مطعم مع حركة غولن"، في إشارةٍ إلى جماعة عبد الله غولن المُتهمة بتدبير الانقلاب الفاشل على إردوغان عام 2016.

اقرأ أيضاً: نائب تركي للميادين: بايدن يقدّم دعمه لخصوم إردوغان في الانتخابات

وهاجم إردوغان الأحزاب المعارضة في حديثه، واصفاً إياهم بأنّهم "لا يملكون مثقال ذرة من المسؤولية تجاه بلدنا وشعبنا"، مؤكداً أنّه يمتلك مبدأ، وهو أنّه "لا نعِدُ بما لن نفعله، ونفي بكل ما وعدناه".

استحضار لإنجازات وحديث عن وعود

وقال إردوغان أمام الجماهير الكبيرة في إسطنبول إنّ حكومته قامت "بزيادة الدخل القومي بمقدار 3 أضعاف خلال الـ21 عاماً".

ولفت إلى أنّه سيعلن عن معدلات الزيادة في أجور موظفي القطاع العام، الثلاثاء المقبل، والذي أكّد أنّه سيبدأ بداية تموز/يوليو المقبل.

وأشار الرئيس التركي إلى أنّ حكومته تنفذ حالياً مشروع نفق "إسطنبول الكبير"، موضحاً أنّه سيكون النفق الثالث تحت مضيق البوسفور بعد نفقي "مرمراي" و"أوراسيا".

وأوضح أنّ مشروع النفق الكبير سيوفّر النقل في المدينة من خلال ربط 11 خط سكة حديدية يستخدمها 6.5 ملايين مواطن تركي يومياً، لافتاً إلى أنّه مشروع قوي وضخم وجالب للعمالة.

كما  تطرّق إردوغان إلى اكتشافات استثمارات الطاقة التي نفذتها حكومته في البلاد، موضحاً في تغريدة على حسابه في "تويتر"، نشرها السبت، أنّ مئات المليارات من الدولارات التي كانت تدفعها بلاده لواردات الطاقة، ستكون "مسخّرة لخدمة الشعب بعد الآن".

وأعلن إردوغان أنّ الحكومة تعتزم تخصيص 25% من عائدات النفط والغاز المكتشف في تركيا للاستثمارات المتعلقة بالشباب والأسرة، وذلك في كلمةٍ سابقة، خلال التجمع الانتخابي لحزبه العدالة والتنمية، في ولاية مرسين، جنوبي شرقي البلاد. 

وأشار إردوغان في حديثه إلى اكتشاف تركيا مؤخراً للغاز الطبيعي في البحر الأسود، والنفط في منطقة "غابار" بولاية شرناق التركية، وإقامة حقول ضخمة للطاقة الشمسية في قونية.

وشدّد على أنّ هذه الأموال "ستنعكس على أفراد الشعب على شكل استثمارات وتوظيفات جديدة وحزم دعم اجتماعي".

وكان إردوغان أعلن، قبل أيام، اكتشاف حقل نفطي بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ألف برميل يومياً، في "جودي غابار"، بولاية شرناق.​​​​​​​

خطاب يقوم على التحدي

وجّه إردوغان خطابه للجماهير المحتشدة في إسطنبول اليوم، قائلاً إنّ "الصحف والمجلات الغربية تتابعنا الآن في تجمع مطار أتاتورك، وتتساءل ما الذي يحدث هنا، أنتم ستقدمون لهؤلاء الإجابة اللازمة".

ويبدو واضحاً أنّ الرئيس التركي يواصل الرد على ما نشرته مجلّة "ذي إيكونوميست" البريطانية، والتي كتبت، الخميس، على غلاف عددها الأخير عبارة "أهم استحقاق انتخابي في 2023"، واصفةً الرئيس التركي بـ"الديكتاتور"، ومستخدمةً عبارات "إردوغان يجب أن يرحل" و"حافظوا على الديمقراطية". 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

The defeat of Recep Tayyip Erdogan would have global consequences—and show democrats everywhere that strongmen can be beaten https://t.co/bHPEstl69d pic.twitter.com/tMjhj2Wa1P

— The Economist (@TheEconomist) May 4, 2023

وكان إردوغان ردّ على المجلّة قائلاً إنّ بلاده لن تسمح بتوجيه سياستها الداخلية وتهديد الإرادة الوطنية بأغلفة المجلات، والتي هي "جهاز تنفيذي للقوى العالمية".

كما أكّد الرئيس التركي أنّه "من خلال قرن تركيا، سنرتقي بكل هذه النجاحات الدبلوماسية إلى القمة".

وانتقد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إساءات مجلّة "ذي إيكونوميست" المتكررة للرئيس التركي، مشيداً بالإنجازات التي تحققت في عهده على المستوى الوطني والإقليمي.

وصرّح إردوغان أمام مؤيديه مؤكداً أنّه وإدارته قاموا "بأكبر حراك ديمقراطي" في تركيا، إضافةً إلى قوله: "هزمنا الوصاية"، مؤكداً استقلالية القرار في تركيا في عهده.

وتشهد تركيا في 14 أيار/مايو الجاري، انتخابات عامة ورئاسية يتنافس فيها الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان مرشحا عن تحالف الشعب، وكمال قليجدار أوغلو مرشحا عن تحالف الأمة.

ويبلغ عدد من يحق لهم الانتخاب بالاستحقاق الرئاسي والبرلماني 64 مليونا و113 ألفاً و941 ناخباً، وفق اللجنة العليا للانتخابات.

اقرأ أيضاً: تركيا "بوسفور الانتخابات".. كيف تحوّلت إلى النظام الرئاسي؟