كليجدار أوغلو: سنحقق التوازن في علاقات تركيا الخارجية.. والاقتصاد أولويتنا
تعهّد المرشح الرئاسي للانتخابات التركية، كمال كليجدار أوغلو، باستعادة ثقة المستثمرين العالميين في الحكومة التركية، وتقديم فرص استثمارية جديدة للعالم الخارجي، وضمان سياسة خارجية متوازنة.
وجاء حديث كليجدار أوغلو في مقابلةٍ مكتوبة أجرتها معه شبكة "NIKKEI ASIA" اليابانية، أوضح خلالها أبرز نقاط برنامجه الانتخابي، وركّز خصوصاً على توسعة انفتاح اقتصادي تركي على العالم، إضافة إلى الحديث عن ضرورة تحقيق توازن في السياسة الخارجية التركية.
ويُعتبر كليجدار أوغلو، ذو الـ74 عاماً، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، والمرشح المشترك لأحزاب المعارضة الستة التي يتألف منها تحالف الأمة، أكبر منافس للرئيس التركي الحالي والمرشح للانتخابات الرئاسية، رجب طيب أردوغان.
سياسات تركية تُراعي التوازنات والمصالح
وأكّد كليجدار أوغلو أنّه سيعمل، في حال نجاحه في الانتخابات، على ضمان أن تواصل تركيا التوازن الذي يعزز مصالح البلاد، بما في ذلك مع روسيا، موضحاً أنّه "لن يكون من الصحيح حصر السياسة الخارجية لتركيا في تعريفٍ مؤيد للشرق أو مؤيد للغرب".
وتحدّث المرشح المعارض في هذا الصدد قائلاً إنّه "بالطبع لن نتراجع عن طريقنا للوصول إلى مستوى الحضارات الحديثة، التي ورثناها عن أتاتورك، لكن سيكون من غير المكتمل قراءة هذا على أنّه سياسة موجهة فقط نحو الغرب".
وأشار كليجدار أوغلو إلى أنّ تركيا لم تهمل الشرق أبداً، وذلك على الرغم من كونها عضواً في مؤسسات ومنظمات غربية، لافتاً إلى أنّ رؤيته لكلٍ من آسيا وأوروبا تستندان إلى نهجٍ تكميلي ومتكاملٍ للسياسة الخارجية.
كما لفت إلى عضوية تركيا في مجموعة العشرين الاقتصادية، مضيفاً: "نحن مع كلٍ من الصين والولايات المتحدة في هذا المنتدى، حيث تتم فيه مناقشة السياسات العالمية، وبالمثل، فإنّ علاقاتنا مع روسيا، وهي لاعب عالمي مهم في جغرافيتنا، متوازنة للغاية".
وشدّد المرشح الرئاسي على أنّه من الخطأ الاعتقاد بأنّ أيَّ توجهٍ للسياسة الخارجية التركية يضر بمناطق جغرافية أخرى أو جهات فاعلة أخرى، متعهداً في برنامجه بأنّ سياسة تركيا الخارجية "ستمضي بالنهج المتوازن نفسه كما كانت عليه تقليدياً منذ تأسيس الجمهورية".
نحو جذب مزيدٍ من الاستثمارات العالمية
وأوضح كليجدار أوغلو للشبكة اليابانية أنّ تركيا جاذبة لكثيرٍ من الاستثمار العالمي، قائلاً: "لقد رأينا شهية المستثمرين العالميين" في تركيا، لكنّه تحدّث أنّها تُعاني من مشكلة أنّ هؤلاء المستثمرين "فقدوا الثقة في الحكومة في تركيا"، مُرجعاً ذلك إلى سياسات إردوغان الاقتصادية "غير التقليدية".
وأكّد كليجدار أوغلو في المقابلة أنّ الاقتصاد سيكون العامل الرئيسي في الانتخابات التركية، مضيفاً أنّه "في جميع الاستطلاعات التي أجريت، نرى أنّ أهم توقعات المواطنين هي حل المشاكل الاقتصادية، ومصداقيتنا في هذا الموضوع ستحقق لنا أعلى الدرجات".
وأضاف في هذا الصدد: "يبتعد المستثمرون المحليون والأجانب عن الاستثمارات التي قد تؤدي إلى تصنيع منتجاتٍ ذات قيمةٍ مضافة عالية، وإلى زيادة فرص العمل"، متعهداً بقوة بعكس هذا الاتجاه.
وتعهّد المسؤول السابق في وزارة المالية التركية، بجذب استثماراتٍ خارجية بقيمة 300 مليار دولار، في غضون خمس سنوات، إذا فاز في الانتخابات.
وأشار إلى أنّ تحالف المعارضة الذي رشّحه نظر في أمثلةٍ من جميع أنحاء العالم، وقرر أنّ "هذه الاستراتيجية يمكن أن توفر فرصاً استثمارية جديدة تماماً، بما في ذلك مُختلف الأدوات المالية مثل السندات الخضراء والسندات الاجتماعية وسندات الاستدامة".
وأبدى كليجدار أوغلو ثقةً كبيرةً في الفوز في جولةٍ أولى من الانتخابات الرئاسية في البلاد، حسبما صرّح في مقابلته مع الشبكة الإخبارية اليابانية.
ومن التعهدات الأساسية التي قدمّها المرشح الرئاسي المعارض، سحب العديد من الصلاحيات المعزّزة التي انتقلت الى الرئيس التركي خلال السنوات الأخيرة، ونقلها إلى البرلمان، مشدّداً على أن "يترك بعد ذلك منصبه لصالح جيل جديد من القيادات الشابة المتنوعة".
وفي تصريحاتٍ أدلى بها لمجلّة "تايم" الأميركية قبل الانتخابات، قال كليجدار أوغلو "أنا لست شخصاً لديه طموحات"، مضيفاً على أنّ ما يريده هو "إعادة الديموقراطية" إلى تركيا.
ويشهد الرابع عشر من أيار/مايو الجاري، انتخاباتٍ عامة مصيرية في تركيا، ستحدد شكل الحكم فيها ودورها الإقليمي والدولي في السنوات القادمة، كما تحظى هذه الانتخابات باهتمامٍ بالغ بسبب الحظوظ المتقاربة في الفوز بين إردوغان وكمال كليجدار أوغلو.