استمرار المعارك في السودان رغم الهدنة.. وترقب لنتائج مفاوضات جدّة
أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، إنّ "قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على قيادة قوات الدفاع الجوي، مؤكداً صد الهجوم وتدمير عدد من عربات العدو"، حسب بيان صادر عن قيادة القوات المسلحة.
وأضاف الجيش السوداني أنّه خلال صد الهجوم، "حصل على 3 عربات قتالية من قوات الدعم السريع التي فرت مخلفةً عدداً من القتلى".
ولفت الجيش السوداني إلى "مقتل قنّاص أجنبي بمنطقة بحري العسكرية، لم توجد بحوزته أوراق ثبوتية لتحديد جنسيته".
كما أشار الجيش السوداني إلى استسلام 7 من أفراد قوات الدعم السريع بالخرطوم، مضيفاً أن "عناصر المليشيا المتمردة مستمرين في كسر ونهب البنوك التجارية والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة".
وتوجه وفدا الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، يوم الجمعة الماضي، إلى مدينة جدة غربي السعودية، لبدء المفاوضات بينهما.
وكانت السعودية والولايات المتحدة الأميركية، قد أصدرتا في وقت سابق، بياناً مشتركاً رحبتا فيه ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة.
وحثت السعودية والولايات المتحدة الأميركية كلا الطرفين على استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني، والانخراط الجاد في هذه المحادثات.
وفي سياق متصل، قال الاتحاد الأفريقي إنه "يتابع عن كثب" المحادثات التي بدأت في جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ودعا في بيان، طرفي النزاع إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار على وجه السرعة كخطوة أولى للسماح بالإمداد الفوري، بمواد الإغاثة لتخفيف معاناة المدنيين السودانيين، مشدداً على ضرورة الموافقة فوراً على فتح ممرات إنسانية لتسهيل توزيع الإمدادات الأساسية واستعادة الخدمات.
ودخل الصراع الأخطر في السودان أسبوعه الرابع، من دون أي بوادر لحل قريب. ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كثيراً من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية، براً وبحراً وجواً.
وشهدت المواجهات في أسبوعها الرابع تحليقاً للطائرات الحربية في أجزاء واسعة من وسط الخرطوم والخرطوم بحري أمس السبت، كما دوت انفجارات عنيفة في محيط القصر الرئاسي وحي الوابورات في المدينة.
واتفق البرهان وحميدتي عدة مرات على وقف لإطلاق النار لم يتم التقيد به، ومددا الهدنة الرسمية الأخيرة، يوم الأربعاء الماضي، لمدة أسبوع، حيث ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر مراراً للانتهاكات المتكررة.
وقدرت نقابة أطباء السودان عدد ضحايا الاشتباكات من المدنيين بـ479 قتيلاً وأكثر من 2500 مصاب، فيما أحصت نحو 100 حالة وفاة في صفوف المدنيين، منذ بدء المعارك، لافتةً إلى أنّ جميع المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة الجنينة غربي البلاد لا تعمل.
على الصعيد الإنساني أيضاً، تواجه العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى شُحاً في الوقود، بسبب استمرار إغلاق محطات التوزيع منذ اندلاع القتال.
ويتزامن ذلك مع استمرار معاناة السكان في الحصول على الخبز، حيث تشهد المخابز بالعاصمة اكتظاظاً كبيراً للأهالي بسبب شح الدقيق، فضلاً عن الانقطاع المستمر للكهرباء، التي تعتمد عليها المخابز بشكل كلي في عملية التشغيل.