السودان: بايدن يهدد طرفي الصراع بعقوبات.. ونهب أغذية بملايين الدولارات

المعارك في الخرطوم تتواصل لليوم العشرين بين الجيش وقوات "الدعم السريع" ، والرئيس الأميركي يهدد بفرض عقوبات جديدة على المسؤولين في حال عدم توقف الحرب.
  • الأمم المتحدة تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص قد يفرّون من القتال

تتواصل المعارك في الخرطوم، الخميس، لليوم العشرين بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في صراع على السلطة في السودان، فيما هدد الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على المسؤولين في حال عدم توقف الحرب.

ووقّع بايدن على أمر تنفيذي يضع الأساس لعقوبات محتملة.

وقال بايدن، في رسالة للكونغرس، إنّ الوضع في السودان يشكّل تهديداً استثنائياً للأمن القومي والسياسة الخارجية الأميركية،  داعياً الأطراف المتحاربين إلى وقف إطلاق النار.

وفي تقييمٍ للمخابرات الأميركية، قالت مديرة المخابرات الوطنية، أفريل هاينز، اليوم إنّ "القتال في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع من المرجح أن يطول في ظل اعتقاد كلا الجانبين  أنه قادر على الانتصار عسكرياً وأنه ليس لديه حوافز تذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات".

ويُلقي التقييم بظلالٍ من الشك على الجهود الدولية لإقناع الخصوم بإنهاء العنف الذي أودى بحياة المئات ودفع  نحو 100 ألف شخص للفرار إلى الدول المجاورة  وأثار شبح تفاقم أزمة إنسانية.

وفي السياق، ذكر رئيس حملة "سودان المستقبل"، عادل عبد العاطي، أنّ الولايات المتحدة متخوّفة من دخول روسيا إلى الملف السوداني من خلال دعم أحد الأطراف.

ولفت عبد العاطي في حديثٍ للميادين إلى أنّ "محاولة الولايات المتحدة الاعتماد على الجنرالات في التطبيع مع إسرائيل فشل بسبب الرفض الشعبي"، مشيراً إلى أنّ طرفي الصراع في السودان لا يملكان القدرة على حسم المعركة.

وأضاف أنّه "قبل الحرب كانت هناك أسلحة تأتي إلى السودان من أطراف خارجية لكن لم يتم رصد وصول أسلحة ثقيلة منذ بداية الاشتباكات"، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة لا تملك حلفاء حقيقيين في السودان على المستويين المدني والعسكري".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

اقرأ أيضاً: النزاع السوداني.. مصلحة أميركية إسرائيلية مشتركة رغم تناقض الأهداف

الأمم المتحدة تحتاج 445 مليون دولار

في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إنّها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص قد يفرّون بحلول تشرين الأول/أكتوبر من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة كما قالت الأمم المتحدة في بيان، مضيفةً أنّ مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين.

نهب أغذية بأكثر من 13 مليون دولار

بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم إنّ  منتجات غذائية مخصصة للمحتاجين في السودان تقدّر قيمتها بما يتراوح بين 13 و14 مليون دولار تعرضت للنهب منذ اندلاع القتال الشهر الماضي.

وقال إيدي رو، مدير البرنامج في السودان، متحدثاً لـ"رويترز"، إنّ النهب في البلاد متفشٍّ، وإنّ بعض التقارير عن سرقة إمدادات برنامج الأغذية العالمي ما زالت قيد التحقيق.

وأضاف: "قدّرنا أنّ نحو 17 ألف طن تعرضت للنهب، بعضها في مستودعاتنا والبعض الآخر من شاحنات... وهذا يعادل ما بين 13 إلى 14 مليون دولار، في صورة كلفة الطعام فحسب. نتلقى كل يوم تقريباً تقارير عن عمليات نهب أخرى".

وتأتي تصريحات رو غداة مناشدة مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، طرفي الصراع في السودان التعهّد بتوفير عبور آمن للمساعدات الإنسانية والموظفين.

وقالت الأمم المتحدة إنّ الصراع في السودان أجبر نحو 100 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة وعرقل توصيل المساعدات في بلد يعتمد ثلث سكانه بالفعل على المساعدات الإنسانية.

وأشار رو إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي بحاجة إلى شراء مزيد من الإمدادات بشكل عاجل للسودان، مضيفاً: "نعلم أننا إذا لم نشترِ سلعاً أولية الآن، سينفد مخزوننا في الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة".

وتابع بالقول: "بدأنا بالفعل التواصل مع مانحينا لمعرفة مدى السرعة التي يمكننا بها الشراء والتسليم أيضاً في المواقع التي يتسنى لنا الوصول إليها ويعتبر تقديم المساعدة فيها آمناً نسبياً".

وفي وقتٍ سابق اليوم، اتّهمت قوات "الدعم السريع" الجيش السوداني بخرق الهدنة الإنسانية المعلنة لإجلاء البعثات الدبلوماسية وتمكين المواطنين من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة.

ومنذ 15 نيسان/أبريل، أسفر القتال عن سقوط 550 قتيلاً و5 آلاف جريح، بحسب بيانات لوزارة الصحة يعتقد أنّها أقل بكثير من الواقع.

اقرأ أيضاً: اقتصاد السودان يئنّ تحت وطأة الاشتباكات.. فأيّ مصير ينتظره؟

المصدر: وكالات+ الميادين نت