السودان: بعد اتفاق طرفي النزاع على الهدنة.. "الدعم السريع" يتهم الجيش بخرقها

قوات "الدعم السريع" السودانية تتهم الجيش بخرق الهدنة الإنسانية المعلنة، والجيش يجدد بدوره دعوته أفراد "الدعم السريع" إلى الاستفادة من عفو القائد العام.
  • الدخان يتصاعد خلال الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم - 19 نيسان/أبريل 2023 (Getty images)

اتّهمت قوات "الدعم السريع" السودانية، صباح اليوم الخميس، الجيش السوداني بخرق الهدنة الإنسانية المعلنة لإجلاء البعثات الدبلوماسية وتمكين المواطنين من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة.

وقال الناطق الرسمي باسم قوات "الدعم السريع" في بيان: "استمرت خروقات القوات السودانية للهدنة الإنسانية المعلنة لإجلاء البعثات الدبلوماسية وتمكين المواطنين من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأضاف البيان: "تمت مواجهة هجوم من قوات بزيّ الاحتياطي المركزي، ما كبّدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، مشيراً إلى "الاستيلاء على عدد من العربات والأسلحة والدبابة المجنزرة"، وصدت قوات "الدعم السريع محاولات أخرى للقوات السودانية في منطقة القصر الجمهوري".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأوضح الناطق الرسمي أنّ قوات الدعم السريع تسيطر على 90% من مدن الخرطوم الثلاث، وتلتزم الهدنة الإنسانية المعلنة، في حين استمرت خروقات القوات السودانية. 

في المقابل، أصدر الجيش السوداني، اليوم الخميس، بياناً أعلن فيه التصدي لهجوم شنته قوات "الدعم السريع"، على قيادة منطقة بحري العسكرية.

وذكر بيان الجيش السوداني: "اشتبكت قواتنا فجر اليوم مع المتمردين الذين حاولوا الهجوم على قيادة منطقة بحري العسكرية".

وأوضح البيان أنّ قوات "الدعم السريع تلقت عقاباً حاسماً وتشتتت قواتها ما بين قتيل وجريح وهارب"، كما "دمرت قوات الجيش عدداً من العربات القتالية لقوات الدعم واستلمت 5 عربات تركوها في ميدان المعركة".

وفي السياق ذاته، دعا الجيش السوداني في بيانه المواطنين إلى الابتعاد عن مواقع الاشتباكات وعدم التعامل مع الأجسام المعدنية الغريبة، حرصاً على سلامتهم لحين وصول الفرق الفنية المتخصصة لسحبها والتعامل معها.

وكان الجيش السوداني أعلن، أمس الأربعاء، موافقته على مقترح الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، بتمديد هدنة وقف إطلاق النار في البلاد لمدة أسبوع وتسمية ممثلين عن طرفي النزاع لعقد مباحثات مع آلية مشكّلة لهذا الغرض.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني: "في إطار مبادرة منظمة الإيغاد للتعامل مع الأزمة الحالية بالبلاد، تقدمت المنظمة بمقترح جديد يتمثل في الآتي: تمديد الهدنة الحالية لمدة أسبوع وتسمية ممثل من كل جانب للتباحث في الهدنة مع الآلية رفيعة المستوى المكونة من رؤساء كل من جمهورية جنوب السودان كينيا وجيبوتي، على أن يجري هذا الحوار في أي دولة يتم التوافق عليها مع الآلية".

وجدد الجيش السوداني دعوته أفراد قوات "الدعم السريع" للاستفادة من عفو القائد العام، وتسليم أنفسهم لأقرب وحدة عسكرية في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف البيان أنّ القوات المسلحة "تبدي موافقتها على المقترح انطلاقاً من مبدأ الحلول الأفريقية لقضايا القارة، ومراعاة للجوانب الإنسانية لمواطنينا، مع أخذنا في الاعتبار المبادرة الأميركية السعودية الجارية، ونأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات الهدنة المقترحة".

وفيما يتعلق بالموقف الميداني، أكّد الجيش أنه "مستقر في جميع أنحاء البلاد، عدا اشتباكات متقطعة  في أجزاء من العاصمة نتيجة خروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة".

وأفادت قوات الجيش السوداني عبر منشور في "فيسبوك" بأنّ "سلاح الإشارة بسط الاستقرار في منطقة بحري"، مشيرةً إلى "ارتياح كبير للمواطنين وبدء المحال التجارية بمزاولة أعمالها". 

ويوم الثلاثاء، وافق قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بشكل مبدئي على هدنة جديدة في السودان لمدة 7 أيام.

وذكرت وزارة خارجية جنوب السودان، في بيان، أنّ الرئيس سلفا كير أجرى محادثات هاتفية مع كل من البرهان وحميدتي، وافق خلالها الطرفان المتحاربان من حيث المبدأ على هدنة جديدة بينهما.

وأمس الأربعاء، أكّد مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أنّه وصل إلى السودان، حيث تتواصل الاشتباكات منذ 3 أسابيع بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

وأفاد غريفيث لوكالة "رويترز" بأنّه "سيجتمع بطرفي الصراع في السودان في غضون يومين أو 3 أيام بهدف الحصول على ضمانات علنية بتوفير ممر آمن للمساعدات الإنسانية". 

يأتي ذلك في وقت دخل أخطر صراع في السودان أسبوعه الثالث، من دون أي بوادر لحل قريب. ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية براً وبحراً وجواً.

وتسببت المعارك منذ 15 نيسان/أبريل الماضي بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، بمقتل المئات وإصابة الآلاف، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى أو في اتجاه تشاد ومصر.

واتفق البرهان وحميدتي عدة مرات على وقف لإطلاق النار لم يتمّ التقيّد به بشكل جيد، ومدّدا الهدنة الرسمية الأخيرة يوم الأحد الماضي لمدة 72 ساعة. وقد ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر مراراً.

وفي هذا السياق، ذكرت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية في مقال أنّ الصراع على السلطة في السودان قد يؤدي إلى زعزعة استقرار دولة تشاد المجاورة والتأثير في منطقة الساحل الأفريقي بأكملها.

وأشارت المجلة إلى وجود احتمالٍ قوي بأن يكون للحرب "تأثير الدومينو" في تشاد ومنطقة الساحل المضطرب، لافتةً إلى أنّ الهروب المستمر من مناطق النزاع قد يفاقم النزوح في المنطقة كلها، ما من شأنه أن يوفر وسيلةً محتملةً لتجنيد المزيد من الفئات السكانية الضعيفة على يد التنظيمات الإرهابية التي تسعى لتحويل منطقة الساحل إلى منطقة تمركز لها.

كذلك، حذّر "برنامج الأغذية العالمي" من أنّ العنف الدائر في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في منطقة شرق أفريقيا، مع دفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان، كما دفع دولاً أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها، فيما تضعف احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع.

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّ نحو 6 آلاف شخص، معظمهم نساء، فرّوا من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى خلال أسبوعين من الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع. 

اقرأ أيضاً: تقرير: استمرار الصراع في السودان يمهد الطريق لتدخلٍ مصريٍ محتمل

المصدر: الميادين نت + وكالات