باراغواي: هيمنة اليمين مهددة.. هل يتمكن اليسار من إطاحته في الرئاسة؟

مشاركة كبيرة تشهدها الانتخابات العامة في باراغواي التي يتنافس فيها 3 مرشحين لمنصب الرئيس، من بينهم يساري قد يؤدي فوزه إلى تحوّل سياسة البلد، كما البرازيل وغيرها من بلدان أميركا اللاتينية.
  • انتخابات عامة في باراغواي

تنتخب باراغواي الممزقة بين حيوية اقتصادية وفساد مستشرٍ، رئيساً اليوم الأحد، في اقتراع لا تبدو نتائجه محسومة إطلاقاً، ويهدد سبعة عقود من هيمنة اليمين، مع تداعيات دبلوماسية محتملة قد تصل إلى الصين.

المرشحان الأوفر حظاً في هذه الانتخابات، هما سانتياغو بينيا (44 عاماً)، الاقتصادي وريث حزب كولورادو (المحافظ) الحاكم منذ 76 عاماً من دون انقطاع تقريباً، وإيفراين أليغري (60 عاماً) المحامي الاجتماعي الليبرالي الذي يقود تحالفاً ليسار الوسط.

وتأتي هذه الانتخابات في وقت صعب بالنسبة إلى حزب كولورادو الذي يحكم بشكل شبه متواصل منذ خمسينات القرن العشرين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تعادل المرشحين في هذه الانتخابات التي تجري في دورة واحدة.

ويليهما المرشح "المناهض للنظام" باراغوايو كوباس صاحب الخطاب الراديكالي المناهض للبرلمان والذي حقق في الأسابيع الأخيرة اختراقاً واضحاً بحصوله على نحو 20% من نوايا التصويت.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم الأحد، عند الساعة 11,00 بتوقيت غرينيتش، بمشاركة كبيرة للناخبين، حسب وكالة "فرانس برس".

ودعي نحو 4,8  ملايين ناخب لاختيار رئيس ونائب للرئيس والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ و 17 حاكماً إقليمياً. ويفترض أن تعلن النتائج بعد نحو ثلاث ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع.

وقبيل ذلك، دعا المرشحون الناخبين إلى التصويت بأعداد كبيرة. وقال سانتياغو بينيا: "بسلام وفرح، أتمنى أن تكون صناديق الاقتراع مكاناً للوئام"، بينما أكد إيفراين أليغري أنّ "مشاركة أكبر تعني شرعية ديمقراطية أكبر".

وستشكّل هزيمة "كولورادو" تحولاً إلى اليسار لبلد في أميركا اللاتينية في إطار ما يتماشى مع الموجة "الوردية" في السنوات الأربع أو الخمس الماضية والتي شهدت وضعاً كهذا من المكسيك إلى تشيلي أو من كولومبيا إلى البرازيل.

وشكّلت القضايا الاجتماعية جزءاً من موضوعات الحملة بما أنّ باراغواي "الصغيرة" (7,5 ملايين نسمة ومساحة أكبر من ألمانيا) تمثل تناقضاً كبيراً. كما كان الفساد أحد مواضيع الانتخابات إذ تحتل البلاد المرتبة 137 من أصل 180 في ترتيب منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية.

ويؤكد كل من المرشحين عزمه على مكافحة الفساد، لكن سانتياغو بينيا اضطر للدفاع عن نفسه من وصمة العار التي لحقت بمعلمه الرئيس السابق هوراسيو كارتيس (2013-2018)، الذي وصفته واشنطن رسمياً في  2022 بأنه "فاسد بشكل كبير" ومنعت دخوله إلى الأراضي الولايات المتحدة والتعامل معه.

وفي بلد يشكل الكاثوليك 90% من سكّانه مع تأثير قوي للغة الغواراني (اللغة الرسمية للهنود الأميركيين مثل الإسبانية)، يلتقي المتنافسان الرئيسيان في قضايا المجتمع.. فهما يعارضان مثلاً الزواج للجميع والإجهاض.

المصدر: وكالات