عالم المستقبليات وليد عبد الحي: الصراع في السودان سيطول
قال البروفيسور وعالم المستقبليات وليد عبد الحي، في تصريح للميادين نت، إنّ الصراع في السودان لن ينتهي قريباً، ومن مؤشرات ذلك مسارعة الدول إلى إجلاء الرعايا ومعظم البعثات الدبلوماسية من البلاد، وعدم البحث في خيارات بديلة أخرى مثل نقلهم إلى أماكن أكثر أماناً.
وأضاف عبد الحي أنّ المؤشر الثاني، هو تغلغل قوات "الدعم السريع" في الأحياء وتركيزها على المدن، وتجنّب الاشتباك خارجها إلا في حالات محدودة؛ وهذا يعني أنّ العمليات العشوائية وقطع الطرق وإغلاق المدارس والمستشفيات سوف يطيل أمد الأزمة ويقلل إمكانيات الحسم الميداني، ويعمق الشرخ الاقتصادي والاجتماعي في البلاد".
وبخصوص إمكانيات التدخل الدولي، رأى البروفيسور عبد الحي أنّ "إمكانيات واحتمالات التدخل الإقليمي أعلى من التدخل الدولي، فالولايات المتحدة في وضع لا يسمح لها بالغرق في مستنقع جديد، ولا سيما مع سخونة الأحداث على حدود روسيا والصين، وأيضاً مع وجودها القلق في سوريا والعراق".
وأشار إلى أنّ "المعركة في السودان بين طرفين، ويعد انتصار أيّ منهما، لا يقلق الولايات المتحدة الأميركية". مضيفاً أنّه "بالنسبة إلى تدخل الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، فهو يحتاج إلى مداولات كثيرة تتطلب وقتاً طويلاً".
وبالنسبة إلى إمكانيات التدخل الإقليمي، "فالوضع الاقتصادي المصري، لا يسمح بتدخل عميق لمصر"، بحسب البروفيسور عبد الحي، "مع الانتباه أنّ التدخل المحدود وارد"، مشيراً إلى أنه "من الممكن لتشاد صاحبة الحدود المفتوحة مع السودان، والتداخل القبلي معها، أن تتدخل في الصراع، وعلى الأغلب أن تنحاز إلى قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني".
أما بالنسبة إلى "إسرائيل" فأشار عبد الحي إلى أنه "سوف تحاول " التدخل لتهدئة الأمور خوفاً من أن تنتج الفوضى طرفاً ثالثاً مفاجئاً لها، ولا سيما أنّ البرهان وحميدتي على علاقة متينة معها".
ولفت إلى أنه "في الظرف الحالي، التهدئة من مصلحة إسرائيل، ولكن في المنظور الاستراتيجي هي معنية دائماً في جعل محيط مصر ملتهباً دائماً".
اشتباكات وسقوط قتلى في مدينة الجنينة
في الوضع الميداني، تحدثت الصحافية السودانية زينب الغادرين، عن أنباء عن "اشتباكات وسقوط قتلى في مدينة الجنينة غربي دارفور".
وأضافت الغادرين، أنّ "الوضع في أم درمان هادئ بعد ليلة من الاشتباكات المتقطعة بالرغم من الهدنة المعلنة لـ72 ساعة".
وفي اليوم الأخير للهدنة، تتواصل الاشتباكات في مناطق مختلفة في السودان. وتجددت الاشتباكات في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في ظل تسابق الدول الأفريقية لطلب وقف إطلاق النار، وتمديد الهدنة في البلاد.
وقبيل انتهاء هدنة الــ72 ساعة، كشف الجيش عن استقدام تعزيزات عسكرية إضافية إلى العاصمة، مشيراً إلى أنّ قوات "الدعم السريع" في أم درمان والخرطوم تحاول نقل عملياتها إلى منطقة شرق النيل.
وفي وقت سابق، أعلنت القوات المسلحة السودانية، إجلاء البعثتين القطرية والأردنية عن طريق البر، وإجلاء بعثات أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا عن طريق الجو.
وأعلن القائم بأعمال السفارة السورية في السودان بشر الشعار وفاة 15 مواطناً سورياً في السودان، جراء الاشتباكات المستمرة، منذ منتصف شهر نيسان/أبريل الجاري، بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، مشيراً إلى أنه "تمّ ّالتنسيق مع سفارات شقيقة وصديقة للمساعدة بإجلاء السوريين من الخرطوم عن طريق ميناء بور سودان على البحر الأحمر".
كذلك أعلنت وزارة الدفاع الصينية، اليوم الخميس، أنّ الصين أرسلت سفن قوتها البحرية إلى السودان لمساعدة رعاياها على مغادرة هذا البلد بسبب حالة الفوضى التي يشهدها حالياً.
وفي السياق، ذكرت وكالة "رويترز" أنّ سوق التأمين البحري في العاصمة البريطانية لندن، أضاف السودان إلى المناطق التي تعدّ عالية المخاطر، هذا الأسبوع، وفقاً لمذكرة استشارية.