هل ستنجح أوروبا في فصل نفسها عن سياسات واشنطن تجاه الصين؟
تحدث موقع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، عن الخلاف بين فرنسا وألمانيا ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، حول ما إذا كانت ستعيد إحياء الاتفاقية الشاملة المتوقفة بشأن الاستثمار مع الصين.
ووفق الصحيفة فإنّ أقوى دولتين في الاتحاد الأوروبي (فرنسا وألمانيا) على خلاف الآن حول ما "إذا كان ينبغي إحياء اتفاقية استثمار محتضرة مع الصين".
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي والصّين: "اتفاق تاريخيّ" يرسم توازنات العالم الجديد
بالنسبة لفرنسا، فإنّ إنعاش ما يسمى بالاتفاقية الشاملة بين الاتحاد الأوروبي والصين بشأن الاستثمار (CAI) "أقل إلحاحاً" و "غير ممكن عملياً"، وفقاً للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
في غضون ذلك، يؤيد المستشار الألماني أولاف شولتس "إعادة تنشيط" الاتفاقية، التي توقفت بعد وقت قصير من إعلانها في أواخر عام 2020، بعد أن فرضت بكين عقوبات على العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي، بسبب تدخلهم في الشؤون الداخلية لبكين.
ورغم محاولات واشنطن عزل بكين، ظهر جلياً أنّ شركات ألمانية توسع استثماراتها في الصين، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، برزت مؤخراً مناقشات بين الأوروبيين بشأن كيفية تموضعهم في مواجهة الصين وتحديد موقع خاص لهم، من دون الانجرار إلى التوتّرات المتزايدة بين واشنطن وبكين.
وأشارت بيانات المديرية العامة للمفوضية الأوروبية "يوروستات" إلى أنّ واردات الاتحاد الأوروبي من الصين، تركزت على الآلات والمركبات بنسبة 56%، والسلع المصنعة الأخرى بنسبة 35%، والمواد الكيميائية بنسبة 7%.
اقرأ أيضاً: "فاينانشال تايمز": ألمانيا منقسمة بشأن اعتمادها على الصين
ولا تختلف رؤية القيادة الصينية في التعامل مع أوروبا كثيراً عن الرؤية الأوروبية تجاهها، إذ تسعى الدول للحفاظ على المصالح المشتركة التي تعود بالمنفعة عليها، على الصعيدين السياسي والاقتصادي. فهل ستنجح أوروبا في فصل نفسها عن سياسات واشنطن تجاه الصين؟
وفي مقابل هذه الرؤى الصينية والأوروبية تجاه بعضهما البعض، يبرز أمرٌ أساسي، ألا وهو مدى قدرة نجاح محاولات الاتحاد الأوروبي حالياً في شقّ طريقه الخاص به نحو تعزيز علاقاته بالصين، في ظلّ توتر العلاقات الأميركية-الصينية، ووسط الضغوط الأميركية الممارسة عليه.
وفي وقت سابق، أشارت "بوليتيكو" إلى أنّ الأوروبيين قلقون بشأن سلوك الولايات المتحدة، التي لا تتشاور مع حلفائها فحسب، ولكنها في بعض الأحيان لا تبلغهم بخططها، فجوهر سياسة البيت الأبيض هو "اللامبالاة المهذبة" التي يبقى هدفها الرئيسي معارضة الصين.
تقسيم فروع الاتحاد الأوروبي
ووفق "بوليتيكو" لا يقتصر الأمر على انقسام دول الاتحاد الأوروبي، حول كيفية التعامل مع الإتفاقية - فهناك أيضاً خلاف بين المؤسسات في بروكسل. ومع معاقبة أعضائه، من المؤكد أنّ البرلمان الأوروبي سيرفض أي محاولة جديدة للتصديق على الإتفاقية، بحسب الصحيفة.
ورأت الصحيفة الأميركية أنّ مثل شولتس، يأمل رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل أيضاً في إنعاش الصفقة. وقد ناقش هذا الأمر مع القادة الشيوعيين الصينيين، بما في ذلك خلال زيارته الفردية لبكين أواخر العام الماضي، وفقاً لمسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، مطلع على الأمر لم يخول بالتحدث عن هذا الأمر علناً.
ومع ذلك، فقد أحبطت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين محاولات رئيس المجلس الأوروبي لإعادة الاتفاق إلى جدول الأعمال في بروكسل.