بوريل وابن فرحان يبحثان في آخر تطورات الأوضاع في السودان

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يناقش مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الأوضاع في السودان، وسط تواصل الاشتباكات المتفرقة في العاصمة الخرطوم.
  • دخان المعارك يتصاعد من العاصمة السودانية الخرطوم - 22 نيسان/أبريل 2023 (AP)

ناقش مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأحد، آخر تطورات الأوضاع في السودان مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان. 

وتشارك الطرفان، خلال الاتصال، "المخاوف بشأن التصعيد العسكري"،  كما اتفقا على "مواصلة الدفع جماعياً من أجل وقف فوري لإطلاق النار"، بحسب تغريدة لبوريل عبر حسابه في "تويتر"، مؤكداًُ أنّ "حماية المدنيين أولوية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

إجلاء الرعايا

وقبل يومين، أفاد مسؤول أوروبي بأنّ الاتحاد يضع خططاً لعمليات إجلاء محتملة لرعاياه من الخرطوم، في حال سمح الوضع الأمني بذلك، في ظل المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال المسؤول: "نحاول تنسيق عملية لإخراج مواطنينا المدنيّين من المدينة، التي باتت حالياً في وضع شديد الخطورة، ونحن نعمل على إمكانيات متنوّعة من أجل إخراج الناس".

ووصلت، أمس السبت، دفعة أولى من السعوديين ورعايا دول أخرى، إلى مدينة جدة السعودية، بعد إجلائهم من السودان، حيث دخلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثاني، وفشل تطبيق الهدنة الموقتة المعلنة.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

ومنذ اندلاعها في 15 نيسان/أبريل، تسببت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.

ومع دخول المعارك أسبوعها الثاني، بدأت فرنسا اليوم عملية إجلاء سريع لمواطنيها ولطاقمها الدبلوماسي من السودان، حسب إعلان وزارة الخارجية الفرنسية الأحد.

ولفتت الخارجية الفرنسية إلى أنّ العملية ستشمل أيضاً مواطنين أوروبيين وآخرين من "دول شريكة حليفة"، من دون أن تقدّم تفاصيل إضافية.

وقال مصدر دبلوماسي إن كلاً من قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "قدمت ضمانات أمنية" تسمح بإجراء هذه العملية، ولفت المصدر نفسه إلى أن نحو 250 مواطناً فرنسياً يقيمون في السودان.

وتقوم عدة أطراف، بينها الاتحاد الأوروبي، بإعداد خطط لإجلاء رعاياها الأجانب، بينما نشرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قوات في دول مجاورة، وقالت إنها تأتي استعداداً لعمليات إجلاء.

وأعربت قوات الدعم السريع، من جهتها، عن استعدادها لفتح "كلّ مطارات" السودان لإجلاء الأجانب، مع أنّه من غير الممكن معرفة ما هي المطارات التي تسيطر عليها هذه القوات، في وقت شدّد البرهان، في تصريح تلفزيوني، على أنّ "كلّ المطارات تحت سيطرة الجيش"، باستثناء مطارَي الخرطوم ونيالا في ولاية جنوبي دارفور، حيث "توجد إشكالية".

اشتباكات متفرقة

ميدانياً، قال الصحافي عبد الله النصيح للميادين إنّ "العاصمة الخرطوم تشهد اشتباكات متفرقة بوتيرة أقل من الأيام الماضية"، مشيراً إلى "صعوبة في حركة التنقل بسبب أزمة الوقود التي تشهدها العاصمة". 

وأفاد النصيح بـ"انقطاع عدد كبير من الخدمات في الخرطوم لا سيما الماء والوقود"، لافتاً إلى أنّ "الشوارع تكاد تخلو من المارة". 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأضاف للميادين أنّ "المواطنين يواجهون صعوبة في الوصول إلى مشافي العاصمة بسبب الاشتباكات". 

بدوره، بيّن الصحافي محمد عثمان عبد الحميد للميادين أنّ "الصراع يدور حول من يتحكم بالسلطة والموارد"، مضيفاً أنّ "ما يجري منسق من الأميركيين والأوروبيين بهدف إدارة موارد البلد والتحكم في مسائل منها الوضع في البحر الأحمر".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وفي السياق، لفت محلل الميادين للشؤون الأمنية والعسكرية شارل أبي نادر إلى أنّ "منطقة نهر النيل الأزرق قد تكون هي الفيصل في الصراع بين العسكر"، موضحاً أنّ "الدعم السريع يركز ضغطه على عمق الخرطوم". 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

خروقات الهدنة

وخرقت الهدنة الثالثة في السودان بعد أقلّ من ساعة على سريانها، وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت الخرطوم في الأيام الأخيرة، ليل الجمعة السبت، لساعات، بعد إعلان الطرفين قبول هدنة لمناسبة عيد الفطر، لكن إطلاق النار والانفجارات استؤنفت صباح السبت.

ورغم إعلان هدنة لمدة 3 أيام منذ الجمعة، فإن هناك اشتباكات متفرقة بين الجانبين، رغم مطالبات دولية وإقليمية بوقف إطلاق النار واللجوء إلى الحوار لإنهاء الأزمة التي يشهدها السودان، ويقودها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي يتولى قيادة الجيش، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي يتولى قيادة قوات "الدعم السريع".

وتصعب كثيراً معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقّل، في حين يؤكد كل من الطرفين تقدمه، لكن لا يمكن معرفة من يسيطر على العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون، وباتت من دون كهرباء في أجواء من الحرّ الشديد، بينما يغامر البعض بالخروج من أجل الحصول على مواد غذائية على نحو عاجل، أو من أجل الفرار من المدينة.

اقرأ أيضاً: "لهيب السودان".. ما الأسباب التي تبقي البلد الأفريقي على صفيح ساخن؟

المصدر: وكالات + الميادين نت