بعد ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ..الاشتباكات تتجدد في السودان
دخلت المعارك أسبوعها الثاني في السودان، وعادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تسمع، صباح السبت، في العاصمة السودانية، بعد تراجع حدة القتال ليلاً إثر الإعلان عن هدنة مؤقتة بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
الصحافي عبد الله النصيح وفي حديث إلى الميادين، قال إنّ هذه الهدنة رغم الاتفاق عليها فإن صوت الرصاص لا يزال يخيّم على المشهد السوداني، مضيفاً أنّ هناك أنباء عن سقوط عدد جديد من القتلى والجرحى.
ما مدى صحة المعلومات عن خرق حالة الهدنة في #السودان؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 22, 2023
الصحافي عبد الله النصيح لـ #الميادين #الخرطوم pic.twitter.com/gjufPLKcML
وتسببت المعارك خلال الأسبوع الفائت بسقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وتوقفت الانفجارات العنيفة التي هزت المدينة في الأيام الأخيرة ليل الجمعة السبت بعد قبول الطرفين بهدنة لمناسبة عيد الفطر. لكن استؤنف، صباح السبت، إطلاق النار.
واندلع العنف في 15 نيسان/أبريل بين القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي والذي تحوّل إلى عدوه اللدود.
وكان الحليفان السابقان استوليا على السلطة كاملة في انقلاب في العام 2021 أطاحا خلاله المدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة مع العسكر، من الحكم. لكن الخلافات والصراع على السلطة ما لبثت أن بدأت بينهما، وإن بقيت كامنة في فترة أولى.
وأعلن الجيش،أمس الجمعة، أنه "وافق على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام" بمناسبة عيد الفطر، كان دعا إليه قبل يوم واحد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
اقرأ أيضاً: "لهيب السودان".. ما الأسباب التي تبقي البلد الأفريقي على صفيح ساخن؟
وقال دقلو في بيان إنه "ناقش الأزمة الحالية" مع غوتيريش و "ركز على الهدنة الإنسانية والممرات الآمنة وحماية العاملين في المجال الإنساني".
ويصعب كثيراً معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقّل، ويؤكد كل من الطرفين تفوقه على الأرض، الأمر الذي لا يمكن التحقّق منه. كما لا يمكن معرفة المناطق التي يسيطر كل طرف في العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون.
"رائحة دماء"
في الخرطوم، المدينة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، قلب الصراع حياة المدنيين إلى رعب إذ احتموا داخل منازلهم من دون كهرباء في أجواء حرّ شديد.
ويغامر عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية عاجلة أو للفرار من المدينة.
وقال أحد السكان سامي النور لوكالة "فرانس برس" إنّ العيد يجب أن يكون "مع الحلويات والمعجنات وأطفال سعداء والناس يحيون الأقارب"، لكن بدلاً من ذلك هناك "إطلاق نار ورائحة دماء حولنا".
اقرأ أيضاً: السودان: تراشق بالاتهامات بخرق الهدنة والجيش يتحدث عن تورط أطراف إقليميين
وشهدت الخرطوم معارك عنيفة جداًَ خلال الأيام الماضية، إذ شنّت طائرات مقاتلة ضربات جوية على مواقع عدة، بينما تجوب دبابات الشوارع ويطلق الرصاص والمدفعية في مناطق مكتظة بالسكان. كما انفجر العنف في جميع أنحاء البلاد أيضاً.
واتهم الجيش في وقت متأخر من الجمعة قوات "الدعم السريع" بشنّ هجمات في المدينة التوأم للعاصمة أم درمان حيث أخرجوا "عدداً كبيراً من نزلاء" أحد السجون. لكن قوة الدعم السريع نفت ذلك.
واندلعت معارك في إقليم دارفور في غرب السودان حيث قالت منظمة "أطباء بلا حدود" في مدينة الفاشر إن الوضع "كارثي"، و"لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل"، وبينهم عدد كبير من الأطفال.
إجلاء الرعايا
وتقوم جهات عدة بإعداد خطط لإجلاء الرعايا الأجانب، بينما نشرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قوات في الدول المجاورة، ويدرس الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن الوضع ما زال خطيراً لإجلاء موظفي السفارة.
أين القادة والنُخَب السودانيّة مما يجري اليوم في #السودان؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 21, 2023
المتحدّث الرسمي باسم تجمّع المهنيين السودانيين مهنّد مصطفى النور في #المشهدية.#الجيش_السوداني #الخرطوم @mayarizkrizk pic.twitter.com/OPJbuxfrts
وفي وقت لاحق، قالت قوات "الدعم السريع" إنها مستعدة لفتح "كل مطارات" السودان "جزئياً" من أجل إجلاء الأجانب مع أنه من غير الممكن معرفة ما هي المطارات التي تسيطر عليها هذه القوات.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 413 شخصاً قتلوا وأصيب 3551 بجروح في القتال في جميع أنحاء السودان، لكن يُعتقد أن العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك، إذ لم يتمكن عدد من الجرحى من الوصول إلى المستشفيات.
وقالت نقابة الأطباء إنّ أكثر من ثلثي المستشفيات في الخرطوم والولايات المجاورة "توقفت عن العمل" الآن. وتعرضت أخرى للنهب وقُصفت أربع مستشفيات على الأقل في ولاية شمال كردفان.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن العنف قد يدفع ملايين آخرين إلى الجوع في بلد يحتاج فيه 15 مليون شخص - ثلث السكان - إلى المساعدة.
ويتركّز الخلاف بين البرهان ودقلو على خطة دمج قوات "الدعم السريع" في الجيش، وهو شرط أساسي لاتفاق يهدف إلى استئناف الانتقال الديمقراطي في السودان.
بين حميدتي والبرهان.. هل من منتصر في أزمة #السودان؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 21, 2023
تقرير: زهراء ديراني#لهيب_السودان#اشتباكات_السودان#لا_للحرب@zahra2_dirani pic.twitter.com/kyZMgWJB1Z