لافروف يختتم زيارته لأميركا اللاتينية في كوبا.. وهذا ما تناولته
استقبل الجنرال راؤول كاسترو روز، والسكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، ورئيس الجمهورية، ميغيل دياز كانيل بيرموديز، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يقوم بزيارة للجزيرة، ضمن جولة يقوم بها في أميركا اللاتينية.
وضمن زيارته، عقد لافروف مباحثات رسمية مع نظيره الكوبي برونو رودريغير، أكد خلالها الطرفان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وأشارا إلى أنّ البلدين يحافظان على "حوار سياسي واسع الأبعاد" بين الرؤساء والحكومات والبرلمانات ووزارتي الخارجية في كلا البلدين.
وبحسب الخارجية الكوبية، فقد أعرب وزير الخارجية الكوبي عن شكر بلاده لروسيا على تضامنها مع الجزيرة خلال جائحة كورونا، عبر ارسال التبرعات الغذائية والإمدادات الأخرى، إضافةً الى موقفها الثابت في المطالبة برفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا، والمطالبة بحذف اسم الجزيرة الكاريبية من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب.
كذلك أدان رودريغير "العقوبات الأحادية الجانب ضد الاتحاد الروسي"، معرباً عن رفض بلاده الشديد لتوسع حلف شمال الأطلسي "الناتو" على الحدود الروسية، مؤكّداً أنه السبب الرئيس للصراع الحالي في أوروبا.
اقرأ أيضاً: روسيا: الناتو يسعى لافتعال حرب عالمية ثالثة
وأشار إلى أنّ بلاده "تدعو لحل دبلوماسي وبناء وواقعي للأزمة الحالية"، من خلال الوسائل السلمية التي تضمن الأمن والسيادة للجميع، وكذلك السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من جانبه، هنأ لافروف كوبا بمناسبة انعقاد الدورة التأسيسية العاشرة للبرلمان الكوبي، التي أعيد فيها انتخاب الرئيس ميغيل دياز كانيل برموديز والقيادة العليا للبلاد.
وقال لافرورف إنّ "التوترات تتضاعف في العالم، وهناك محاولة من قبل الغرب للحفاظ على قوته المهيمنة من خلال تقويض سيادة الدول الأخرى".
وأضاف أنّ "القواعد التي تضعها واشنطن تعكس أسلوبها الاستعماري، الأمر الذي ترفضه كوبا وروسيا".
وشكر وزير الخارجية الروسي الحكومة الكوبية على "تفهّمها الكامل" لأسباب العملية الروسية في أوكرانيا.
وقال إنه دعا نظيره الكوبي لزيارة روسيا في المستقبل القريب، موضحاً أنّ المفهوم الجديد للسياسة الخارجية لروسيا يولي اهتماماً أكبر بمنطقة أميركا اللاتينية، من دون فرض أي إملاءات على دولها، ومنطقة البحر الكاريبي.
وأمس الخميس، دان لافروف عقب لقائه الرئيس دياز كانيل، وسلفه راؤول كاسترو، الحظر الأميركي المفروض على الجزيرة، واصفاً إياه بأنه "غير شرعي"، مشيراً إلى أنّ بلاده تخضع "لعقوبات أميركية منذ ما قبل التطورات الراهنة".
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على كوبا منذ عام 1962، أي بعد ثلاث سنوات من قيام الثورة الشيوعية، وتولي فيدل كاسترو السلطة بعد إطاحة الديكتاتور فولغينسيو باتيستا المدعوم من الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قد شدّد العقوبات لدى وصوله إلى السلطة في العام 2017، وأبقى عليها خلفه الحالي جو بايدن.
بدورها تخضغ موسكو لعقوبات تفرضها الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي منذ بدأت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022.
وكان لافروف قد كشف خلال مؤتمر صحافي أنه منذ الزيارة التي أجراها دياز كانيل إلى روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 "تمّ إحراز تقدّم كبير، خصوصاً على صعيد إمداد كوبا بالوقود والأغذية".
ويواجه دياز كانيل الذي فاز قبل يومين بولاية رئاسية ثانية في استحقاق كان فيه المرشّح الأوحد، أزمة هي الأسوأ في كوبا منذ ثلاثة عقود، إذ تواجه البلاد شحّاً في المواد الغذائية والأدوية والوقود. وأجرى جولة دولية سعياً لحشد الدعم لبلاده شملت الجزائر وتركيا والصين.
ولدى عودته إلى كوبا أشار دياز كانيل إلى أنه وقّع اتفاقات مع روسيا والجزائر لإمداد الجزيرة بالنفط، إلا أنّ كوبا لا تزال تعاني شحّاً في الوقود.
واعتبر دياز كانيل أنّ مورّدي النفط الخام إلى الجزيرة يواجهون "وضعاً معقّداً" على صعيد الطاقة ولم يفوا بالتزاماتهم.
فيما أشار لافروف إلى "قرارات" اتّخذت من أجل ضمان تنفيذ مشاريع البلدين في مواجهة العقوبات غير الشرعية التي يفرضها الغرب.
ويختتم وزير الخارجية الروسي جولته التي بدأها الإثنين الماضي في البرازيل، وأميركا اللاتينية، وقادته إلى فنزويلا ثم نيكارغوا، ودعا خلالها إلى "اتحاد لمواجهة الابتزاز والضغط الأحادي غير القانوني من جانب الغرب".
وقبل ذلك، وصل وزير الخارجية الروسي إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس في زيارة رسمية.
وتعليقاً على جولة لافروف في أميركا اللاتينية، أشار منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، إلى أن دول أميركا اللاتينية ذات سيادة، وهي تتخذ قراراتها الخاصة بشأن الشخصيات والمسؤولين الأجانب الذين يجب استقبالهم.
وكانت شبكة الميادين الاعلامية قد حاورت رئيس كوبا، تحدّث فيها عن علاقة كوبا بالعالم العربي، وتطرّق إلى حياة فيدل كاسترو، وشقيقه راؤول، ودورهما، بالإضافة إلى علاقته بعائلته وزوجته، ومواجهة كوبا الحصار الأميركي.