الأمم المتحدة: مقتل نحو 150 مدنياً في هجمات في الكونغو الديموقراطية
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الثلاثاء، عن أسفه لتواصل المجازر في إقليم إيتوري، الواقع في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قُتل أكثر من 150 مدنياً منذ مطلع نيسان/أبريل الجاري.
وقدّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره الفصلي الأخير الذي نُشر في أواخر آذار/مارس الماضي أنّ 485 مدنياً قتلوا بين الأول من كانون الأول/ديسمبر 2022، و14 آذار/مارس الماضي في إيتوري، وهو إقليم تنشط فيها جماعات مسلّحة عدة.
ومن بين هذه المجموعات مليشيا "كوديكو" (الجمعية التعاونية لتنمية الكونغو) التي تقول إنّها تحمي قبيلة "ليندو" ضد قبيلة "هيما" المنافسة التي تدافع عنها مليشيا "زائير".
كذلك يشهد الإقليم هجمات تشنّها "القوات الديمقراطية المتحالفة" التابعة لتنظيم "داعش".
وأشار مكتب الأمم المتحدة إلى أنّ الأسبوعين الأوّلين من شهر نيسان/أبريل الجاري، شهدا "هجمات ضدّ المدنيين في ثلاث مناطق مختلفة (دجوغو وإيرومو وممباسا) حيث أفادت مصادر إنسانية وسلطات محلية بوقوع "هجمات مسلّحة أسفرت عن نحو 150 قتيلاً".
ومنذ مطلع نيسان/أبريل الجاري،أصبحت منطقة كومندا الواقعة ضمن نطاق إيرومو "ملاذاً لآلاف الهاربين من انعدام الأمن" في قطاع واليس فونكوتو، بحسب "أوتشا".
وأشار مكتب الأمم المتحدة إلى وقوع هجمات ضدّ بنى تحتية أساسية، استهدفت خصوصاً المركز الصحي في "ريمبا" الذي نهبه مسلّحون في 12 نيسان/أبريل الجاري.
وبعد هدوء ساد نحو عقد من الزمن، تجدّد الصراع الدامي في إيتوري بين قبيلتي "هيما" و"ليندو" في نهاية العام 2017، ما تسبّب في فرار أكثر من مليون ونصف المليون شخص ومقتل آلاف المدنيين.
ويخضع إقليم إيتوري،على غرار شمال كيفو، منذ نحو سنتين للحصار، في تدبير استثنائي استُبدلت في إطاره الإدارة المدنية بقوات الشرطة والجيش، من دون أن يتمكّن الإجراء من وضع حد لأعمال العنف الدائرة في هذا البلد.
وقبل يومين، أفادت إذاعة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو بمقتل 48 شخصاً على الأقل إثر هجمات لميليشيا "كوديكو" في إقليم ايتوري الشرقي.
وأصبحت جماعة "كوديكو"، أو ميليشيا "تعاونية تنمية الكونغو"، تُعرف باستهداف المدنيين، فيما تدّعي الميليشيا أنّها تدافع عن قبيلة "لندو" في مواجهة قبيلة "هيما" والجيش.
وفي أواخر تموز/يوليو 2022، قال مكتب"اليونيسف"، إنّ آلاف الأطفال أجبروا على مغادرة قراهم شرقي جمهورية الكونغو، بسبب نزاعات مسلحة.
وفشلت جهود الأمم المتحدة، حتى الآن، بالرغم من الميزانيات وحجم القوات، في وضع حدّ فعال للعنف التي تشهده دول أفريقية عدة منها الكونغو الديمقراطية، إضافة إلى دول منطقة الساحل الأفريقي بشكل خاص وهي: بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر، ما سبب نقمةً شعبية في العديد من هذه البلدان ضدّ وجود قواتها العسكرية، كان آخرها في مالي وبوركينافاسو.