"الغارديان": بعكس سلفه.. دا سيلفا يُعيد ضبط الدبلوماسية البرازيلية
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير، أنّ زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للبرازيل "تسلط الضوء على سياسة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الخارجية المحايدة على الرغم من استياء الولايات المتحدة".
ووصل لافروف إلى برازيليا اليوم لإجراء محادثات مع نظيره البرازيلي ماورو فييرا، في أحدث سلسلة من اللقاءات الثنائية التي من المرجح أن تزعج الولايات المتحدة.
وفي هذا الخصوص، قالت "الغارديان" إنّ "لقاء برازيليا، مثل زيارة الرئيس البرازيلي الأخيرة إلى الصين وعرضه السلام في أوكرانيا، هو جزء من إعادة ضبط الدبلوماسية".
وتابعت أنّ لافروف "يصل في الوقت الذي يعود فيه رئيس البرازيل دا سيلفا من زيارة إلى الصين"، مضيفةً أنّ "كلا البعثتين هما جزء من إعادة ضبط دبلوماسية اتبعها لولا الذي يسعى جاهداً لاستعادة سمعة البرازيل الدولية، بعكس سلفه جايير بولسونارو الذي عمل على تفكيك تقاليد البرازيل الراسخة في التعاون".
بالنسبة إلى البرازيل، "يعني ذلك إعادة بناء العلاقات مع جميع الشركاء والحفاظ عليها بغض النظر عن التوترات الجيوسياسية في أماكن أخرى"، وفقاً لـ"الغارديان".
وأشارت إلى أنّ "أكبر الشركاء التجاريين للبرازيل هم الصين والولايات المتحدة، بينما تعتمد الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية بشكل كبير على روسيا لواردات الأسمدة".
لكن لولا "يحمل أيضاً أهدافاً أكثر طموحاً في السياسة الخارجية، بل ويطمح إلى أن تلعب البرازيل دوراً كوسيط للسلام في الصراع بين روسيا وأوكرانيا"، بحسب الصحيفة.
وبشأن الأزمة في أوكرانيا، قالت الصحيفة إنّ لولا "غالباً ما كان متردداً بشأن الصراع"، واقترح على أوكرانيا أن تتخلى عن شبه جزيرة القرم لتحقيق السلام، كما طالب الولايات المتحدة بوقف "التشجيع على الحرب" والاتحاد الأوروبي بأن "يبدأ الحديث عن السلام".
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنّ نهج الحرب في أوكرانيا يُنظر إليه في البرازيل على أنّه "جزء من تقليد حيادي طويل الأمد في السياسة الخارجية، غير أنّ هذه المحاولة لن تكون الأولى للبرازيل في مفاوضات السلام الدولية تحت قيادة لولا".
وكان الرئيس البرازيلي صرّح في ختام زيارته للصين، بأنّه يجب على الولايات المتحدة أن توقِف تشجيع الحرب في أوكرانيا وتبدأ مع الاتحاد الأوروبّي بالحديث عن السلام.
وأضاف دا سيلفا أنّ "الأسرة الدولية يمكنها عندها إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأنّ السلام يصب في مصلحة العالم بأسره".
وأجرى لولا الذي عاد إلى السلطة في كانون الثاني/يناير 2022 بعد ولايتين رئاسيتين له من 2003 إلى 2010، زيارة استمرت يومين للصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع شريكه التجاري الرئيسي.
واستغل "لولا" فرصة الزيارة لتأكيد أنّ "البرازيل عادت إلى الساحة الدولية، وتأمل في تأدية دور الوسيط في النزاع الدائر في أوكرانيا".
ويطرح الرئيس البرازيلي فكرة تشكيل مجموعة من الدول يكون الهدف منها العمل من أجل السلام في أوكرانيا. وكان قد وعد قبل زيارته للصين بأنّ هذه المجموعة ستشكّل بعد عودته. وفيما لم يعطِ أي تفاصيل، اكتفى بالقول: "الصبر ضروري للتحدث مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي".
وفي 6 كانون الأول/ديسمبر 2022، أكّد البيت الأبيض أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، وجّه دعوة نيابة عن الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الرئيس البرازيلي المنتخب لولا دا سيلفا لزيارة واشنطن.
وخلافاً لقوى غربية عديدة، لم تفرض الصين ولا البرازيل عقوبات مالية على روسيا وتحاولان تأدية دور الوسيط.