تقرير: الانتصار مستحيل.. واشنطن مكتئبة من مسار الحرب في أوكرانيا
تحدث تقرير في موقع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الجمعة، بعنوان "كآبة الولايات المتحدة من مسار الحرب في أوكرانيا باتت واضحة الآن"، عن تقييمات واشنطن التي تشير إلى أن إمكانية تحقيق انتصار عسكري كامل لأوكرانيا في المدى المنظور "يبدو مستحيلاً".
وقال التقرير إنه لعدة أشهر، أعرب المسؤولون الأميركيون عن مخاوفهم بشأن مسار الحرب في أوكرانيا، ولفت إلى أنه "في العلن، شدّدوا على التزامهم الدائم بمساعدة كييف، وتعهدوا بدعم جهودها، ولكن في نقاشات أكثر صراحة، أشاروا إلى الحقيقة الأكثر صرامة، وهي أن "انتصاراً عسكرياً كاملاً لأوكرانيا يبدو مستحيلاً".
وأضاف بأنّ القاعدة الصناعية العسكرية في الدول الغربية، المطلوبة لاستمرار تدفق الذخائر والأسلحة الأجنبية إلى الجبهة، "تقع تحت ضغط شديد الآن"، موضحاً بأنّه في مرحلة ما، "سيتضاءل هذا الدعم"، ولا سيما من جانب الولايات المتحدة، كما سيتم إيقاف الدعم المالي من المساعدات لأوكرانيا.
وتطرق التقرير إلى "المجموعة المذهلة" من التسريبات لوثائق البنتاغون بالغة السرية، موضحاً أنه من بين هذه الوثائق ما يتحدث عن "الشكوك العميقة لمؤسسة الأمن القومي الأميركية" بشأن مسار الحرب في أوكرانيا، والتي بحسب وكالة الاستخبارات، من المرجح "أن تستمر حتى 2024 من دون أي حل في الأفق".
وأضاف تقرير "واشنطن بوست"، أنّ الوثائق المسرّبة المتعلقة بأوكرانيا "ترسم صورة قاتمة" عن وجهة نظر الولايات المتحدة للصراع، وأنه بحسب تقييم أجرته وكالة الاستخبارات، خلصت إلى أنه، لو استعادت أوكرانيا مساحات كبيرة من الأراضي، فإن هذه المكاسب "لن تؤدي إلى محادثات سلام، وفي أحسن الأحوال قد يتم تحقيق مكاسب هامشية فقط".
اقرأ أيضاً: روسيا تختبر بنجاح إطلاق صاروخ بالستي "متقدم" عابر للقارات
كما توقعت وثيقة أخرى أن تحقق كييف "نجاحاً متواضعاً في الهجوم المضاد في منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم"، وحذّرت الوثيقة أيضاً من أنّ "التحصينات الروسية الجديدة، مقابل النقص المستمر في التدريب وإمدادات الذخيرة الأوكرانية، من المحتمل أن يجهد التقدم، وأن يؤدي إلى تفاقم الإصابات خلال الهجوم".
كما أشار التقرير إلى "مخاوف البنتاغون بشأن قدرة أوكرانيا في الحفاظ على قدراتها الدفاعية الجوية في الأشهر المقبلة".
وأجرى المسؤولون الأميركيون مؤخراً، سيناريوهات لحرب استراتيجية، في محاولة لتحديد المسارات المستقبلية، وكانت النتيجة أن أوكرانيا فهمت حدود ما يمكن أن تحقّقه وعليها أن تستعدّ وفقاً لذلك، لكنّ المسؤولين الأوكرانيين تجاهلوا "التقييمات القاتمة" لدى الاستخبارات الأميركية، وفق التقرير.
وبات التشاؤم لدى المسؤولين الأميركيين بشأن مسار الحرب واضحاً، حيث يطالب بعضهم "بإرسال المزيد من الدفاعات المضادة للطائرات إذا ما كانت مخزونات كييف تنفد، أما إذا كان الجيش الأوكراني يعاني من نقص في تكوين القوات والاكتفاء، فلا بد من التصعيد وسدّ الثغرات".
أما البعض الآخر، فيقول إنّ "على الولايات المتحدة وأوروبا زيادة دعمهما للجهود الحربية لأوكرانيا، بالتوازي مع استراتيجية دبلوماسية واضحة توفر حوافز ذات مغزى لروسيا وأوكرانيا لقبول وقف إطلاق النار".