أزمة التجنيد في الجيش الأميركي.. فوضى وتشكيك في القدرة على الاستقطاب
أكّد مقال في موقع "توم ديسباتش" الأميركي، اليوم الجمعة، أنّه "بعد أكثر من 20 عاماً من خسارة الحروب، أصبح التجنيد في الجيش الأميركي رسمياً الآن في حالة فوضى".
وأوضح المقال بأنه "في العام الماضي، أخفقت تلك الخدمة في تحقيق هدفها بمعدل 15.000 مجنداً، أي ما يوازي ربع هدفها السنوي"، إذ بالرغم من تحسّن الأرقام في الأشهر الأولى من العام الحالي 2023، إلا أن مسؤولي الجيش يشككّون في أنّهم سيحققون هدفهم هذه المرة أيضاً".
كما لفت الموقع الأميركي إلى أنّ "الفروع الأخرى للجيش لا تعمل بشكل جيد أيضاً"، إذ شهد الجيش الأميركي انخفاضاً بنسبة 9% في درجات الاختبار الأساسي، وهو الذي بموجبه يتمّ تحديد الوجهة التي يمكن للمجند أن يخدم فيها بحسب مستواه.
وأشار الموقع إلى وجود "إحصائية مقلقة يتمّ الاستشهاد بها كثيراً، وهي أن 23% فقط من الأميركيين المستهدفين مؤهلون جسدياً وتعليمياً وعقلياً للتجنيد".
اقرأ أيضاً: الجيش الأميركي يعاني أزمة في إقبال المتطوعين المؤهلين
كما أوضح أنّ هناك أيضاً فجوة أخرى في عملية التجنيد، تسمى "فجوة الواجب الوطني"، إذ لم تعد الولايات المتحدة تخوض أيّ حروب رسمياً اليوم، وهذا ما جعلها قلقة من بدء صراع جديد.
ويميل مجندو الجيش إلى القدوم من عائلات عسكرية، حيث بلغت نسبة المجندين الذي ينتمون إلى عائلة خدم أحد أفرادها في الجيش 83%.
كما يأتي المجندون من البلدات القريبة من القواعد العسكرية، حيث يكبر الأطفال بالقرب من أشخاص يرتدون الزي العسكري، ويصبح الجيش جزءاً من نظرتهم للعالم.
بينما يبدو أنّ "المدنيين الشباب يدركون تماماً سلبيات التجنيد"، وتنتشر نقاطه فيديو ومذكرات وأفلام وروايات وإحصائيات مقلقة بشأن الاعتداءات الجنسية والعنصرية في الجيش، والتعرض للنفايات السامة وارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان، واضطراب ما بعد الصدمة".
ووجد الجيش، في استطلاع استهدف ما بين 16 و28 عاماً، أن "أهم 3 أسباب لرفض التجنيد تتعلق بالخوف من الموت، والقلق بشأن اضطراب ما بعد الصدمة، وترك الأصدقاء والعائلة".
وأوضح الأميركيون الشباب أنهم "لا يريدون تعليق حياتهم في الجيش"، بينما توقع 13% أن يكون هناك "تمييز ضد النساء والأقليات، وأن 10% لا يثقون بالقيادة العسكرية، و57% توقعوا وجود مشاكل عاطفية أو نفسية، وأن نصفهم تقريباً يتوقعون مشاكل جسدية".