وزير الخارجية المصري: الأجواء إيجابية مع تركيا ونقيّم تطوير العلاقات مع إيران

وزير الخارجية المصري يقول عقب عودته من أنقرة إنّ القاهرة تتوافق مع أنقرة إزاء القضية الفلسطينية، ويرى أنّ الاتفاق بين الرياض وطهران ضروري وسيجري تقييمه، كما تطرق إلى ملفات أخرى.
  • وزير الخارجية المصري سامح شكري (أ ف ب)

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنّ "هناك توافقاً وأجواء إيجابية مع تركيا، لا سيما في ملف القضية الفلسطينية"، رابطاً ترقية العلاقات المصرية- الإيرانية بتقييم تطورات اتفاق الرياض وطهران، الذي تمّ في آذار/مارس الماضي ببكين، بشأن إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016.

جاء ذلك خلال مقابلة أجراها شكري على متن الطائرة العائدة به من العاصمة التركية أنقرة، أمس الخميس، عقب اللقاء مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وبثتها قناة "تن" الخاصة، مساء أمس.

وكانت السعودية وإيران قد أعلنتا في بيان مشترك، في 14 آذار/مارس الماضي، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتي البلدين وممثلياتهما في غضون شهرين، وذلك بعد محادثات برعاية صينية.

وقبل أيام، زار وفد إيراني السعودية للتحضير لإعادة افتتاح السفارة السعودية في طهران، والقنصلية في مشهد، فيما زار فريق سعودي طهران لمناقشة آليات افتتاح السفارة السعودية.

اقرأ أيضاً: المثلّث المصري-التركي-السوري.. هل يزور السيسي أنقرة قبل دمشق؟

وفيما يخص العلاقات المصرية مع تركيا، أوضح شكري أنّ وتيرة الاتصالات مع تركيا خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين، ولقاء الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الدوحة، دليل على "وجود إرادة سياسية حقيقة لتطوير العلاقات وطي صفحة الماضي".

وأكد وزير الخارجية المصري أنّ "اللقاءات المتعددة مع الجانب التركي تمت في أجواء إيجابية"، معتبراً أنّ "تركيا ومصر دولتان كبيرتان، وكل هذا يؤهل لعلاقات بينهما لها كثير من الأبعاد".

وأضاف: "استطاعت مصر في الماضي، بحكم علاقاتها الوثيقة مع تركيا،  تحقيق استقرار للمنطقة، وتسعى لأن يكون هناك انخفاض وتلاشٍ للتوتر (بين تركيا واليونان)، وترى مصلحة ذاتية في ذلك الانخفاض لفتح مجالات التعاون والتنسيق".

الاتفاق بين السعودية وإيران هام ويجب تقييمه

وبشأن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران، رأى شكري أنّ "التطورات التي تمت بين السعودية وإيران هامة ويجب تقييمها، وسيكون هناك فرصة خلال اجتماع جدة للاطلاع على مزايا تلك التطورات".

وأكّد أنّ "مصر ستقيم هذه التطورات، وفي إطار هذا التقييم ستتخذ خطوات مبنية على دراسة".

وتطرّق وزير الخارجية المصري إلى أجندة الاجتماع التشاوري الخليجي، اليوم الجمعة، في جدة، وأوضح أنّه "تلقى دعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان (تترأس السعودية الدورة الحالية بمجلس التعاون الخليجي) لاجتماع تشاوري يجمع وزراء خارجية المجلس والعراق والأردن".

ودعا مجلس التعاون الخليجي إلى اجتماع، لبحث عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وأكّد شكري أنّ ذلك الاجتماع "مبادرة ضرورية للاطلاع على مجريات الأمور والأحداث، وفرصة لإحاطة الحضور بالمسار الجاري مع تركيا والعلاقات العربية وكيفية تدعيمها والارتقاء بها، والتحضير للقمة العربية المقبلة الشهر المقبل بالرياض".

القضية الليبية تؤثر في الأمن القومي المصري

وبشأن الملف الليبي، قال شكري: "لمست تفهماً من الوزير التركي لمدى أهمية تأثير القضية الليبية في الأمن القومي المصري، وهذا توجه طيب، وهناك توافق فيما بيننا لرؤية ليبيا مستقرة لها سيادة".

وأضاف: "هناك مصالح لتركيا في ليبيا، ونحن لا نضع قيوداً على أي علاقات ما دامت لم تؤثر في الأمن القومي لمصر".

وتابع: "لمست تجاوباً واتفقنا أن نبلور في المراحل المقبلة أُطراً للعمل معاً بهذا الملف حتى نصل إلى الهدف وهو عقد الانتخابات، وتشكيل حكومة معبّرة عن الشعب الليبي".

اقرأ أيضاً: تركيا تدعو إلى حوار بين مصر وليبيا بشأن ترسيم الحدود البحرية

وبشأن القضية الفلسطينية، أوضح وزير الخارجية المصري أنّ "هناك توافقاً كبيراً بين مصر وتركيا في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

ويذكر أنه في منتصف آذار/مارس الماضي، عقدت قمة ثلاثية في القاهرة هدفت إلى "التشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف، وتوحيد الرؤى بين القادة الثلاثة للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967".

المصدر: الميادين نت + وكالات