سفير السعودية لدى اليمن: أزور صنعاء لتثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار
أكّد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، اليوم الإثنين، أنّ زيارته صنعاء تهدف إلى تثبيت الهدنة، ووقف إطلاق النار، ودعم عملية تبادل الأسرى، والبحث في سُبل الحوار بين المكونات اليمنية من أجل التوصّل إلى حلّ سياسي شامل ومُستدام في اليمن.
وقال آل جابر، خلال عدّة تغريدات في "تويتر"، إنّه يزور صنعاء من أجل مواصلة جهود المملكة في إنهاء الأزمة اليمنية، ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة عام 2021.
وقفت المملكة حكومة وشعباً منذ عقود مع الأشقاء في اليمن في أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية ، ولا تزال الجهود الأخوية مستمرة منذ العام ٢٠١١م لتحقيق تطلعات أبناء اليمن الشقيق بعوده الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي.
— محمد ال جابر (@mohdsalj) April 10, 2023
الحوثي: حاضرون لكل الخيارات
من جانبه، قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن محمد علي الحوثي إنّه "عند كل جولةِ مُباحثات يعمد العدو إلى ضخّ التسريبات والشائعات بُغية هزّ الجبهة الداخلية وشيطنة المدافعين عن الوطن".
الحوثي أكّد أنّ "الحوار مع السعودية باعتبارها من تقود العدوان بعد أميركا، قائمٌ على هذا الأساس، ونتائجه ستعلن للشعب اليمني عبر القنوات الرسمية".
وأضاف أنّ "الحوار لم يبرح الملف الإنساني، وفي مقدّمها الرواتب التي ظلّ قَطعُها أحد أسلحةِ التحالف لتدمير الدولة اليمنية ومُعاقبة الشعب اليمني".
وأشار الحوثي إلى أنّ صنعاء حاضرة لكلّ الخيارات فإن أرادوا السلام فنحن أهل السلام وإن أرادوا الحرب فقد جربونا 8 سنوات.
ورحّب الحوثي "بدخول السفن دون تفتيش إلى ميناء عدن، عاداً هذا الأمر بأنّه "أحد ثمار الصمود بوجه العدوان".
أنعم: السعودية لا تزال تحاول التهرّب من المسؤولية
من جانبه، قال مستشار المجلس السياسي الأعلى وعضو فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي محمد طاهر أنعم، إنّ صنعاء تمتلك السلاح القوي الذي يمكن أن يؤذي نظام آل سعود بشكلٍ مُدمّر اقتصادياً وسياسياً ولذلك يبحث السعوديون عن الحل في صنعاء.
وأضاف أنعم أنّ "مربط الفرس أنّ النظام السعودي خصمٌ وليس وسيطاً"، معقباً بقوله: "هذا ما يُحاولون الالتفاف عليه بكلّ وسيلة، ومنها تصريح سفيرهم اليوم أنّه جاء إلى صنعاء لإيجاد حل للأزمة اليمنية".
وأشار إلى أنّ "السعودية لا تزال تحاول التهرّب من حمل مسؤولية التخريب في اليمن، ولن تنجح".
وشدد على أنّ "قيادة صنعاء غير قابلة للرشوة أو البيع، ولذلك فالوضع مختلف".
وأكّد أنعم أنّ "السلام لن يتحقق بالابتسامات الصفراء، بل بالاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية".
وأمس، أكّد عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله، محمد البخيتي، أن "لا حاجة إلى البحث عن تفسيراتٍ غير واقعية لتبرير المفاوضات بين صنعاء والرياض".
وأضاف البخيتي، في تغريدةٍ في "تويتر": "يجب تسمية الأشياء بمسمياتها، فالسعودية ليست وسيطاً، وإنّما هي طرف في الصراع".
وتابع: "نحن غير مستعدين للتفاوض مع السعودية مرةً ثانية من خلال رشاد العليمي الذي عُيّن من جانبها"، مشدداً على أنّ ذلك "لا يُغني عن الحاجة إلى حوار يمني يمني من دون أي تدخلات خارجية، وأبواب صنعاء مفتوحة للجميع".
والتقى رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، وفدي عُمان والسعودية في العاصمة صنعاء أمس، وفق ما ذكرت وسائل إعلام يمنية.
ووصل الوفدان العُماني والسعودي، السبت الماضي، إلى العاصمة اليمنية. والتقى الوفدان رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، مهدي المشاط، من أجل استكمال محادثات تمديد الهدنة بعد توسيع بنودها وشروطها.
وفي وقتٍ سابق، أكّد عضو المكتب السياسي في حركة أنصار الله، عبد الوهاب المحبشي، أنّ "الاتفاق الإيراني السعودي إيجابي، وسيكون له انعكاس على الملف اليمني".
مبادرات لحل الأزمة في اليمن
يُشار إلى أنّ المبادرة السعودية التي وصفتها صنعاء يومها بغير الجادة "لإنهاء الأزمة اليمنية" هي مبادرة أعلنت عنها الرياض في الـ22 من آذار/مارس 2021، لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل إلى حلٍ سياسي يتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.
كما ويتضمن إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناءً على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.
الرياض دعت حينها حكومة هادي وصنعاء للقبول بالمبادرة.
ولم يتأخر رد صنعاء على تلك المبادرة حيث أكّد رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، الموقف الثابت لصنعاء برفع الحصار ووقف العدوان واصفاً المبادرة السعودية بـ"غير الجادة"، قائلاً إنّ أيّ مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني هي غير جادة.
وفي آب/ أغسطس من العام 2021 قدّمت حكومة صنعاء مبادرة مأرب أثناء زيارة الوفد العماني إلى صنعاء.
ووصفها حينها رئيس وفد صنعاء المفاوض"بالمنصفة والعادلة عبر الوفد العماني لتنفذ بالتزامن مع الملف الإنساني، وهي تراعي مصالح أبناء مأرب أولاً مؤلفة من 9 نقاط وتحقق شروط السلام".