تقرير: اغتيالات وانتفاضات مسلحة.. الولايات المتحدة مقبلة على عصر عدم الاستقرار
ذكرت صحيفة "فورين أفيرز" الأميركية، أمس السبت، أنّ الولايات المتحدة مقبلة على فترة طويلة، من عدم استقرار النظام، وستشهد عنفاً سياسياً متصاعداً.
وأوردت الصحيفة أنه على الرغم من أن المؤسسات الديمقراطية الأميركية "نجت من رئاسة دونالد ترامب"، إلا أنها ضعفت بشدة، مضيفةً أنّ الحزب الجمهوري تحوّل إلى "قوة متطرفة ومعادية للديمقراطية تهدد النظام الدستوري للولايات المتحدة".
وبحسب الصحيفة، لا تتجه الولايات المتحدة نحو استبداد، ولكنها تتجه نحو شيء آخر: "فترة طويلة من عدم استقرار النظام، تتميز بأزمات دستورية متكررة، وعنف سياسي متصاعد، وربما فترات حكم استبدادي".
كما أشارت إلى أنه منذ عام 2016، خفضت مؤشرات الديمقراطية العالمية تصنيف الولايات المتحدة بشكلٍ كبير، واليوم، تتساوى درجة الولايات المتحدة في مؤشر الحرية العالمي التابع لمؤسسة "فريدوم هاوس" مع بنما ورومانيا، وأقلّ من الأرجنتين وليتوانيا ومنغوليا.
ولفتت إلى أنّ هزيمة ترامب في انتخابات 2020، لم تُنهِ "التهديد على الديمقراطية الأميركية"، حيث تطور الحزب الجمهوري إلى "حزب متطرف ومعادٍ للديمقراطية".
ووفق الصحيفة، بدأ التحول قبل ترامب، إذ نظر الجمهوريون البارزون، خلال رئاسة باراك أوباما، إلى الرئيس والديمقراطيين على أنهم "تهديد وجودي".
وأوضحت "فورين أفيرز" أنه على الرغم من أنّ ترامب حفّز هذا التحول الاستبدادي، إلا أنّ التطرف الجمهوري كان مدفوعاً "بضغطٍ قوي من الأسفل". فالمكونات الأساسية للحزب هم من "البيض والمسيحيين"، ويعيشون في الضواحي والبلدات الصغيرة والمناطق الريفية.
ووفقاً لمسحٍ أُجري عام 2018، قال ما يقرب من 60% من الجمهوريين إنهم "يشعرون وكأنهم غرباء في بلدهم"، إذ يعتقد العديد من الناخبين الجمهوريين أنّ "بلد طفولتهم يُسلب منهم".
وبحسب الصحيفة، كان لهذه الخسارة النسبية المتصوّرة للوضع تأثيرٌ جذري. فقد وجد استطلاع عام 2021، برعاية معهد "أميركان إنتربرايز"، أنّ 56% من الجمهوريين اتفقوا على أنّ "الطريقة الأميركية التقليدية للحياة تختفي بسرعة كبيرة، لدرجة أننا قد نضطر إلى استخدام القوة من أجل توقف عن ذلك".
وبحسب ما تابعت، لم يفعل مجتمع الأعمال الأميركي، الذي كان تاريخياً جمهورياً، سوى القليل لمقاومة التحول الاستبدادي للحزب.
وذكّرت الصحيفة بما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" سابقاً، حيث لفتت إلى أنّ غرفة التجارة، إلى جانب الشركات الكبرى مثل "Boeing" و"Pfizer" و"General Motors" و"Ford Motor" و"AT&T" و"United Parcel Service"، تموّل الآن المشرّعين الذين صوتوا لإلغاء الانتخابات.
كذلك، أشارت "فورين أفيرز"، إلى أنه على الرغم من أنّ خطر الانهيار الديمقراطي في الولايات المتحدة حقيقي، إلا أنّ احتمالية الانحدار إلى حكم "أوتوقراطي لا تزال منخفضة".
وتواجه الولايات المتحدة عدة عقبات أمام الاستبداد، وبدلاً من الاستبداد، يبدو أنّ الولايات المتحدة تتجه نحو عدم استقرار النظام. هذا السيناريو، وفق الصحيفة، سيتّسم بأزمات دستورية متكررة، بما في ذلك الانتخابات المتنازع عليها، أو المسروقة والصراع الحاد بين الرؤساء والكونغرس والسلطة القضائية وحكومات الولايات، وفق الصحيفة.
كما أنه من المرجح أن تتميز السياسة الأميركية بتصاعد العنف السياسي، إذ غالباً ما يولد الاستقطاب الشديد والمنافسة الحزبية الشديدة العنف. وفي الواقع، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً في عنف اليمين المتطرف خلال رئاسة ترامب، بحسب "فورين أفيرز".
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أنّ الولايات المتحدة ربما لا تتجه إلى حرب أهلية ثانية، إلا أنها قد تشهد ارتفاعاً في الاغتيالات والتفجيرات والهجمات الإرهابية الأخرى، انتفاضات مسلحة، ومواجهات عنيفة في الشوارع.