"فايننشال تايمز": انقسام سياسي في تايوان بشأن الموقف من بكين وواشنطن
-
الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين وسلفها ما ينغ جيو
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية أنّه في الوقت الذي كانت الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين تزور الولايات المتحدة، كان سلفها ما ينغ جيو في الصين، حيث كان الحزبان الرئيسيان في البلاد يناقشان أي قوة عظمى تقف إلى جانبها.
وأوردت الصحيفة أنّه خلال رحلة خارجية طويلة إلى الولايات المتحدة، وجهت الرئيسة التايوانية رسالة متّسقة وصريحة بشأن مواجهة التهديدات الصينية: تحتاج تايوان إلى أن تكون الولايات المتحدة داعمة لها.
لكن فيما كانت تحشد الدعم الأميركي، كان سلفها ما ينغ جيو يعمل على أجندة مختلفة تماماً، ويقوم حالياً بجولة في الصين، وهو أول رئيس سابق يقوم بمثل هذه الزيارة على الإطلاق، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أنّ رمزية زيارة ما ينغ جيو للصين كانت "مذهلة"، وشكّلت تناقضاً صارخاً مع رحلات تساي.
وأضافت: "في أصداء قوية للخطاب الذي استخدمه الرئيس الصيني شي جين بينغ، استحضر ما جيو ذكرى إذلال الصين في الماضي على أيدي الغزاة الأجانب، وذلك في زيارة الأسبوع الماضي لضريح سون يات سن؛ مؤسس جمهورية الصين التي أطاحت آخر إمبراطور عام 1911".
وفي حديثه عن وفد من الشباب التايوانيين كان يرافقه، قال ما جيو إنّهم "سيكافحون بسلام من أجل تنشيط العلاقة مع الصين، ويأملون بصدق أن يبذل جانبا المضيق جهوداً مشتركة لتحقيق السلام ومنع الحرب".
وبحسب الصحيفة، تشير الرحلات المتعارضة إلى أنّ مسألة انتماء تايوان في العالم قد تصل إلى نقطة أزمة، وسط العداء الأكثر حدة بين الصين والولايات المتحدة.
وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلنت إدارة السلامة البحرية الصينية في فوجيان بدء السلطات العسكرية بتسيير دوريات عبر مضيق تايوان، وذلك بعد تقارير عن اجتماعٍ بين رئيسة تايوان ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي.
ووصلت تساي، مساء الثلاثاء، إلى لوس أنجلوس الأميركية لعقد هذا الاجتماع بعد جولة دبلوماسية في أميركا الوسطى.
وكان مكارثي يعتزم أن يحذو حذو رئيسة مجلس النواب السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي التي زارت تايوان في آب/أغسطس الماضي، ما أثار غضب الصين.
وأمس، رأت الدبلوماسية الصينية أنّ اللقاء بين الطرفين "سيُلحق مزيداً من الضرر" بالعلاقات بين بكين وواشنطن.