لواء احتياط إسرائيلي: خوفنا من الحرب يُعطي أعداءنا فرصةً كبيرة في قتالنا
تطرّق قائد فيلق الأركان العامة السابق، اللواء احتياط غرشون هكوهين، في مقابلة مع "إذاعة الشمال 104.5" الإسرائيلية، إلى التوتر الأمني المتزايد، والذي تواجهه "إسرائيل"، في محتلف الجبهات.
وأشار هكوهين إلى أنّ "من يقول إنّ إسرائيل تفقد قوة الردع يقصد شيئاً أكثر تعقيداً، مفاده أنّ الخوف الذي يساورنا بشأن الحرب له أساس".
وأوضح أنّ "صورة إسرائيل والمؤسسة الأمنية جزء ممن يخلق هذا الردع، لكن عند وجود تصدعات في المنظومة، فهذا يخلق شعوراً في الجانب المقابل بأنّ هناك فرصة كبيرة في قتالنا".
وأضاف هكوهين أنّ "هناك تهديدات أصبحت واقعية، بينما جرأة إيران وحزب الله على العمل ضدّنا ازدادت نتيجة مجموعة تغيرات، في حين يواجه جيش الاحتلال تحدياً جديداً للغاية".
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن عضو "الكنيست" بيني غانتس، قوله إنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "تحول إلى مقاول تفكيك المؤسستين الأمنية والعسكرية".
وأضاف غانتس أنّه "في ذروة التوتر الأمني، فإنّ نتنياهو مستمر في تحطيم التسلسل القيادي في الأجهزة الأمنية، إذ إنّ تقسيم حرس حدود الضفة الغربية، وتمزيق وزارة الأمن، وإنشاء حرس وطني، كلّها أمور تضع السياسة فوق الـأمن".
وكان غانتس أكّد، في وقتٍ سابق، أنّ "إسرائيل أمام معضلة أمنية حساسة"، لافتاً إلى أنّها "تواجه مروحة تهديدات وتحديات".
وهذا الأمر تحدّث عنه أيضاً اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، قائلاً إنّ "إسرائيل تقف على عتبة حربٍ إقليمية تقليدية لم تختبر مثلها منذ حرب 1948"، وفق تعبيره.
وأضاف أنّ الحرب المقبلة "ليس مستعداً لها" جيشُ الاحتلال والجبهة الداخلية، مشيراً إلى أن "الضربة ستكون قاضية".
ولفت إلى أن "القول إنّ الجيش اليوم كفوء، وإنّ رفض الخدمة هو الذي سيؤدي إلى تدهوره وعدم جاهزيته لحرب، هو قول منفصل عن الواقع".
وفي وقتٍ سابق، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنّ "إسرائيل تشهد فترة أمنية معقّدة، إذ تدير إيران حرب استنزاف ضدها، وفي المقابل تتقدّم في برنامجها لحيازة سلاح نووي عسكري".
وأشار غالانت إلى أنّه "في كل واحدة من الساحات، هناك احتمال لإمكان اشتعال الأرض، وإمكان أن تشتعل معها ساحات إضافية أيضاً".
اقرأ أيضاً: تحذير استراتيجي: الخلاف الداخلي يهدد الأمن القومي لـ "إسرائيل"
بدوره، قال وزير الأمن الأسبق، أفيغدور ليبرمان، في وقتٍ سابق، إنّ نتنياهو "يتصرف كالأرنب أمام الأمين العام لحزب الله (السيد) حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة يحيى السنوار، ويقوّض قدرة الردع لإسرائيل".
من جانبه، قال رئيس شعبة العمليات السابق، اللواء في احتياط الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل زيف، إنّ "الموضوع الأمني، وعملية التفكك الداخلي لوحدات الاحتياط في الأيام الأخيرة، يشكلان أزمةً لم تواجهها إسرائيل من قبلُ، ولا حتى في حرب يوم الغفران"، في إشارة إلى حرب أكتوبر عام 1973.
وأضاف زيف لــ"القناة الـ12" أنّ "إسرائيل تمرّ في أزمة أمنية قومية خطيرة جداً"، ولا شكّ في أنّ وزير الأمن "يدرك أنّ هذا سيحدث في عهده".
وأثار تفشي الانقسام السياسي وتبعاته في صفوف "جيش" الاحتلال، على خلفية خطة التعديلات القضائية، مخاوف عميقة بين المسؤولين الأمنيين، وضمنهم رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، ووزير الأمن غالانت، اللذان أعرب كلاهما عن مخاوفه لنتنياهو، خلال اجتماعات أخيرة.
يُذكَر أنّ نتنياهو تراجع، الأسبوع الماضي، عن المضي قدماً في خطة التعديلات القضائية، وقرّر تجميد العمل بها لغاية الدورة الصيفية لـ"الكنيست"، التي تنتهي في تموز/يوليو المقبل، وذلك بعد خروج مئات الآلاف للتظاهر ضد حكومته، الأمر الذي أدّى إلى فقدان السيطرة داخل الأراضي المحتلة.
وعلى الرغم من تجميد خطة التعديل القضائي، فإنّ الخطوات الاحتجاجية في "إسرائيل"، في المستويات الداخلية والسياسية والأمنية، بين مؤيّد ورافض لها، مستمرة، الأمر الذي يوسّع الانقسام والشرخ بين الإسرائيليين.