قطاع التكنولوجيا الإسرائيلية في انحدار: هجرة أدمغة وسحب استثمارات

الشركات التكنولوجية الإسرائيلية تتأثر أيضاً بالأوضاع الأمنية والسياسية المتوترة جداً في "إسرائيل"، في وقت يعدّ كيان الاحتلال مسألة "هجرة الأدمغة" قضية أمن قومي.
  • شركات تكنولوجية إسرائيلية (أرشيف).

في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، سحبت شركة التكنولوجيا المالية الإسرائيلية "ريسكي فيلد" جميع احتياطياتها النقدية في خطوة أثارت الهلع في قطاع الـ"هاي تك" الإسرائيلي.

ونقلت الشركة، التي سحبت مرة واحدة نحو نصف مليار دولار، أعمالها إلى لشبونة في البرتغال، بحسب ما كشف رئيسها التنفيذي "عيدو غال" في رسالة بعث بها إلى جميع الموظفين.

وبحسب رسالة غال، فإن "الوتيرة السريعة التي تتغير بها "إسرائيل" دفعته إلى اتخاذ هذا القرار، مع إشارته بشكل واضح إلى أن "القوانين التي يتم تمريرها يمكن أن تؤدي إلى تفكيك نظامنا القضائي المستقل. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى انكماش اقتصادي ذي مغزى وطويل الأمد في إسرائيل".

كذلك حذرت رسالة رئيس الشركة التكنولوجية الرائدة أيضاً من أن الحكومة الإسرائيلية سرعان ما ستحد من التحويلات والسحوبات بمبالغ كبيرة؛ بسبب استمرار تدهور الوضع المالي.

ومع أنّ مبلغ نصف مليار دولار الذي سحبته الشركة لا يُعدّ مبلغاً كبيراً في عالم الشركات الكبرى، ولكن رمزية الخطوة تكمن في طبيعة الشركة التي تتداول أسهمها في بورصة نيويورك بقيمة مليار دولار وبالدلالات التي تعنيها بالنسبة إلى الاقتصاد الإسرائيلي.

وتضم "ريسكي فيلد" حالياً نحو 780 موظفاً، من بينهم 550 يعملون في "إسرائيل" ويعمل معظمهم حالياً على الانتقال إلى البرتغال عقب قرار الشركة، ما أثار مخاوف جدية داخل الشركات الناشئة التي كانت تعتمد على اليد العاملة داخل "إسرائيل".

وتعُدّ مسألة "هجرة الأدمغة" قضية أمن قومي بالنسبة إلى  "إسرائيل".

واللافت أيضاً أن عيدو غال، رئيس "ريسكي فيلد"، هو واحد من الناشطين في مجال الاحتجاجات الدائرة في "إسرائيل"، بالإضافة إلى ثلة من رجال الأعمال الكبار في مجال التكنولوجيا. ومن المعروف عن غال أنه يقضي معظم وقته في الولايات المتحدة الأميركية، ويفضّل العمل في الكواليس بدل الظهور الإعلامي المتكرر، كما أنه لا يميل عادة إلى الإعلان عن خطواته الاستثمارية.

وفي جميع الأحوال، فإن غال ليس أول مستثمر يسحب أمواله من "إسرائيل" على خلفية الأزمة السياسية الحادة، فقد سبقه إلى ذلك ناشط آخر في الاحتجاجات الحالية هو عساف رابابورت من شركة "ويز" الشهيرة لتكنولوجيا الخرائط. ويُعدّ الأخير واحداً من أشهر رواد الأعمال في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلية؛ بسبب صعود شركته بشكل سريع ونجاحه في جلب استثمارات ضخمة من شركات عملاقة عالمياً.

المصدر: الميادين نت