روسيا: واشنطن استخدمت 300 طن من اليورانيوم المنضب خلال غزو العراق
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أنّ القوات الأميركية استخدمت ما لا يقل عن 300 طن من اليورانيوم المنضب خلال غزو العراق، كاشفةً عن نتيجة استخدام هذا السلاح على الشعب العراقي وتبعاته الخطرة.
وقال قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية التابعة للقوات المسلحة الروسية إيغور كيريلوف إنّ الولايات المتحدة الأميركية استخدمت خلال غزو العراق (2003-2004) ما لا يقل عن 300 طن من اليورانيوم المنضب.
وأكد أنّ واشنطن استخدمت حينها على نطاقٍ واسع مثل هذه الذخيرة في توجيه ضربات إلى أهداف في المدن العراقية: العمارة، بغداد، البصرة، كربلاء، الفلوجة.
وبحسب كيريلوف، ونتيجة استخدام هذه القذائف، فإنّ الوضع الإشعاعي في مدينة الفلوجة كان "أسوأ بكثير مما كان عليه في مدينتي هيروشيما وناغازاكي" بعد التفجيرات النووية الأميركية، مضيفاً: "لا تزال هذه المدينة تسمى تشيرنوبيل الثانية".
وأضاف: "وفقاً للحكومة العراقية، ارتفع عام 2005 معدل الإصابة بالسرطان في البلاد نتيجة استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب من 40 إلى 1600 حالة لكل 100 ألف نسمة". وفي هذا الصدد، رفعت بغداد دعوى قضائية رسمية لدى محكمة التحكيم الدولية في ستوكهولم في 26 كانون الأول/ديسمبر 2020 ضد واشنطن، مطالبةً بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بها.
استخدام اليورانيوم جرى من قبل "الناتو" حصراً
وفي هذا السياق، أكد كيريلوف أنّ ذخيرة اليورانيوم المنضب في النزاعات المسلحة كانت تستخدم حصرياً من قبل دول حلف "الناتو".
وتابع: "من الضروري التذكير باستخدام قوات الناتو للذخيرة الجوية مع اليورانيوم المستنفد أثناء قصف يوغوسلافيا خلال عام 1999، إذ تم استخدام نحو 40 ألف مقذوف جوي خارق للدروع بكمية إجمالية من اليورانيوم المستنفد تزيد على 15 طناً في أراضي هذا البلد".
وأضاف: "على الرغم من أنّ استخدام مثل هذه الذخيرة (اليورانيوم المنضب) يسبب ضرراً بالغاً لسلامة القوات المسلحة الأوكرانية والسكان المدنيين على حد سواء، فإن دول "الناتو"، لا سيما المملكة المتحدة، مستعدة لتزويد كييف بمثل هذا النوع من الأسلحة".
وأكد أنّ استخدام قذائف اليورانيوم المنضّب في أوكرانيا سيصيب مساحات زراعية شاسعة من أراضيها، ما سيؤدي إلى انهيار صادراتها الغذائية لعقود.
وبحسب كيريلوف، فإنّ مركبات اليورانيوم تبقى في التربة لفترة طويلة، وتحتفظ بخطر الآثار السلبية في الناس والحيوانات والمحاصيل، ما سيؤدي إلى وقف أي تصدير للمنتجات الزراعية من أراضي أوكرانيا لعقود عديدة إن لم يكن لقرون مقبلة.
وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأميركية أناتولي أنتونوف، يوم الأربعاء، إنّ الدول الغربية بقيادة واشنطن قررت دفع البشرية إلى حافّة "كارثة نووية"، بإعلان نيتها تزويد أوكرانيا بذخائر اليورانيوم المنضب.
وكانت نائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل جولدي قد قالت قبل أيام: "إلى جانب توفير الدبابات القتالية لأوكرانيا، ستزوّد بريطانيا كييف بالذخيرة، بما في ذلك الذخيرة الخارقة للدروع التي تحتوي على اليورانيوم المنضّب".
وتوعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بالرد على عزم بريطانيا على إرسال أسلحة تحتوي على يورانيوم منضّب إلى أوكرانيا.
وتريد الدول الغربية إرسال اليورانيوم المنضّب إلى كييف، لأنّه قادر على اختراق الدبابات والدروع بسهولة أكبر، بسبب كثافته وخصائصه الفيزيائية الأخرى، لكنّ اليورانيوم المنضّب يمثّل خطراً صحياً كبيراً في مواقع استخدامه، لأنّ الغبار الناتج منه يؤدي إلى تشوهات وأضرار صحية كبيرة.
وتعد أسلحة اليورانيوم المنضّب جيلاً جديداً من الأسلحة الإشعاعية. واليورانيوم المنضّب هو بقايا الوقود النووي، وهو مصمم لاختراق الدبابات والعربات المدرعة، ويسبب استخدامه ضرراً بالصحة، لكونه سلاحاً ساماً ومشعاً، فضلاً عن أنّه يحول المناطق الملوثة به إلى مناطق غير صالحة للعيش.
وقد استخدمت أسلحة اليورانيوم المنضّب في العراق والبوسنة ويوغسلافيا وأفغانستان وسوريا. وبحسب الإحصاءات، يوجد حالياً نحو 20 دولة تضم ترسانتها العسكرية سلاح اليورانيوم المنضّب، غير أن العدد قد يصل إلى 40 دولة. ومن بين الدول المصنعة لهذا السلاح الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن.