ديون الولايات المتحدة الضخمة.. لماذا يمكن أن ينهار اقتصاد واشنطن هذا الصيف؟
قال الموظف السابق في الكونغرس الأميركي والمحلل الجيوسياسي، براندون ويتشرت، إنّ الولايات المتحدة الأميركية ستتخلّف عن سداد ديونها هذا الصيف، مشيراً إلى أنّ رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي يريد إجراء لقاء مع الرئيس جو بايدن، لتسوية تفاصيل صفقة محتملة، لتجنّب التخلّف عن سداد الدين القومي العملاق للولايات المتحدة.
ولفت ويتشرت في مقال له إلى أنّ "مكارثي، وهو أضعف رئيس لمجلس النواب منذ قرن، يخدع نفسه إذا كان يعتقد أنه يمكنه العثور على مخرج لأميركا قبل فشل مجلس النواب في رفع سقف الديون هذا الصيف".
وعلى حد تعبير ويتشرت، فإنّ فريق بايدن يدرك بشكل أساسي أنّ أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب، ليسوا متفقين سواء مع بعضهم البعض أو مع قادتهم.
علاوةً على ذلك، أوضح ويتشرت أنّ "أي شخص يتحلى بالقليل من المنطق، يفهم المخاطر التي تنطوي عليها المفاوضات لسقف الديون، أبرزها بقاء الاقتصاد الأميركي نفسه".
كما أضاف ويتشرت أنّ "العناصر الراديكالية في الحزب الديمقراطي، بما في ذلك بايدن، تريد تمرير فاتورة إنفاق بقيمة 6.8 تريليونات دولار، ستضيف المزيد إلى ديون أميركا الضخمة، بينما الحزب الجمهوري تسيطر عليه مجموعة من المتعصبين الذين يرفضون القيام بمفاوضات مع الديمقراطيين، إلا إذا تمّ تخفيض ميزانية الإنفاق الاجتماعي".
وبناء على ما ورد في تقرير ويتشرت فإنّ "مكارثي يتمتع بسلطة محدودة، ويفتقر إلى احترام معظم أعضائه"، مشيراً إلى أن "التفاوض مع مكارثي، في أذهان الديمقراطيين، سيكون عديم الفائدة".
وبحسب ويتشرت، يعود ذلك إلى عدم دعم جميع أعضائه، مفاوضاته، ما قد يساهم في فقدان مكارثي السلطة، وسيتم إخراج المفاوضات غير المستقرة عن مسارها، وبعد ذلك سيبدو الديمقراطيون سيئين عند خوض الانتخابات الرئاسية المهمة لعام 2024.
اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": إنه يوم عدم اليقين بالنسبة للاقتصاد الأميركي
ومنذ أيام، ذكرت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية، أنّ انهيار بنك "سيليكون فالي" الأميركي قد يكون بداية لشيءٍ أكثر سوءاً، بالنسبة للقطاع المصرفي في الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أنّ البنوك الأميركية، اقترضت مبلغاً قياسياً من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، بعد أزمة انهيار بنك "سيليكون فالي". وبحسب التقرير، فإنّ حجم الاقتراض سجّل مبلغاً قياسياً متجاوزاً حاجز الـ 111 مليار دولار الذي تم الوصول إليه خلال الأزمة المالية لعام 2008.
وكانت السلطات الأميركية قد أعلنت، إغلاقها مصرف "سيليكون فالي" المقرّب من أوساط التكنولوجيا، والذي وجد نفسه فجأةً في حالة تعسّر شديد، وعهدت بإدارة ودائعه إلى المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة.
ويتزاحم المودعون في الولايات المتحدة الأميركية وخارجها في الدول الغربية على سحب مدخراتهم، فيسرّعون بذلك عملية الانهيار، وسط حالة ذعر من أن يفقد هؤلاء ثقتهم بالنظام المصرفي، ومخاوف بشأن متانة القطاع المصرفي ككل، خصوصاً مع الارتفاع السريع في أسعار الفائدة والذي يؤدي إلى انخفاض قيمة السندات في محافظهم.