"اقطعوا رأس ماكرون" تملأ شوارع باريس.. مخاوف من فشل النظام البرلماني
تحدث تقرير في موقع "أنهيرد" البريطاني، بعنوان "باريس تنتفض على (الملك) ماكرون"، عن تصاعد حالة العداء السياسي في فرنسا، والشعارات "المرعبة" التي يتبناها المعارضون لحكم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأكّد الكاتب، بيتر ألان، أنّ "الإشارات المرعبة إلى قطع الرؤوس هيمنت على الأزمة الأخيرة في الديمقراطية الفرنسية"، مشيراً إلى أنّ كتابات "إقطعوا رأس ماكرون" أصبحت شائعة، إذ يقارن المتظاهرون رئيس الجمهورية الخامسة بملك النظام الملكي القديم، "الذي لا يصلح إلا للمقصلة".
وأوضح التقرير أنّ "الفرنسيين غاضبون من الطريقة التي تجاوز بها ماكرون تصويتاً برلمانياً بشأن رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 الأسبوع الماضي، على الرغم من استطلاعات الرأي التي أظهرت أن ما يقرب من 70% من البلاد ضد الإصلاح، حيث اندلع مزيد من أعمال الشغب، تحصل لأول مرة في ساحة الكونكورد، أكبر ساحة في باريس، والمكان الذي أُعدم فيه لويس السادس عشر والملكة ماري أنطوانيت، في ذروة الثورة الفرنسية".
وأضاف أنّه تمّ الآن حظر التجمعات في كونكورد، لذلك كان المتظاهرون "سريعو الحركة ودمروا مواقع البناء القريبة، وأشعلوا النار في الصناديق" ، وهتفوا "انهضي باريس!".
ووصف الوضع قائلاً بأن "قوافل سيارات الشرطة كان تطلق صفارات الإنذار، وكلها مليئة بضباط مكافحة الشغب الذين يستعدّون للاشتباك مع المواطنين بالهراوات والغاز المسيل للدموع، وبالإجمال، تمّ اعتقال 234 شخصاً في العاصمة أمس".
اقرأ أيضاً: اعتقال عشرات المحتجين في فرنسا بعد نجاة الحكومة من تصويت لحجب الثقة
وفي حين أن الشباب هم من يقودون الاحتجاجات حتماً، وفق الموقع، وكثير منهم من الطلاب الذين يمكنهم تجاوز الشرطة وهم يرتدون الدروع الواقية للبدن، يشارك أيضاً الكثير من الأجيال الأكبر سناً في الشغب، ومن بينهم العمال اليدويون، الذين يقتربون من سنّ التقاعد.
هؤلاء يشعرون، وفق ما نقل الموقع عن متظاهرين، أنّ ماكرون، المصرفي والتاجر السابق وموظف الضرائب، يمثّل فئة أصحاب الأموال، وليس لديه فكرة عما يستلزمه العمل الحقيقي، ولذلك فالناس "غاضبون لأنّ النظام البرلماني لا "يعمل، حيث يقولون إنّ "ماكرون يعتقد أنه الملك ويمكنه فعل ما يحلو له، على الرغم من عدم موافقة أحد على سياساته".
واعتبر الموقع البريطاني أنّ "المتظاهرين يحاولون تكرار نجاح حركة السترات الصفراء، في الأشهر الأولى من رئاسة ماكرون، حين تسببوا بأضرار تقدّر بالملايين من عملة اليورو، وحققت حركتهم قدراً كبيراً من النجاح السياسي، أدّت إلى إلغاء ماكرون الضرائب الخضراء على الوقود".
وأشار التقرير إلى أنّه "في عام 1995، حاول الرئيس آنذاك جاك شيراك، تغيير نظام التقاعد، لكنه تخلّى عن جميع إجراءاته الجديدة بعد ثلاثة أسابيع من الشلل في البلاد، بما في ذلك أعمال شغب واسعة النطاق"، لافتاً إلى أنّ "رؤساء الدولة اللاحقين، ولا سيما نيكولا ساركوزي، رأوا أنّ العديد من سياساتهم الاقتصادية الليبرالية قد أحبطتها المعارضة والشغب".
ويلخص آلان القول، بأنّ الجمهورية الفرنسية الخامسة تفضّل حكومة رئاسية قوية بشكل ساحق، إذ تأسست في عام 1958 من قبل شارل ديغول، الذي أراد أن يهيمن "ملك منتخب" بدلاً من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الممزقين بالانقسام والتعنت، معتبراً بأنّ "الفوضى تأتي عندما يُنظر إلى هذا الملك الجمهوري على أنه منعزل للغاية، ومنفصل عن رغبات الناس العاديين".
ويشير التقرير إلى أنّه "إلى جانب الاختباء في الإليزيه خلال الأزمة الحالية، والقيام برحلات استجمام خارج البلاد، يستعدّ ماكرون لزيارة رسمية يقوم بها الملك البريطاني تشارلز الثالث إلى باريس، والتي تبدأ يوم الأحد، وتتضمن مأدبة رسمية متألقة في فرساي، وهو ما سيعني دفعاً للتلميحات إلى عمليات الإعدام الملكية، التي تستهدف الرجل.