الميادين تحاوِر رئيس كوبا: علاقة هافانا مع محيطها والعالم (الجزء الثاني)
تناول الجزء الثاني من حوار الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل مع رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية غسان بن جدو، تقييم كوبا لتحالفات اليوم، إضافة إلى موقفها من الحرب الروسية في أوكرانيا.
كما تحدّث الرئيس الكوبي عن العلاقة المتينة التي تجمع بلاده بروسيا والصين وإيران، وكذلك عن علاقة بلاده مع قادة أميركا اللاتينية، وما يتطلّع إليه في العالم العربي. معرباً في هذا السياق عن إعجابه بالرئيس السوري بشار الأسد، وعن رغبته في زيارة دمشق هذا العام.
العالم الذي تطمح إليه كوبا
قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في حديثه إلى الميادين، إنّ "تقييم التحالفات في عالم اليوم يجب أن يكون في السياق الحالي، وأن يستند إلى تحليل للوضع الراهن"، مشيراً إلى أنّ لذلك علاقة كبيرة بما حدث في العالم، حيث يمر العالم اليوم بأزمة متعددة الأبعاد، وقد تفاقمت أيضاً بسبب جائحة كوفيد 19، ما أوقع العالم في حالة من عدم اليقين".
وأضاف أنّه "بدلاً من تعزيز لغة التعاون والاحترام للآخر، لجأ العالم إلى فرض عقوبات جديدة واختار حلّ النزاعات بلغة الحرب". وتابع قائلاً: "هذا العالم ليس ما نريده وأعتقد أنه ليس العالم الذي تريده الغالبية من سكان الأرض".
وعمّا نحن بحاجة إليه اليوم، قال الرئيس الكوبي، "نحن بحاجة إلى عالم قادر على عولمة التضامن والسلام والصداقة، عالم لديه نظام علاقات يدافع عن التعددية"، مشيراً إلى أنّ "هذا العالم يجري بناؤه وفقاً لقيم مشتركة قائمة على السلام والتضامن والصداقة والتعددية، القادرة على الحفاظ أولاً وقبل كل شيء، على الجنس البشري".
وأضاف أنّ "هذه القضية أثارت قلق الرئيس الكوبي الأسبق كاسترو في وقت مبكر، وقد وردت في الكثير من رسائله إلى العالم في المناسبات الدولية المختلفة"، مشدداً على أنّ "ما تريده كوبا هو أن نتمكن من حلّ النزاعات عبر الحوار، وأن يصبح العالم أكثر ديمقراطية".
وأكّد الرئيس الكوبي في حديثه إلى الميادين ضرورة تغيير النظام الاقتصادي الدولي الحالي، لأنه يقوم على الاستغلال وعدم المساواة، ويخدم الأغنياء على حساب غالبية الفقراء في العالم ولا يقدم بدائل للبلدان النامية، وهو خاضع لمصالح المجمّعات الصناعية العسكرية ومصالح القوى الغربية العظمى.
وتابع أنّه إذا "تمكّنا من تحقيق تحالفات تساهم في تحقيق التعددية والتفاهم واحترام الآخر والنضال من أجل السلام..، فإنّ هذه التحالفات ستكون عندئذ صحيحة وداعمة". مشيراً في هذا السياق إلى التحالف البوليفاري لشعوب أميركا، التي كانت البديل الذي تبنته أميركا اللاتينية لمواجهة اتفاقية التجارة الحرة الـ آلكا ALCA التي تمثل مشروعاً إمبريالياً.
وأضاف أنّ أحد أهم أسباب نجاح هذه التحالفات قيامها على أساس التعاون والتكاتف والمواقف السامية والصادقة، وليس على مفاهيم تمنح الأولوية للاقتصاد والمال.
وتابع أنّ "قضية كوبا الأساسية تقوم على تقاسم ما لديها مع الغير، حتى لو كان قليلاً، مشيراً إلى أنّ هذا ما يجب أن يكون عليه مستقبل العالم.
قضية كوبا الأساسية تقوم على تقاسم ما لديها مع الغير، حتى لو كان قليلاً.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 20, 2023
رئيس جمهوريّة #كوبا ميغيل دياز كانيل في حوار خاص مع #الميادين (الجزء الثاني).@DiazCanelB@PresidenciaCuba pic.twitter.com/twomYUJ2oa
اقرأ أيضاً: الرئيس الكوبي يقلّد رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين وسام الصداقة
المذنب في الحرب الروسية الأوكرانية.. واشنطن
وعن موقف كوبا من الحرب الروسية - الأوكرانية، أكد دياز كانيل أنّ لهذا الصراع عواقب خطيرة ليس فقط على شعوب البلدان المتورطة في الصراع، وإنّما على سكان العالم أجمع أيضاً.
وتابع أنّ الولايات المتحدة الأميركية عملت على تحريف وتشويه أساس ومنشأ هذا الصراع مستخدمة قوّتها الإعلامية الهائلة لنشر مشاعر العداء تجاه روسيا، ووضعها في مقام الجاني، وإخفاء الأسباب الحقيقة للحرب.
وشدد على أنّ "المذنب في هذا الصراع هو الولايات المتحدة نفسها، التي تلجأ إلى الحروب لحل مشاكلها وتجاوز أزماتها". وتابع الرئيس الكوبي أن "واشنطن تضع مصالح المجمّع الصناعي العسكري في المقدّمة، فهي تحتاج إلى الحرب لبيع الأسلحة، وبالتالي حلّ المشاكل الداخلية التي تعاني منها.
المذنب في الصراع الروسي الأوكراني هو #الولايات_المتحدة نفسها، التي تلجأ إلى الحروب لحل مشاكلها وتجاوز أزماتها.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 20, 2023
رئيس جمهوريّة #كوبا ميغيل دياز كانيل في حوار خاص مع #الميادين (الجزء الثاني).@DiazCanelB@PresidenciaCuba pic.twitter.com/uqinSSL8r7
وأشار الرئيس الكوبي إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية لطالما سعت إلى تطويق روسيا عبر توسيع نفوذ "الناتو" على حدودها وهو ما تدركه روسيا، مشيراً إلى أنّ الخاسر الأكبر في هذه الحرب هي الدول التي تورطت فيها، إذ بدأت تعاني من نقص في المواد الغذائية ومشاكل في تأمين الطاقة، أمّا أولئك الذين يشاركون على نحو مباشر في الصراع فبدأوا يفقدون الأرواح البشرية.
وشدد على أنّ المستفيد الأكبر من الحرب هي الإدارة الأميركية، مشيراً إلى ضرورة أن تكون هناك مبادرات على المستوى الدولي تسهّل عملية الحوار بين الأطراف المعنيين لوضع حد للحرب.
وجدد الرئيس الكوبي رفض بلاده لمواصلة تأجيج لغة الحرب والاستمرار في اللجوء إلى العقوبات ضد روسيا بدلاً من الحوار، لافتاً إلى أنّ هذه الإجراءات لا تحلّ الأزمات بل تزيد من حالة الحرب. مضيفاً أنّ التعاطي الغربي مع الأزمة في شكلها الحالي قد يأخذ الصراع نحو حرب عالمية محتملة.
واستغرب الرئيس الكوبي، كيف أنّ أوروبا التي كانت مسرحاً لحربين عالميتين سابقتين، ومسرحاً لبربرية الفاشية والنازية، كيف أنّها لا تتمكن من استخلاص الدروس الكافية من هذا التاريخ لتؤدي دوراً حقيقياً في تجنّب هذا الصراع الذي يمكن أن يقود البشرية إلى حرب عالمية ثالثة.
كوبا .. العلاقة مع الصين
وعن العلاقات الكوبية -الصينية، قال الرئيس الكوبي إنّ بلاده والصين يتمتعان بعلاقات تاريخية وودية، قائمة على المبادئ المشتركة التي تجمع البلدين.
وتابع أنّ بلاده تتشارك مع الصين القناعات من أجل تطوير مسارات البناء الاشتراكي في كلا البلدين مع مراعاة خصوصيات كل منهما، ناهيك عن العلاقات القوية على مستوى الحكومات والشعوب، وعلى مستوى الحزبين(الحزب الشيوعي الصيني والحزب الشيوعي الكوبي).
وأشاد دياز كانيل، بالطريقة التي تتّبعها الصين في عملية البناء الاشتراكي وتنفيذ الإصلاحات، وصولاً إلى بناء قاعدتها الاقتصادية المهمة التي حوّلتها الى إحدى القوى العظمى في العالم.
وأضاف أنّ الصين تتبنى موقفاً مميزاً من التعاون والتضامن كما هو الحال في كوبا، مشيراً في هذا السياق إلى ما قدمه الرئيس الصيني شي جين بينغ، من مبادرات واقتراحات على المستوى الدولي لتحقيق المزيد من الانسجام على الصعيد العالمي.
الرئيس الكوبي قال إنّه خلال زيارته للصين في نهاية العام الماضي، وجد تفهّماً وتفاعلاً كبيرين تجاه الوضع في كوبا، ورغبة صينية واضحة في دعم كوبا لمساعدتها في الخروج من أزمتها. مشيراً إلى أنّه خلال الزيارة جرى اتخاذ قرارات تساهم في تطوير العلاقات الثنائية على المستويات كافة.
وقال إنّ الصين تعدّ أحد أهم الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لكوبا، وهي تشارك على نحو مباشر في مشاريع الطاقة الكوبية، وفي مشاريع النقل والاتصالات السلكية واللاسلكية"، مشيراً أيضاً إلى التبادل الواسع بين الدولتين في ما يخص التعليم والثقافة والعلوم والتقنيات والابتكار". واصفاً الرئيس الصيني بالصديق لكوبا.
إنّ #الصين تعدّ أحد أهم الشركاء الاقتصاديين الرئيسيين لكوبا، وهي تشاركنا على نحو مباشر في عدّة مشاريع، والرئيس الصيني هو صديقٌ لنا.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 20, 2023
رئيس جمهوريّة #كوبا ميغيل دياز كانيل في حوار خاص مع #الميادين (الجزء الثاني).@DiazCanelB@PresidenciaCuba pic.twitter.com/JM8Pmzho1K
روسيا تدافع عن أمنها
وبشأن العلاقة الكوبية - الروسية، قال الرئيس الكوبي إنّ لدى هافانا وموسكو مستوى راقياً من العلاقات على المستوى السياسي والاقتصادي والتجاري.
وأضاف أنّ "روسيا حاضرة في أكثر القطاعات استراتيجية التي جرى وضعها ضمن الخطّة الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في كوبا حتى عام 2030: أي في قطاع الطاقة والنقل والاتصالات والأمن السيبراني وقطاع المعادن والقطاع الصناعي، وفي إنتاج الغذاء..". مشيراً إلى أنّ "هناك مجموعة كاملة من المشاريع قيد التطوير بالاشتراك مع روسيا".
وتحدّث دياز كانيل عن كيفية تقديم روسيا المساعدة لبلاده أثناء جائحة كوفيد-19، حيث أرسلت طائرة وضعتها بتصرف هافانا، لتنقل فيها كميات الأوكسيجين التي جرى استيرادها من أماكن مختلفة في أميركا اللاتينية والكاريبي.
وأضاف أنه بينما كانت كوبا تعيش أكثر اللحظات تعقيداً، تبرّعت روسيا بالكثير من المصانع لإنتاج الأوكسيجين، والكثير من أجهزة تكثيفه، وكذلك فعلت الصين".
وتطرّق الرئيس الكوبي إلى زيارته الأخيرة إلى روسيا، لافتاً إلى أنّ بلاده تلمّست تفهماً من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاكل الكوبية، وإرادة سياسية وحكومية من موسكو للمساعدة في تخفيف المشاكل التي تعاني منها". مضيفاً أنّه منذ تلك الزيارة وكوبا تتلقّى على نحو دائم معلومات بشأن تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه مع موسكو خاصة في قضايا الطاقة والغذاء.
وأكّد أنّه بالنسبة لبلاده فإنّ الصين وروسيا دولتان صديقتان، مشدداً على أنّ الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين، أظهرا التفهم والإرادة بتجسيد الصداقة الحقيقية مع كوبا.
وفي حديثه إلى الميادين، لم يخف الرئيس الكوبي إعجابه بنظيره الروسي، مشيراً إلى أنّ بوتين يستند في خطاباته الى المراجع التاريخية، واصفاً تصريحاته بالحازمة.
وأضاف أنّ "بوتين يستخلص الدروس من التاريخ باستمرار من أجل إعادة التشديد على ما يحدث في الوقت الحاضر، وما هو مطلوب فعله في المستقبل".
وتابع قائلاً: "لا أعتقد أن بوتين هو من تسبب بالنزاع مع أوكرانيا، كانوا على وشك وضع الاتحاد الروسي في حالة حصار". مشيراً إلى أنّ الرئيس الروسي من خلال هذه الحرب يدافع عن مصالح روسيا وأمنها.
وشدد على أنّ "الحوار مع الرئيس الروسي ليس مستحيلاً بل ممكناً، شريطة أن يرتبط بإرادة صادقة، ومن دون فرض شروط مسبّقة".
إيران أمّة شقيقة لهافانا
وفي سؤال الميادين، عن العلاقة الكوبية - الإيرانية، وصف الرئيس الكوبي إيران بالأمّة الشقيقة لبلاده. وقال إن أسس العلاقة بين البلدين قائمة على التاريخ والاحترام المتبادل، وكذلك المقاومة الهائلة التي خاضها الشعبان في وجه الحصار والعقوبات الإمبريالية.
ووفقاً للرئيس الكوبي، فإنّ "الشعبين الكوبي والإيراني يشتركان في مفهوم المقاومة والشجاعة والبطولة والكرامة وعدم الخضوع لمخططات القوة الإمبريالية".
الرئيس الكوبي أعرب أيضاً عن تقديره لمرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي كرجل سياسي وكقائد للثورة الإيرانية. وقال إنّه "شخصية تمتلك قدرة هائلة على التحليل والتفكير المنطقي". واصفاً إياه بالقائد الحكيم.
وأشار الرئيس الكوبي إلى أن البلدين يعملان على مشاريع مشتركة تخدم التنمية الاقتصادية لكليهما، خاصة في مجالات الطاقة والغذاء. لافتاً إلى أنّ هناك زيارة محتملة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بلاده، معرباً في الوقت عنيه عن رغبته في إجراء زيارة لطهران هذا العام.
أرغب في زيارة #إيران، وأنا معجب بثقافتها وحضارتها ومقاومتها للعدوان.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 20, 2023
رئيس جمهوريّة #كوبا ميغيل دياز كانيل في حوار خاص مع #الميادين (الجزء الثاني).@DiazCanelB@PresidenciaCuba pic.twitter.com/ezMsap0GU5
وأكّد أن هذا العام، سيشهد المزيد من تعميق العلاقة بين البلدين، وتجسيد مجموعة كاملة من المشاريع ذات المنفعة المشتركة. مضيفاً أنّ بلاده تشاركت مع إيران مشاريع في البحث العلمي والتكنولوجيا والطاقة.
وأعرب الرئيس الكوبي عن إعجابه بثقافة إيران وحضارتها ومقاومتها للعدوان. مؤكداً أنّ التطور التكنولوجي الذي حققته إيران رغم الحصار والعقوبات أمر بالغ الأهمية، وله أبعاد كبيرة. مشيراً إلى أنّ الاطلاع على تطور هذا البلد يمكن أن يساهم أيضاً في اكتساب معرفة ستكون مهمة بالنسبة لهافانا.
4 من قادة أميركا اللاتينية تجمعنا معهم علاقة صداقة
وبشأن علاقة كوبا مع قادة أميركا اللاتينية، قال الرئيس الكوبي إنّ لبلاده علاقة صداقة عميقة مع 4 من قادة أميركا اللاتينية .
وأشار دياز كانيل، إلى أنّ الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز زرع الأمل في فنزويلا، والذي أشرق على مجمل أميركا اللاتينية، مشدداً على أن فنزويلا لطالما كانت دولة مهمة وأدّت دوراً مهماً في أميركا اللاتينية، خاصة مع قيادة تشافيز للثورة البوليفارية.
وتابع : "لقد اجتمع في شخص تشافيز الكثير من القيم، فهو صاحب فكر بوليفاري بامتياز، وهو ملمّ بتاريخ أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وكان مدافعاً استثنائياً عن فكر سيمون بوليفار، وفكر رواد التحرير في أميركا اللاتينية".
وأضاف أنّ "تشافيز تمكّن كمثال للقائد من استيعاب هموم الشعب الفنزويلي، وتطلعاته". وتابع أنّ صداقة جميلة جمعت رئيس كوبا السابق فيدل كاسترو وتشافيز، "كانت أشبه بعلاقة أب وابنه".
وأشار في هذا السياق إلى الإنجازات التي حقّقها البلدان في عهد تشافيز وفيدل، خاصة فيما يتعلق بـALBA (التحالف البوليفاري لشعوب قارتنا الأميركية).
ماذا قال الرئيس الكوبي بالزعيمين الفنزوليَّين الراحل هوغو تشافيز، والحالي نيكولاس مادورو؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 20, 2023
رئيس جمهوريّة #كوبا ميغيل دياز كانيل في حوار خاص مع #الميادين (الجزء الثاني).@DiazCanelB@PresidenciaCuba pic.twitter.com/VP6lIjjvKj
وتابع أنّ تشافيز في الوقت الذي كان فيه على رأس الثورة البوليفارية، كان يؤهّل الكوادر التي تميّزت بالالتزام الحق بمسيرة الثورة البوليفارية وبالشعب الفنزويلي وبولائها التام للثورة البوليفارية"، مشيراً في هذا السياق إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ووصف الرئيس الكوبي مادورو بالصديق العظيم لبلاده، معرباً عن إعجابه بقيادته وبأسلوبه في الدفاع عن الثورة البوليفارية في وجه كل محاولات زعزعة الاستقرار التي خططت لها حكومة الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنّ "مادورو بجهوده وإصراره تمكّن من تحقيق الوحدة المدنية - العسكرية، وحافظ على الثورة البوليفارية، وسار بها قدماً على طريق الانتصار".
وبشأن كولومبيا، قال الرئيس الكوبي إنّه "أصبحت هناك حكومة في كولومبيا تمنح الأولوية للحوار مع فنزويلا"، مضيفاً أنّ نيكولاس مادورو وغوستافو بيترو قاما بالاتفاق على مجموعة كاملة من الإجراءات التي ترمي أيضاً إلى ضمان السلام في تلك المنطقة المهمة من قارتنا.
كما وصف الرئيس الكوبي نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا بالقائد الاستثنائي، مشيراً إلى دوره البارز في انتشال البرازيل من أزمتها الاقتصادية ما حوّلها إلى مرجع لما يمكن تحقيقه في سياسة العدالة الاجتماعية، مضيفاً أنّ "لولا لم يكن الرجل الذي يناسب مصالح الولايات المتحدة، لذلك عملت الإدارة الأميركية على تشويه سمعته عبر اختلاق قضايا قانونية ضده".
وتابع أنّ لولا لم يستسلم ولم يقبل أي شرط رغم وضعه في السجن والضغوط التي مورست عليه لإخضاعه. مشدداً على أنّ الآفاق العظيمة تنفتح مرة أخرى أمام البرازيل، مع ما يقوم به الرئيس البرازيلي من برامج تنموية واستثمارات لتطوير البلاد.
الرئيس البرازيلي استثنائي.. والثورة في #نيكاراغوا لم تستطع #الولايات_المتحدة تحمّل نجاحها.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 20, 2023
رئيس جمهوريّة #كوبا ميغيل دياز كانيل في حوار خاص مع #الميادين (الجزء الثاني).#البرازيل@DiazCanelB@PresidenciaCuba pic.twitter.com/gTQKdhiivv
كما أعرب الرئيس الكوبي عن إعجابه تجاه الثورة الساندينية في نيكاراغوا، مشيراً إلى أنّها "مسيرة لم تستطع الولايات المتحدة تحمّل نجاحها"، فشنّت ضدّها حملة شعواء لزعزعة الاستقرار، مدعومة بحملة إعلامية شرسة لتشويه سمعة نيكاراغوا.
وتابع قائلاً: "لذلك أعتقد أنه كلما أردنا تقييم الوضع في نيكاراغوا، يجب أن يكون لدينا كنقطة بداية ننطلق منها في تحليلنا ما أسهمت فيه الثورة الساندينية في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعب نيكاراغوا، وما تعنيه الثورة الساندينية في ما يتعلق ببناء دولة ذات أمن قومي، وحذف كل ما يتعلق بالتشويه والعبث الإمبرياليين".
العلاقة مع العالم العربي جيدة ولكن يمكن تعميقها
وبشأن العلاقة الكوبية مع العالم العربي، قال الرئيس الكوبي إنّ لدى هافانا علاقات جيدة مع الدول العربية تقوم على الاحترام، والفهم المتبادل للخصوصيات التاريخية والثقافية لكل بلد.
وأشار إلى أنّه كانت هناك مساحة للتعاون، والدفاع عن النضالات المشتركة، وتنسيقٌ للجهود في المحافل الدولية، دفاعاً عن القضايا التي تؤمن بها كوبا والدول العربية. مضيفاً أنّ بلاده لطالما شعرت بالتضامن والدعم من قبل الشعوب العربية.
وأكّد أنّه على الرغم من أن العلاقات جيدة جداً، إلا أنّه يمكن تعميقها وتعزيزها أكثر على المستوى الاقتصادي والتجاري، مشدداً على أنّ الأسس التاريخية التي وُضعت لهذه العلاقات هي أسس قوية. وشدد على أنّ بلاده تعمل على تعميق مفهوم العلاقة مع العالم العربي وتوسيع العلاقات مع هذه الدول".
وأعرب الرئيس الكوبي عن إعجابه بسوريا التي واجهت بشجاعة وثبات وثقة بالنفس هجمة عدوانية كانت ترمي إلى تدميرها، مؤكّداً أن سوريا بعد سنوات عديدة من الحرب الظالمة ضدّها، بقيت موجودة كأمة، وبقي شعبها موحّداً.
نحن معجبون بـ #سوريا.. وندين الاعتداءات الإسرائيليّة المستمرّة عليها.. وأنا أرغب في زيارة #دمشق هذا العام.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 20, 2023
رئيس جمهوريّة #كوبا ميغيل دياز كانيل في حوار خاص مع #الميادين (الجزء الثاني).@DiazCanelB@PresidenciaCuba pic.twitter.com/Q9VKEXdwn6
وأشاد في هذا السياق، بدور الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً: "الرئيس السوري أبدى إخلاصاً لقضية شعبه، وبقي في الطليعة من دون أن يستسلم، ودائماً ما أرى فيه الكثير من الرصانة والكثير من الحزم".
وفي ختام حديثه مع الميادين، جدد الرئيس الكوبي دعمه لسوريا، مشدداً على أنّ هافانا ستبقى إلى جانب الشعب السوري، كما أدان العدوان الإسرائيلي المستمر عليها، وكذلك العقوبات المفروضة على الشعب السوري.
وأعرب الرئيس الكوبي عن رغبته في زيارة دمشق هذا العام، قائلاً: " إنها أمنيتنا أن نتمكن من التعبير مباشرة عن إعجابنا بصمودها هناك على أرضها، وبصمود الشعب السوري وصلابته وكرامته".