المواجهة الداخلية في "إسرائيل" تقترب .. والجيش في عين العاصفة

الأزمة في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي تلامس التشكيلات النظامية.. واستطلاعات رأي إسرائيلية تشير إلى أنّ التهديد الأمني الأخطر على "إسرائيل" في هذه الأيام"، هو "الخلافات الداخلية والخشية من الانقسام بين الشعب".
  • الفوضى السياسية تهدد بالتغلغل إلى صفوف الخدمة الدائمة في "الجيش" الإسرائيلي

التطوّرات التي حصلت خلال الأيام الماضية في "إسرائيل" رسمت صورة قاتمة للمشهد الداخلي فيها، حيث تزايدت المؤشرات الدالة على أن الحل يبتعد، فالتوتر وغياب التوافق في الحلبة السياسيّة والحزبيّة، وجدا انعكاساً سريعاً لهما في الشارع، فاستمر تنظيم تظاهرات احتجاجية مترافقة مع قطع طرقات. وسًجل تطوّر إضافي، تمثل في ارتفاع ملحوظ في مستوى العنف المادي والمعنوي بين المتظاهرين ومؤيدي الحكومة. 

وعلى الرغم من انعكاس الأزمة الداخلية على مختلف نواحي الحياة في "إسرائيل"، إلا أن التحدي الأخطر طال "الجيش" الإسرائيلي، مع استمرار الدعوات للتخلف عن الخدمة الاحتياطية، والتي أضيف لها كشف ضباط في الخدمة الدائمة أنهم ينوون إنهاء خدمتهم إذا أقرّت القوانين "القضائية" نهائياً.

الجيش الإسرائيلي: بعد الاحتياط، الأزمة تلامس التشكيلات النظامية 

الجهود التي شرعت بها قيادة "الجيش" الإسرائيلي لكبح موجة الاحتجاجات في تشكيل الاحتياط، لم تمنع كرة الثلج من مواصلة التدحرج، لتصل، للمرة الأولى جديّاً، إلى داخل الخدمة النظامية، حيث أعلن ضباط في الخدمة الدائمة، بحسب محرر الشؤون العسكرية في صحيفة "إسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أنهم ينوون إنهاء عقودهم، والتسرّح فوراً من الجيش، إذا مرّت قوانين التعديل القضائي في القراءات النهائية. وهذا الإعلان، هو المرة الأولى التي تُهدد فيها الفوضى السياسية بالتغلغل إلى صفوف الخدمة الدائمة في "الجيش" الإسرائيلي، وفقاً لليمور.

ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن نحو 100 ضابط احتياط في وحدةٍ عملياتية مصنّفة في سلاح الجو، من بينهم قائدين سابقين لهذه الوحدة، نشروا رسالة يهددون فيها بأنهم سيرفضون الخدمة في حال استمر تشريع "قوانين الانقلاب على مستوى النظام". 

ومن جهة ثانية، أعلن عناصر احتياط في جهاز العمليات الخاصّة، وجهاز السايبر الهجومي، بحسب القناة الـ 12 الإسرائيلية، أنهم لن يلتحقوا بخدمة الاحتياط بدءاً من الأحد المُقبل، على خلفية نية إقرار قوانين تمس بـ"طبيعة إسرائيل الديمقراطية"، بحسبهم. ويدور الحديث - بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم" عن نحو 450 عنصر احتياط من جهاز العمليات الخاصّة ونحو 200 من جهاز السايبر يخدمون في وظائف حسّاسة في أمان والشاباك والموساد. وحسب قولهم: "ليس لنا عقد مع ديكتاتور". 

اقرأ أيضاً: التعديل القضائي يراكم أزمات "جيش" الاحتلال.. مئات العناصر يستصعبون أداء خدمتهم

صدامات في الشارع 

على وقع إصرار الائتلاف الحكومي على تمرير خطته القضائية قبل انتهاء دورة الكنيست الشتوية، تصاعد الحراك السياسي والشعبي المعارض في الشارع، ونُظّمت حركة احتجاجات كبيرة في "يوم التشويش" الثالث، الذي نُفذّ يوم أمس الخميس، تحت عنوان يوم "تصعيد المعارضة للديكتاتورية"، وفقا لموقع "كيبا" الإخباري.

وشهد هذا اليوم تزايداً في حالات العنف المتبادل بين الجمهور المعارض للخطة القضائية والمؤيد لها. حيث حصلت طوال يوم أمس تظاهرات، بعضها أمام السفارة الأميركية والسفارات الأوروبية في "إسرائيل"، وتظاهرة مركزية في وسط تل أبيب، بحسب موقع "واينت". 

وذكر موقع "واينت" أنه حصلت حالات عديدة من العنف المتبادل بين الإسرائيليين في الشوارع. وأضاف الموقع أن قدامى الجنود في سلاح البحر أغلقوا طريق العبور المؤدي إلى ميناء حيفا. 

وتزامنت التظاهرات الداخلية مع حركة احتجاج ضد الخطة في بعض الدول الأوروبية، لا سيما في ألمانيا التي زارها نتنياهو أمس، بحسب قناة "i24news" الإسرائيلية. 

تحذيرات من الديكتاتورية 

استمرار التظاهرات والحركات الاعتراضية في الشارع ضد خطة الحكومة القضائية، ترافق مع "نداءات تنبيه" أطلقها مسؤولون وخبراء إسرائيليون، للتحذير من مخاطر الخطة على النسيج الاجتماعي الإسرائيلي الهش، ولا سيما على وحدة وتماسك الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية. 

وفي هذا السياق، حذّر رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي سابقاً، عضو الكنيست من "معسكر الدولة"، غادي آيزنكوت، بحسب موقع "واللا" الإخباري، من أن "إسرائيل" تقترب من نقطة الّلا-عودة. واتهم آيزنكوت رئيس الحكومة "بأنه لا يتخذ القرارات الجيدة للدولة"، وأضاف: "لا أنام جيّداً اعتماداً عليهما (نتنياهو ووزير الأمن غالانت). عندما يضع نتنياهو أهدافا عالية كإيران والسعودية والحوكمة، فإنه يعمل تماماً عكس هذه الأهداف".

من جهته أعرب رئيس الشاباك السابق، نداف أرغمن، أيضاً بحسب موقع "واللا"، عن مخاوف من تفكك جهاز الشاباك في حال تمّ تمرير "الانقلاب القضائي". وقال إن "إسرائيل على حافة ديكتاتورية، وعندها قد نشهد تفككًا للأجهزة من داخل المنظومة".

التهديد الأخطر على "إسرائيل" 

عكست استطلاعات الرأي التي صدرت مساء الخميس، "صورة مُقلقة" عن الوضع في "إسرائيل"، حيث أظهر استطلاع أجرته قناة "كان" الإسرائيلية، أن 60 في المائة من الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن "التهديد الأمني الأخطر على إسرائيل في هذه الأيام"، هو "الخلافات الداخلية والخشية من الانقسام بين الشعب"، في مقابل فقط 20 في المائة أشاروا إلى أن الأخطر هو التهديد الأمني الخارجي. وفي استطلاع ثانٍ أجرته القناة الـ 13 الإسرائيلية، حول فرضية تطور السجالات والخلافات الداخلية إلى عنف جسدي ومادي، أجاب معظم الجمهور (58 في المائة) أنه يعتقد أن سيناريو العنف قد يتحقّق، مقابل 31 في المئة استبعدوا حصول ذلك.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر أزمة "إسرائيل" على تحدّياتها الأمنية والعسكرية في المنطقة؟

المصدر: قسم الشؤون الاسرائيلية في الميادين