"واشنطن بوست": الحزب الجمهوري في "حرب أهلية" بشأن دعم أوكرانيا

في الذاكرة الحديثة، غالباً ما كان الحزب الجمهوري متحالفاً مع سياسة خارجية قويّة، لخّصها الرئيس الأسبق رونالد ريغان بـ"السلام من خلال القوة"، لتتصدر اليوم نخبة جمهورية، تدعو إلى عدم التدخل أو دعم "الحلفاء".
  • رون دي سانتيس وجمهوريون بارزون آخرون يروجون لرفض استمرار إرسال الدعم إلى أوكرانيا، ويحذرون من عواقبه.

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم، مقالاً مطوّلاً لعدة كُتّاب، تحت عنوان "تندلع حرب أهلية للحزب الجمهوري على أوكرانيا، مع تلاشي نموذج ريغان"، تطرقت من خلاله إلى الخلافات الحادة المتزايدة، داخل الحزب الجمهوري، حول مسألة الدعم الأميركي المقدّم لأوكرانيا.

وأوضح المقال أنّ قادة الحزب الجمهوري والناخبين، يشككون بشكل متزايد في الالتزام الموسّع نحو أوكرانيا، كجزء من تحوّل أوسع داخل الحزب، بعيداً عن الدعم المحافظ للتدخلات الأجنبية.

وذكّر كُتّاب المقال، بمخاطبة الرئيس الأربعين للولايات المتحدة، رونالد ريغان، مجموعة من المحافظين الجمهوريين المبتدئين، منذ ما يقرب من خمسة عقود، والتي قدّم فيها التشابكات الأميركية في الخارج، كجزء من مصير الأمة لتولي ما سماه وقتها "قيادة العالم الحر"، والعمل كـ"مدينة على التل"، في إشارة إلى "إشراق يلهم البلدان الأخرى"، ما أثار تصفيقاً مدوياً في القاعة.

وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر، دفعت المرشحة لمنصب حاكم ولاية أريزونا، كاري ليك، برسالة مختلفة تماماً لناشطي الحزب الجمهوري، في مأدبة عشاء سمّيت باسم الرئيس ريغان، في الاجتماع السنوي لمؤتمر العمل السياسي للمحافظين "CPAC"، لكن مقولة ريغان تلاشت هناك، حسب كُتّاب "واشنطن بوست".

وقالت ليك في خطابها الرئيسي: "نحن نعيش على كوكب مجنون، حيث يتم إرسال مئات المليارات من الدولارات من أموالنا، التي حصلنا عليها بشق الأنفس إلى الخارج، لبدء الحرب العالمية الثالثة، هذه ليست معركتنا، نحن سياستنا هي أميركا أولاً".

ورفض بعض الجمهوريين في الكونغرس "نفور" ليك الشديد، من زيادة التدخل الأميركي في أوكرانيا، والذي ردّده العديد من المتحدثين في "CPAC"، باعتباره وجهة نظر هامشية يتبناها "حفنة" من المحافظين، لا تهدد بشكل هادف وحدة "الناتو" "ضد فلاديمير بوتين".

اقرأ أيضاً: "أكسيوس": ترامب سيرسم خطوط تناقض حادّ مع جمهوريي إدارة بوش

لكن الناخبين الجمهوريين، يتبنون بشكل متزايد  الآراء المشكّكة نفسها، إذ أظهرت الاستطلاعات، أنّهم أصبحوا أكثر برودة، لمواصلة المساعدة الأميركية مع استمرار الصراع في عامه الثاني.

ويروّج المرشحون المحتملون والمعلنون للرئاسة من الحزب الجمهوري، بما في ذلك حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس، والرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بالإضافة إلى تجمّع متزايد من المشرعين الجمهوريين في مجلس النواب، لهذا الشك أيضاً.

وأخبر دي سانتيس مؤخراً محاوره في "فوكس نيوز"، تاكر كارلسون، أنّ مساعدة أوكرانيا على صد روسيا ليست مصلحةً أمنيةً "حيويةً" للولايات المتحدة، كما رفضها باعتبار الحرب "نزاعاً إقليمياً"، وذلك في إجابة مكتوبة على استطلاع كارلسون المتعلق بأوكرانيا لمرشح "رئاسيات 2024".

وحثّ دي سانتيس الرئيس الأميركي جو بايدن على التفاوض بشأن "اتفاق سلام"، كما قال إنّه "على أوروبا أن تسدد للولايات المتحدة بعض الأموال التي قدمتها لأوكرانيا".

ويطرح المقال "حالة الخلاف المتزايد" داخل أروقة الحزب الجمهوري، وتزايد التجمعات المتناقضة التي ستؤدي إلى عواقب "زلزالية" محتملة على الصراع، وعلى الحزب نفسه.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الولايات المتحدة والشركاء الغربيين، تبرعوا بعشرات المليارات من الدولارات، منذ بداية الحرب في أوكرانيا، على شكل ذخيرة وأنظمة أسلحة، على أمل كسر الجمود في ساحة المعركة، مؤكدةً أنّ احتمالية تحقيق نصر حاسم، تبدو أقل من حرب استنزاف طاحنة، مع احتمال وقوع مواجهة نووية خطيرة في الأفق.

وأكّدت الصحيفة أنّه "في التحول من ريغان إلى ليك"، توجد قصة تحول الحزب الجمهوري نفسه في السياسة الخارجية في العقود القليلة الماضية، إذ بدأت شريحة من الشخصيات البارزة والأكثر تأثيراً، بقيادة "العالم نفسه" بدفع وجهة نظر مختلفة تماماً، عن دور أميركا الذي أراده ريغان في العالم.

اقرأ أيضاً: مؤتمر انتخابي تمهيدي لتيار اليمين المحافظ.. يكرّس انقسام الحزب الجمهوري

المصدر: وكالات + الميادين نت