بعد الاشتباكات مع أنصاره.. الشرطة الباكستانية تعدل عن توقيف عمران خان
عدلت الشرطة الباكستانية، اليوم الأربعاء، عن توقيف رئيس الوزراء السابق عمران خان في منزله في لاهور، بعد اشتباكات عنيفة مع مئات من أنصاره، ليل أمس الثلاثاء، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأفادت الوكالة، وشهود عيان، كانوا بالقرب من منزل خان في ضاحية زمان بارك الفخمة، في لاهور، إنّ "قوات الأمن التي انتشرت عدة ساعات، انسحبت بعد أن أخلت حواجز ونقاط التفتيش".
Rangers firing straight into unarmed citizens at Zaman Park as if they are attacking an enemy force on the battlefield. pic.twitter.com/dK8mlLHA4Y
— Imran Khan (@ImranKhanPTI) March 15, 2023
وكتب حزب خان "حركة الإنصاف"، على حسابه في "تويتر": "تصدّى الشعب لقوات الشرطة والحراس الذين أرسلوا لإيذاء عمران خان".
ونشر خان مقطع فيديو، يظهره جالساً وراء مكتب، زُيّن بقنابل غاز مسيل للدموع مستعملة ضد أنصاره، مع علمي باكستان وحزبه في الخلفية. وقال خان: "سيستخدمون الغاز المسيل للدموع ضد شعبنا، والقيام بأشياء أخرى من هذا القبيل، لكن عليكم أن تعرفوا، أن لا سبب لفعل ذلك".
وطوّق المئات من أنصار خان منزله، ليل الأربعاء، لصدّ محاولات الشرطة من توقيف خان.
كما أظهر مقطع فيديو نشره حزب خان، وهو يحيّي عشرات الأشخاص داخل حديقة منزله، في حين يحتفل أنصاره في الخارج بانسحاب الشرطة.
وأظهرت مقاطع فيديو أخرى تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي - ونشرها إلى حد كبير حزب خان - أشخاص من أنصاره ملطخين بالدماء، وآخرين يسعون لتجنب الغاز المسيل للدموع.
ZAMAN PARK just now. pic.twitter.com/zJcvPVCXRf
— Ali Muhammad Khan (@Ali_MuhammadPTI) March 15, 2023
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين أنصار خان وعناصر الشرطة، ليل الثلاثاء الأربعاء، حيث أطلقوا الغاز المسيل للدموع، وتعرضوا للرشق بالحجارة من الحشود الغاضبة.
وقال خان لـ"فرانس برس" إنّ سبب هذا الإجراء ليس "لأنني انتهكت قانوناً"، مضيفاً: "يريدونني قابعاً في السجن حتى لا أتمكن من المشاركة في الانتخابات".
وتابع خان: "هذا الاعتقال بالقوة لا علاقة له بدولة القانون"، مندداً بـ"شريعة الغاب".
وكان خان قد دان، صباح اليوم، الطريقة "غير المسبوقة" التي تهاجم "بها الشرطة شعبنا ". وقال: "من الواضح أنّ طلب التوقيف لم يكن سوى مسرحية لأن الهدف الحقيقي هو الخطف والقتل".
وهذه هي المرة الثانية، هذا الشهر، التي يتم فيها إرسال الشرطة إلى منزل خان لتنفيذ مذكرة توقيف.
وكانت شبكة الميادين الإعلامية، قد حاورت خان ضمن برنامج "البعد الأقرب"، قبل يومين، تطرّق فيها إلى الحديث عن الواقع الباكستاني حالياً، وما تعانيه البلاد، بالإضافة إلى المؤامرة التي حيكَت ضده ومحاولة اغتياله، ومطالبة السفراء الأوروبيين له بإدانة العملية العسكرية الروسية، وغيرها من النقاط المهمة، المتعلقة بالوجود الأميركي والقضية الفلسطينية.
ووجّه عمران خان رسالة، عبر الميادين، دعا فيها إلى "تغيير طريقة الحكم في باكستان، وطريقة التعامل مع الاقتصاد، وإلى إعادة الهيكلة، وتحرير باكستان من براثن مجموعة صغيرة من النخبة الحاكمة، التي تضع يدها على جميع الموارد، ولا تسمح للبلاد بالنمو".
اقرأ أيضاً: برلمان باكستان يحجب الثقة عن خان.. ورئيسه: لا يمكنني المشاركة في المؤامرة
وأطيح برئيس الوزراء السابق عمران خان في نيسان/أبريل 2022، بموجب مذكرة لحجب الثقة، ويواجه مذاك عدة إجراءات قانونية، علماً أنه ما زال يحظى بشعبية كبيرة، ويأمل بالعودة إلى السلطة في الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وأكّد خان أنّه يواجه 77 دعوى قضائية بشأن السبب نفسه، مُذكِّراً باستمرار رفع دعاوى جديدة ضده، وآخرها تهمة التجديف وزرع الفتنة والإرهاب، مؤكداً أنّ المغزى هو إبعاده عن المشهد.