"بوليتيكو": سياسة ماكرون الجديدة تكافح.. فرنسا مشوّهة بعيون الأفارقة
ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، اليوم الإثنين، أنّه لا يمكن لفرنسا "أن تفوز ببساطة" في أفريقيا، لأن لا أحد في القارة سيصدّق أن عملها "نابع من حسن النية والحياد والشراكة والمحبة الأخوية".
وقالت إنّ العديد من الأفارقة "كانوا مشكّكين" عندما أخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقيدته الجديدة في جولة في الغابون وأنغولا وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تعدّ "مزيجاً انتقائياً" من المستعمرات الفرنسية والبلجيكية والبرتغالية السابقة، التي تتمتع بالإمكانات الاقتصادية، و"تتودّد إليها روسيا والصين، وكذلك أوروبا".
واعتبرت الصحيفة أنّ إعلان ماكرون عن تغيير جذري في العلاقات الفرنسية الأفريقية، "بدا مثل إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس" عن "نقطة تحوّل تاريخية" في سياسة برلين تجاه موسكو منذ الحرب في أوكرانيا.
ورأت أنّ فرنسا "تأمل في تجنب المزيد من الانسحابات القسرية" من الزوايا الاستراتيجية للقارة، وذلك من خلال "تقليص تواجدها العسكري دون التخلّي عن موطئ قدم رئيسي في السنغال وساحل العاج والغابون وجيبوتي".
كذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ "حشوداً صغيرة من المتظاهرين" المناهضين لفرنسا، في ليبرفيل وكينشاسا كانت "بمثابة تذكير لصورة فرنسا المشوّهة" بين العديد من الشباب الأفارقة، فضلاً عن "اتهامها بالتدخل السياسي".
ومن الأفضل، وفق "بوليتيكو"، أن تُنصَح فرنسا "بتوجيه جهودها"، بدلاً من ذلك، تحت راية الاتحاد الأوروبي "الأكثر قبولاً سياسياً"، والذي يبني شراكة شاملة تمّ تحديد مبادئها الرئيسية مع الاتحاد الأفريقي في قمة بروكسل في شباط/فبراير 2022، وفقاً للصحيفة.
وذكرت الصحيفة أنّ "الأفارقة يرون بوضوح" كيف أنّ الكتلة - بما في ذلك فرنسا - قد خصّصت المليارات في شكل مساعدات عسكرية ومالية لأوكرانيا، في حين أنّ دعم جهود السلام والأمن الأفريقية "كان مقيّداً" بدرجة أكبر.
كما أنّهم يرون كيف اكتسبت أوكرانيا، مكانة مرشح الاتحاد الأوروبي واحتلّت مركز الصدارة في كل قمة، بينما كان على أفريقيا "أن تكافح" لتأمين مساعدة متأخرة في شراء لقاحات "كوفيد-19"، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنّ الحرب في أوكرانيا "زادت من انعدام الأمن الغذائي وضغط أسعار الطاقة في القارة"، إذ يعتقد العديد من الأفارقة أنّ "أوروبا تبدو مهتمة بإلقاء اللوم على روسيا أكثر من مساعدتها".
وأشارت إلى أنّ استطلاعاً للرأي أجرته شركة "Odoxa"، أظهر أنّ 61% من الناخبين الفرنسيين يعتقدون أنّ فرنسا "يجب أن تبقى في أفريقيا" بسبب مصالحها الاقتصادية والأمنية، وكذلك للمساعدة في منع الهجرة الجماعية إلى أوروبا، كما أنّ أغلبية مماثلة "متشائمة بشأن العلاقات الفرنسية الأفريقية، تشك في قدرة ماكرون على بناء علاقة جديدة".