"شيخ الأسرى" الفلسطينيين حراً بعد 17 عاماً على اعتقاله
أفرجت سلطات الاحتلال، اليوم الإثنين، عن شيخ الأسرى الفلسطينيين، اللواء فؤاد الشوبكي (84 عاماً)، من سجن عسقلان، بعد اعتقال استمر 17 عاماً، بحسب ما ذكرت وكالة "معاً" الفلسطينية.
ويُعَدّ الأسير الشوبكي الأكبر سناً في سجون الاحتلال، ويُعاني مشكلات صحية مُزمنة.
مصادر محلية : "لحظة استقبال شيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي (83 عامًا) بعد 17 عامًا قضاها في سجون الاحتلال" pic.twitter.com/oUj8gFfZr1
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) March 13, 2023
وتداولت مواقع فلسطينية محلية مقاطع فيديو للشيخ المحرر وهو يرفع راية النصر.
وهنأت حركة "حماس" الشوبكي بتحرره عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال.
وقالت "حماس"، في تصريح صحافي، اليوم الإثنين: "إننا، إذ نهنئ المناضل الشوبكي وعائلته ومحبيه بالإفراج عنه، فإننا نجدّد العهد لأسرانا الأبطال أن تبقى قضيتهم في رأس أولوياتنا حتى تحريرهم من سجون الاحتلال".
وُلد الأسير فؤاد حجازي محمد الشوبكي، في 12 آذار/مارس 1940، في غزة في حي التّفاح، وحصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة. كما أنه سياسي وعسكري برتبة لواء، وأحد أعضاء حركة "فتح".
وكان الشوبكي مسؤولاً عن الإدارة المالية المركزية العسكرية في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتنقّل مع "فتح" بين الأردن ولبنان وسوريا وتونس.
اعتقله الاحتلال بتاريخ 14 آذار/مارس 2006، مع الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، بالإضافة إلى رفاقهما عاهد أبو غلمي، وحمدي قرعان، وباسل أسمر، ومجدي الريماوي، وياسر أبو تركي.
واتهمته "إسرائيل" بالوقوف خلف محاولة تهريب أسلحة إلى قطاع غزة تعود إلى عام 2002. ووجهت اتهامات إلى السلطة الفلسطينية في عهد الرئيس الفلسطيني حينذاك، ياسر عرفات، بالوقوف وراء محاولة التهريب هذه، واتُّهم الشوبكي، بصفته المسؤول المالي والعسكري في حركة فتح، بأنه العقل المدبّر للعملية.
وخضع اللواء الشوبكي فور اعتقاله للتحقيق بشأن ما عُرف بسفينة الأسلحة (كارين A)، التي اعترضتها "إسرائيل" في كانون الثاني/يناير 2002 في البحر الأحمر، بحيث اتُّهم بتمويلها. وتمّ اعتقاله من جانب السلطة في أيار/مايو من العام نفسه، ونُقل إلى سجن أريحا.
وحكمت عليه المحكمة العسكرية للاحتلال بالسَّجن مدّة 20 عاماً، ولاحقاً تمّ تخفيضها إلى 17 عاماً.
ولنفي تلك الاتهامات وتأكيد عدم وجود علاقة للسلطة الفلسطينية بالسفينة، وضع عرفات الشوبكي قيد الاعتقال في سجن في مدينة أريحا. وفي معتقله في أريحا، كان الشوبكي رهن مراقبة بريطانية أميركية.
وعقب وفاة عرفات في عام 2004، اجتاحت "إسرائيل" أريحا، واعتقلت الشوبكي، إلى جانب الأمين العام للجبهة الشعبية، أحمد سعدات، والذي كان معتقلاً أيضاً في السجن نفسه، مع مجموعة من الجبهة الشعبية، بتهمة "قتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي".
يُذكَر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت، في 5 تموز/يوليو 2022، الإفراج المبكّر عن الأسير اللواء فؤاد الشوبكي، وفق نادي الأسير.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، آنذاك، أنّ "الشوبكي يعاني سرطان البروستاتا، ومرضاً في عينيه ومعدته، وفي القلب، كما يعاني ارتفاعاً في ضغط الدم".
وسبق أن حاور الميادين نت نجل الشوبكي، الذي أفاد بأنّ والده يعاني قائمة طويلة من الأمراض، أخطرها سرطان البروستاتا. ونُقل إلى مستشفى الرملة أكثر من مرة، لكنه لا يتلقى علاجاً ملائماً من جانب الاحتلال. وبعد مماطلة استمرّت أعواماً، أجرى الاحتلال عملية جراحية في عينه في مستشفى "بزلاي".