باريس تمتلئ بالنفايات في ظلّ استمرار موجة الإضرابات
أثّرت الإضرابات الضخمة في باريس ضد إصلاح نظام التقاعد، هذا الأسبوع، في خدمات جمع القمامة في العاصمة الفرنسية، حيث توجد أكوام من النفايات في العديد من شوارع المدينة، بما في ذلك تلك القريبة من المعالم الأثرية مثل برج إيفل وقوس النصر.
وقالت متحدثة باسم مكتب عمدة باريس، إنّ "نحو 4400 طن من القمامة تنتظر جمعها"، مضيفةً أنّ "المشكلة تكمن في توقف محارق القمامة بسبب الإضرابات، إذ لم تتمكن شاحنات القمامة من التقاط النفايات في معظم أنحاء المدينة لأنه ليس لديها مكان لوضعها فيه".
وتأثرت الخدمات البلدية مثل جمع القمامة في باريس منذ يوم الثلاثاء، بعدما أدّت الإضرابات إلى إلغاء وتأخير رحلات جوية وقطارات، ومحاصرة مصافي النفط، وإغلاق المدارس، وتُرك الآلاف بدون كهرباء.
وكانت العاصمة الفرنسية هي الأكثر تضرراً، حيث غادر ما يقرب من 60% من معلمي المدارس الابتدائية، واضطر المترو المحلي إلى قطع الخدمة في جميع الأوقات باستثناء الأوقات الأكثر ازدحاماً.
وأثار تراكم القمامة في باريس مخاوف صحية بين الباريسيين والسياسيين المحليين. وقال عمدة الدائرة 17، جيفروي بولارد، في مقابلة مع شبكة "CNN"، إنّه طلب من عمدة باريس آن هيدالغو توظيف مزود خدمة خاص للتدخل، معرباً عن قلقه أيضاً بشأن انتشار الفئران والقوارض.
ويأتي ذلك على خلفية الاحتجاجات الحاشدة التي نُظّمت في جميع أنحاء فرنسا منذ 19 كانون الثاني/يناير، حيث خرج أكثر من مليون شخص عدة مرات للتعبير عن معارضتهم لخطة الحكومة لرفع سن التقاعد الرسمي لمعظم العمال كجزء من إصلاحات نظام التقاعد الحكومي، و"لجعل النظام مستقراً مالياً"، وفق حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.
ولأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، تتوحد النقابات العمالية في فرنسا للمشاركة في إضرابات وتظاهرات عبر كامل الأراضي الفرنسية، حيث ارتفع معدل التضخم في البلاد بنسبة 5.2% في 2022. ويصطدم المشروع وبنده الرئيسي المتمثل في رفع سن التقاعد إلى 64 عاماً بدلاً من 62 عاماً حالياً بجبهة نقابية موحدة، ورفض شعبي واسع، فيما يعد سنّ التقاعد في فرنسا من بين الأدنى بين سائر الدول الأوروبية.
وقد صدّق مجلس الشيوخ الفرنسي، ليل أمس، على هذا المشروع بموافقة 195 صوتاً ومعارضة 112، فيما امتنع 37 عن التصويت.