"وول ستريت جورنال": أميركا ليست جاهزة لصراع القوى العظمى
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ الولايات المتحدة ليست جاهزة بعد للتعامل مع حقبة جديدة من منافسة القوى العظمى ضد الصين وروسيا، لافتةً أن هناك عقبات كبيرة في الطريق.
واستشهدت الصحيفة برواية ضابط في سلاح الجو الأميركي، قال رداً على محاكاة لمناورات سابقة أجراهاً البنتاغون سرياً للسيطرة على بحر الصين الجنوبي: "حماقة مقدسة. سنخسر إذا قاتلنا بهذه الطريقة".
وروى الضابط، الذي صار ملازماً اليوم، أنّ "القوة الصاروخية الصينية المجهزة جيداً، أمطرت، خلال مناورات البنتاغون السرية للسيطرة على بحر الصين الجنوبي، القواعد والموانئ التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في المنطقة هناك، مما حوّل الطائرات المقاتلة والذخائر الأميركية إلى أطلال مشتعلة في غضون أيام".
وسرد الضابط في حينها، المشكلات التي يجب حلّها إذا كان للجيش فرصة لصد هجوم محتمل من الصين، موضحاً أنّه "لم تكن لديه فكرة عن كيفية حلها". وقال: "لقد أدهشني مدى السرعة التي تقدمت بها الصين، وكيف أصبحت عقائدنا القديمة حول الحرب بالية".
اقرأ أيضاً: "فورين أفيرز": لماذا تظل أميركا عالقة بالأحلام الزائفة للهيمنة
وبعد عقود من الحروب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، بدأت الولايات المتحدة حقبة جديدة في منافستها القوى العظمى مثل الصين وروسيا، بحسب "وول ستريت جورنال".
وعلى الرغم من ميزانية الدفاع السنوية التي ارتفعت إلى أكثر من 800 مليار دولار، فقد تأخر هذا التحول بسبب الانشغال بالحروب في العراق وأفغانستان، والسعي وراء الأسلحة الكبيرة التي لم تنجح، والمناقشات الداخلية للحكومة الأميركية حول الميزانيات، والخلاف حول إلحاح التهديد من بكين.
كذلك، استحوذت المخاوف المستمرة في الشرق الأوسط، وخاصة بشأن إيران، والحرب الروسية في أوكرانيا، على الاهتمام والموارد، وفقاً لمسؤولي وقادة الدفاع الأميركيين الحاليين والسابقين.
وبحسب الصحيفة، فإنّه في الولايات المتحدة، تكافح أحواض بناء السفن لإنتاج الغواصات التي تقول البحرية إنها تحتاجها لمواجهة الأسطول البحري الصيني الأكبر، كما يسارع مصممو الأسلحة للحاق بالصين وروسيا في تطوير صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.
بالتزامن، يكافح الجيش الأميركي لتحقيق أهداف التجنيد، ولا تزال خطط وضع المزيد من القوات في نطاق ضرب الصين قيد التنفيذ.
وتم رفع ميزانية البنتاغون السنوية للبحث والتطوير إلى 140 مليار دولار، وهو أعلى مستوى على الإطلاق، حيث يسعى الجيش إلى الحصول على أحدث التقنيات التي يأمل أن تمكّن الخدمات العسكرية من مشاركة بيانات الاستهداف على الفور، حتى تتمكن القوات الجوية والبرية والبحرية والفضائية الأميركية، التي تعمل على مدى آلاف الأميال، من العمل في انسجام تام، وهو تحدٍ حالي.
واعتبرت "وول ستريت جورنال" أنّ "العديد من أنظمة الأسلحة المتطورة التي يعتقد البنتاغون أنها ستميل ساحة المعركة لصالحه لن تكون جاهزة حتى عام 2030، مما يزيد من خطر إغراء الصين بالتصرف قبل أن تؤتي الجهود الأميركية ثمارها".
وقال كبير المتحدثين باسم وزارة الدفاع الأميركية، كريس ميجر، إنّ وزير الدفاع لويد أوستن يشرف بشكل مباشر على تنفيذ استراتيجية الدفاع الأميركية لمواجهة الصين، وإنّ طلب الإنفاق القادم للوزارة سيعزز هذا الجهد.
كما أكدت الصحيفة أنّ "الصراع مع الصين سيكون مختلفاً تماماً عن الحروب في الشرق الأوسط، حيث ستقاتل الولايات المتحدة مع قواعدها وموانئها الآسيوية التي تتعرض للهجوم، وستحتاج إلى دعم قواتها على طرق إمداد طويلة ويحتمل أن تكون ضعيفة".
في الوقت نفسه، ستخوض الولايات المتحدة وحلفاؤها حرب على جبهتين، في حال أعطى الصراع مع الصين روسيا الثقة لاتخاذ المزيد من الإجراءات في أوروبا الشرقية.
كما ذكرت "وول ستريت جورنال"، أن الصراع ضد روسيا والصين، يمكن أن يمتد العمل به إلى القطب الشمالي، حيث تتخلف الولايات المتحدة عن روسيا في كاسحات الجليد والموانئ.