وزير خارجية مالي للميادين: فرنسا قوّضت مؤسساتنا و"الناتو" عزز الإرهاب
قال وزير خارجية مالي، عبد الله ديوب، اليوم الإثنين، إنّ تدخّل "الناتو" في ليبيا ودعم بعض المجموعات الإرهابية، ساهم في تعزيز الإرهاب وتمدّده في مالي وكل الساحل الأفريقي.
وفي حديث إلى الميادين، أكّد ديوب أنّ مجموعاتٌ مِنَ الجاليةِ الماليةِ في ليبيا استفادَتْ من هذا التدخل لتحصُلَ على الدعمِ والمساعدةِ.
وأضاف أنّها انتقلت مُجدّداً إلى المناطقِ الشَماليةِ في مالي، وانضمت إليها مجموعاتٌ إرهابيةٌ، لتحتل ثُلُثَي أراضي مالي.
وأشار ديوب إلى أنّ غياب الاستقرارِ الناتجُ عن الإرهابِ لم يعد محصوراً فقط في شَمالِ مالي، بلِ اتّسعَتْ رُقعَتُهُ ليشمُلَ تقريباً كلَّ أنحاءِ البلادِ، كما تخطَّى الحدودَ الوطنيةَ ليتغَلغلَ في الدُولِ المجاورةِ وصولاً إلى خليجِ غينيا.
كيف تعيش #مالي اليوم على مستوى مواجهة الإرهاب في أراضيها، وبعض دول الساحل الأفريقي؟#مقابلة_مع وزير الخارجية في جمهوريّة مالي عبدالله ديوب.#أفريقيا @moussaassi pic.twitter.com/lDHi9j71Gl
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 6, 2023
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: القاعدة وداعش يزعزعان الاستقرار في مالي
ما هو الدور الذي أدّته فرنسا في مالي؟
وأوضح ديوب، في هذا السياق، أنّه بعد 10 سنوات على تمركز القوات الفرنسية في مالي، لَم يُهزَمِ الإرهابُ ولم يَجرِ احتواؤُهُ على أقلِّ تقديرْ، لافتاً إلى أنّ السلطاتِ الماليةَ تتحمّلُ جُزءاً منَ المسؤوليةِ.
وشدّد ديوب على أنّ فرنسا لم تُظهر حسن نية في مبادرتها ولم تدعم دولة مالي ووحدة أراضيها، بل تدخلت في شؤونها الداخلية.
وأضاف أنّ النموذج الذي أرسته التجرِبةُ الدَوليةُ الفرنسيةُ لم يهدف إلى تعزيز قدرات الشعب المالي، ما أدّى إلى تقويض الجيش والمؤسسات.
#فرنسا أتت إلى #مالي بحجّة محاربة الإرهاب منذ عام 2013، لكنّه تفاقم.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 6, 2023
هل أخطأت فرنسا في حربها؟ أم أنها لم تحارب الإرهاب أصلاً؟#مقابلة_مع وزير الخارجيّة في جمهوريّة مالي عبدالله ديوب.#أفريقيا @moussaassi pic.twitter.com/veYeRIPHPs
اقرأ أيضاً: مالي: فرنسا تقوم بممارسات استعمارية.. ولدينا علاقات مثمرة بروسيا
مالي تبدّل استراتيجيتها العسكرية
وبشأن مغادرة فرنسا للأراضي المالية، بيّن ديوب أنّ فرنسا قررت مغادرة مالي ولم تُطرد منها، مضيفاً أنّه يمكِنُ العودةُ إلى التصريحاتِ الفرنسيةِ الرسميةِ والتي أُعلن فيها توقُّفَ العملياتِ العسكريةِ معَ الجيشِ المالِي وإنهاءَ عمليةِ برخان.
واعتبر ديوب أنَّ هذا الخيارَ اتُّخِذَ مِن أجلِ "معاقبةِ السلطاتِ الماليةِ التي قرّرتْ تغييرَ الإستراتيجيّةِ العسكريةِ التي تعتمدُها، واستبدالَ شريكِها الإستراتيجِيِّ".
"#فرنسا قررت مغادرة #مالي ولم تطرد منها"#مقابلة_مع وزير الخارجيّة في جمهورية مالي عبدالله ديوب.#أفريقيا @moussaassi pic.twitter.com/6l28nrHwAl
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 6, 2023
اقرأ أيضاً: ماكرون يعلن رسمياً انتهاء عملية "برخان" في الساحل الأفريقي
الأفارقة قادرون على إدارة أوطانهم
وبحسب ديوب، حان الوقت لكي تدرك فرنسا وكل الشركاء أنّ للأفارقة القدرة على إدارة أوطانهم واختيار شركائهم تماهياً مع مصلحتهم.
وذكر أنّ أفريقيا منفتحة على الشراكة مع العالم أجمع، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة شريكٌ مهم لكن عليها أن تأخذ بعين الاعتبار مصالح وسيادة الدول الأفريقية.
"حان الوقت لكي تُدرك #فرنسا وكل الشركاء أنّ للأفارقة القدرة على إدارة أوطانهم واختيار شركائهم"#مقابلة_مع وزير الخارجيّة في جمهوريّة #مالي عبدالله ديوب.#أفريقيا @moussaassi pic.twitter.com/EYEE8HtRAz
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 6, 2023
الشراكةِ الاستراتيجيةِ معَ روسيا
وأكّد ديوب للميادين أنّ روسيا شريك استراتيجي، إذ زوّدت مالي بما طلبته من تجهيزات عسكرية في إطار مواجهتها الجماعاتِ المتطرّفةِ كَتنظيمي "داعش" و"القاعدة".
وأضاف أنّ هذه التجهيزات لا تقع تحتَ إطارِ القروضِ أوِ الهِباتِ، بَلِ تمَّ دَفعُ ثمَنِها نَقداً على حِسابِ الميزانيّةِ العامّةِ للدولة.
ولفت ديوب إلى أنّ مالي حاوَلْت الحصولَ على معَدّاتٍ عسكريةٍ مِن أوروبا والولايات المتحدة والكثيرِ مِنَ البُلدانِ الغربيّةِ، لكنّها لم تنجح بسبب الوجودِ الفِعليِّ للبيروقراطية في هذه البلدان.
"#روسيا شريك استراتيجي، وزوّدتنا تجهيزات عسكريّة وكانت نتيجة مواجهة الإرهابيّين مشجّعة"#مقابلة_مع وزير الخارجيّة في جمهوريّة #مالي عبدالله ديوب.#أفريقيا @moussaassi pic.twitter.com/oKUHr03fkW
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 6, 2023