غروسي يقدّم تقريره عن التعاون مع إيران أمام مجلس المحافطين في فيينا
أفاد موفد الميادين إلى فيينا، اليوم الاثنين، بأنّ مدير عام وكالة الطاقة الدولية رافائيل غروسي قدّم تقريره عن زيارة إيران ولقاء المسؤولين فيها أمام اجتماع مجلس المحافطين.
وقال غروسي، في تقريره، إنّ إيران "وافقت، بعد المناقشات، على السماح للوكالة بالمضي قدماً في إجراءات المراقبة والتحقق الإضافية التي لا غنى عنها للوكالة في أداء مهمتها".
ووصف غروسي قرار إيران بالسماح للوكالة في المضي قدماً بالتفتيش بأنّه "مهم للغاية"، لأنّه "سيسمح للوكالة بالبدء في إنشاء خط أساس جديد ضروري في حالة استئناف إيران تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة".
ورحّب مدير عام وكالة الطاقة الدولية بتأكيدات إيران رفيعة المستوى بأنّها على استعداد لتنفيذ المزيد من أنشطة التحقق والرصد المناسبة والتعاون مع الوكالة لحل قضايا الضمانات المعلقة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمواقع الثلاثة غير المعلنة التي وجدت الوكالة فيها آثاراً لجزيئات اليورانيوم.
وقال غروسي إنّه يتطلع الآن إلى متابعة المناقشات الفنية والتنفيذ الفوري والكامل للتأكيدات الإيرانية، مشيراً إلى "بدء مناقشات فنية بين إيران ووكالة الطاقة لتوضيح مسألة الجزئيات من اليورانيوم عالي التخصيب (84%) التي عُثر عليها في منشأة فوردو".
اقرأ أيضاً: غروسي يتحدث عن "آمال عظيمة" في التعاون مع إيران بشأن البرنامج النووي
وفي السياق، أكّد المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف للميادين أنّ بلاده "تشجع على أن تكون العلاقات جيدة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
يأتي ذلك بعدما قدّم المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي إيضاحات بشأن نتائج المحادثات التي جرت مع غروسي خلال زيارته لطهران.
وردّ كمالوندي على بعض الأخبار بشأن الاتفاق مع الوكالة للوصول إلى 3 مواقع مزعومة بناءً على طلب الوكالة، قائلاً إنّه "لم يجرِ أي نقاش حول حجم الوصول إلى الأماكن الثلاثة المطروحة"، ومشيراً إلى أنّ "الوكالة لم تقدّم مثل هذا الطلب حتى الآن".
ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران مطلع شهر آذار/مارس الجاري لإجراء مناقشات بشأن برنامج إيران النووي. والتقى غروسي خلال الزيارة رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وأشار بيان مشترك صدر عن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء السبت، بعد لقاء رئيسي وغروسي، إلى أنّ المحادثات ركّزت على "أهمية اتخاذ خطوات لتعاون أوسع من أجل تسريع حلّ قضايا الضمانات المتبقية بطريقة ملائمة".
وأضاف أنّ إيران ستسمح بإجراء مزيد من "أنشطة التحقق والمراقبة من جانب مفتشي الوكالة الدولية"، مشدداً على أنّ إيران والوكالة توصلتا إلى اتفاق "على مواصلة التعاون، مع مراعاة حقوق طهران، على أساس اتفاقات الضمانات الشاملة".
وأعلنت إيران، وفق البيان، استعدادها "لحل القضايا الفنية العالقة بشأن المنشآت الثلاث (نتانز وفوردو وأراك)"، ولفت البيان إلى أن كِلا الجانبين يعتقد أنّ "هذه التفاعلات الإيجابية يمكن أن تمهد الطريق لاتفاقيات أوسع بين الدول الأعضاء".
وبحسب البيان، ستسمح إيران طوعاً للوكالة "بأن تزيد في إجراءات المراقبة والتحقيق، وسيتم الاتفاق على كيفية تنفيذها قريباً عبر اجتماع في طهران".
وقلصت إيران برنامجها النووي، بموجب اتفاق وقعته مع ست قوى عالمية كبرى، مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عليها. لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات قاسية في 2018، لتبدأ إيران بتخفيف التزاماتها النووية رداً على ذلك.