لإقناعها بأهمية الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.. سوناك في إيرلندا الشمالية
زار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إيرلندا الشمالية، اليوم الثلاثاء، لإقناع الأطراف المختلفة بالاتفاق "التاريخي" الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي حول التجارة في مرحلة ما بعد "بريكست".
وتم التوصل إلى الاتفاق خلال اجتماع عقده سوناك، أمس الإثنين، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في ويندسور قرب لندن.
ويأتي الاتفاق بعد محادثات مضنية استمرّت أكثر من عام حول "بروتوكول إيرلندا الشمالية" الذي أثار توتّراً في المقاطعة بعد 25 عاماً على اتفاق سلام تاريخي وضع حدّاً لنزاع مسلّح استمرّ ثلاثة عقود.
ويحكم بروتوكول إيرلندا الشمالية الموقّع في كانون الثاني/يناير 2020 انتقال السلع بين هذه المقاطعة البريطانية وبقية مناطق المملكة المتّحدة. وإيرلندا الشمالية هي المنطقة البريطانية الوحيدة التي لها حدود برّية مع الاتحاد الأوروبي.
لكن رغم أن هذا التعديل حظي بترحيب واسع، ينبغي أن يحصل على دعم الوحدويين، وهو أمر ضروري من أجل استئناف تقاسم السلطة في المقاطعة.
ويعارض الحزب الوحدوي الديمقراطي، أكبر الأحزاب الموالية للمملكة المتحدة في إيرلندا الشمالية، البروتوكول ويرفض منذ عام الانخراط في حكومة ائتلافية في بلفاست.
وقال سوناك إنّ هذا الاتفاق "سيحدث فرقاً إيجابياً كبيرا، وسيستجيب لكل اهتمامات الناس". وأضاف من دون تسمية الحزب الوحدوي "لذلك، آمل الآن أن يروا ذلك وأن يجدوا طريقة للالتقاء".
وبعد اتصال هاتفي أجرته مع سوناك، دعت ميشيل أونيل زعيمة حزب "شين فين" في إيرلندا الشمالية (الأغلبية البرلمانية المحلية) في تغريدة إلى "الحفاظ على الزخم"، معتبرة أنّ "الأولوية الآن تكمن في جعل المؤسسات المحلية في حالة عمل بدون تأخير".
ولكن عبر إشادته بالمكانة الفريدة لإيرلندا الشمالية، في السوق الموحدة البريطانية والأوروبية على السواء، فإن رئيس الحكومة قد أثار سخرية مناهضي بريكست، في حين أن الوفاء بوعود مغادرة الاتحاد الأوروبي لم يتحقق.
وإذ يتعين عرض النص على النواب، واصل رئيس الوزراء البريطاني الترويج لاتفاقه الثلاثاء أمام نواب الغالبية، على أمل تبديد أي انتقادات داخلية محتملة.
وأكد وزير الدولة لشؤون إيرلندا الشمالية ستيف بيكر، المشكك في الاتحاد الأوروبي، أنه لا يرى "كيف يمكننا الحصول على اتفاق أفضل"، مضيفاً: "الآن لننتظر ونر ما إذا كان الحزب الوحدوي الديمقراطي سيوافق".
واعتبر زعيم الحزب الوحدوي الديمقراطي جيفري دونالدسون، اليوم الثلاثاء، أنّ الاتفاق "يرد في جزء منه على المخاوف"، ولكن "لا تزال هناك قضايا نواصل مناقشتها مع الحكومة وسنأخذ وقتنا" لدراسته.