أطفال يموتون وآخرون تجمّدوا من البرد في أفغانستان
تتعرّض أفغانستان في هذه الأيام لشتاء وصفه المسؤولون الأفغان ومسؤولو مجموعات الإغاثة بأنه "الأقسى" منذ أكثر من عقد، حيث ضرب ملايين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أزمة إنسانية.
ووفقاً للسلطات الأفغانية، توفي ما لا يقل عن 166 شخصاً بسبب انخفاض درجات الحرارة، وهلك أكثر من 225.000 رأس من الماشية من البرد وحده، هذا الشتاء.
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، تطرّقت إلى هذا الموضوع في تقرير لها، وأكّدت أنّ هذا لا يأخذ في الاعتبار الخسائر البشرية الهائلة والمتزايدة من سوء التغذية والأمراض والإصابات غير المعالجة، حيث تعرّضت العيادات والمستشفيات في جميع أنحاء البلاد لضغوط.
وكذلك أضافت الصحيفة، أنّ أفغانستان عانت من الكوارث الطبيعية واليأس الاقتصادي لعقود، إلا أن درجات الحرارة القاسية هذا الشتاء تأتي في لحظة صعبة للغاية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنّه في أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر، منعت إدارة حركة طالبان النساء من العمل في معظم منظمات الإغاثة المحلية والدولية، مما دفع الكثيرين إلى تعليق العمليات، وقطع شريان الحياة عن المجتمعات التي تعتمد على المساعدات.
الجدير ذكره، أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا العام الماضي، المجتمع الدولي إلى إنهاء ما وصفها بـ"دوامة الموت" التي تهدد الاقتصاد الأفغاني.
كما قالت الأمم المتحدة، في تقرير آخر، إنّ أفغانستان على شفير الانهيار الاقتصادي، مع حاجة أكثر من 24 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية من أجل البقاء.
وتأتي هذه الأحداث، في وقت تشهد أفغانستان أزمة اقتصادية حادة، منذ تولي حركة "طالبان" السلطة، في آب/أغسطس الماضي، مع انسحاب قوات دولية تقودها الولايات المتحدة من البلاد، بعد حرب دامت نحو 20 عاماً، تسببت في وقوع آلاف القتلى، وتدمير البنى التحتية، وفوضى عارمة على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية كافة، لا تزال تعاني منها البلاد.