بعد عزلها عن أوروبا.. منتجات النفط الروسية تتدفّق إلى دول شمال أفريقيا
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّه "مع عزل روسيا عن السوق الأوروبية، تقدمت دول شمال أفريقيا لتصبح المشتري الشره للديزل الروسي ومنتجات النفط المكررة الأخرى".
وأضافت الصحيفة أنّ "هذا الارتفاع في التجارة، قدّم نوعاً ما شريان حياة لموسكو، لأنه يوفر تدفقاً جديداً للإيرادات"، لكنّه "أثار أيضاً مخاوف بشأن تقويض الجهود الغربية للتخلي عن الاعتماد على النفط الروسي".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "الدول الأوروبية، قلّصت نحو 60% من صادرات المنتجات النفطية الروسية المكررة، في الأشهر الأخيرة، وفرضت عقوبات على النفط الروسي"، ما دفع موسكو، وفق الصحيفة، إلى "إعادة توجيه صادراتها النفطية بعيداً عن أوروبا إلى أسواق بديلة".
ولذلك، سعت الدول في شمال أفريقيا مثل المغرب إلى انتهاز هذه الفرصة، إذ ارتفعت واردات المغرب من الديزل الروسي، التي بلغت نحو 600.000 برميل في عام 2021، إلى 2 مليون برميل في يناير/كانون الثاني 2023، مع توقع وصول ما لا يقل عن 1.2 مليون برميل أخرى إلى البلاد في شباط/فبراير، وفق "وول ستريت جورنال".
اقرأ أيضاً: بوتين: روسيا والدول الأفريقية تستطيع تعزيز الأمن والاستقرار في العالم
كما شهدت الجزائر ومصر ارتفاعاً طفيفاً في واردات النفط الروسي. وكذلك تونس التي لم تستورد في العام 2021 النفط الروسي، إلا أنها عملت في الأشهر الأخيرة على زيادة الواردات من روسيا بشكل ملحوظ، حيث استحوذت البلاد على 2.8 مليون برميل من منتجات النفط الروسية في كانون الثاني/يناير، ومن المتوقع أن تستورد 3.1 ملايين برميل أخرى هذا الشهر.
وفي السياق، لفتت "وول ستريت جورنال" إلى أنّ "حجم الواردات لهذه الدول يفوق حجم حاجتها، أي الاستهلاك المحلي".
وتوقّع كبير محللي النفط في كيبلرفيكتور كاتونا أن تعود بعض المنتجات الروسية إلى أوروبا، إذ إنّ الكميات التي تستوردها دول شمال أفريقيا أكبر من أن تتحمّلها بمفردها.
وبيّنت الصحيفة أنّ "المغرب مثلاً، الذي ليس لديه سجل سابق في أي صادرات كبيرة من الديزل، شحن الشهر الماضي حمولة 280 ألف برميل من الديزل إلى جزر الكناري الإسبانية، وشحنة أخرى بلغت 270 ألف برميل إلى تركيا، تزامنت مع تدفق الديزل الروسي إلى المغرب".
الجدير ذكره، أنّ سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، ورئيس أمانة منتدى الشراكة الروسية الأفريقية أوليغ أزوروف، صرّح في وقتٍ سابق، بأن بلاده لديها العديد من الفرص في مجال النفط والغاز لتطوير العلاقات مع أفريقيا.
وأعرب سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، عن امتنان موسكو للبلدان الأفريقية على سياستها المتوازنة تجاه روسيا.
وكان أزوروف قد صرّح بأنّ بلاده تتفاوض مع العديد من البلدان الأفريقية بشأن تحويل التجارة إلى العملات الوطنية، واصفاً ذلك بـ"العملية المعقدة"، التي تتطلب اتخاذ القرار من قبل كل من السلطات التنظيمية الروسية والأفريقية.
ومن المقرر عقد القمّة الروسية الأفريقية الثانية في تموز/يوليو 2023، وستعقد في سان بطرسبرغ. أمّا القمة الأولى فانعقدت في العام 2019 في سوتشي بمشاركة رؤساء معظم الدول الأفريقية.