هجمات "داعش" تصاعدت في العراق مؤخراً.. ما الأسباب والدلائل؟
تصاعدت حدّة هجمات تنظيم "داعش" في العراق خلال الفترة الأخيرة، قياساً بالأشهر الماضية، وخصوصاً بعد استهداف قوات الأمن في كركوك شمالي البلاد، وفي منطقة الطارمية شمالي العاصمة بغداد، قبل أيام قليلة، بحيث أدّت هذه الهجمات إلى مقتل وإصابة عدد من أفراد الجيش العراقي.
وأكّد الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، صباح النعمان، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أنّ الهجمات الأخيرة "هي مجرد رسائل من التنظيم الإرهابي لكسب الودّ من الداخل، والدعم والتمويل من الخارج".
وقال النعمان إنّ "تنظيم داعش لجأ إلى حرب العصابات ومحاولة القيام بعميات استنزاف للقوات الأمنية"، انطلاقاً من أن حرب العصابات هي "حرب صعبة وتكون عملياتها سريعة ومباغتة"، وتتطلب من القوات الأمنية أن تكون على استعداد عالٍ وجهد استخباري.
وأضاف أن "منطقة الطارمية منطقة زراعية، وهذه المنطقة تمتد إلى أطراف ديالى، وإلى مناطق صلاح الدين، الأمر الذي يعني أنّ هذه المناطق هي مناطق مفتوحة، ومن المناطق التي يسهل فيها اختفاء العدو".
اقرأ أيضاً: في عملية أمنية خارج الحدود.. الاستخبارات العراقية تحبط مخططاً إرهابياً لـ"داعش"
وبالتالي، "يلجأ داعش إلى القيام بهذه العمليات في هذه المناطق بهدف إثبات وجوده أولاً، ومن أجل كسب تعاطف القاعدة الشعبية، التي فقدها بعد دحره وهزيمته في العراق "، وفق النعمان.
وأكّد النعمان أنّ "هذا الواقع يتطلب من القوات الأمنية مواصلة عمليات الملاحقة وعمليات الضغط والتفتيش، التي تقوم بها في كل فترة".
وبيّن أنّ "الحرب ضد التنظيمات الإرهابية يجب أن تمتاز بتغيير التكتيكات وتغيير الأساليب"، مشيراً إلى أنّ "الحرب حالياً هي حرب استخبارية أكثر من أن تكون حرباً مكانية، لأنّ داعش الموجود لا يملك قوات كبيرة ومعلومة الأماكن، بل لديه مجموعات أو مفارز عصابات متفرقة، لا تتجاوز 4 أو 5 عناصر، في مناطق بعيدة عن المدن".
وبشأن أعداد "داعش" في العراق حالياً، أوضح الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق أنّه "ليس هناك إحصاء محدد".
اقرأ أيضاً: الجيش العراقي يكشف عدد إرهابيي "داعش" داخل البلاد
وأوضح أنّ "كل عناصر داعش في العراق هم من العراقيين، ويتحركون في مناطقهم المحلية"، مؤكّداً "التنسيق بين القوات الأمنية وسكان هذه المناطق من أجل تعزيز الجهد الاستخباري".
وبشأن إذا كان لدى جهاز مكافحة الإرهاب العراقي معلومات عن الزعيم الجديد للتنظيم الإرهابي، قال النعمان إنّ "هناك معلومات لدى الجهاز، لكن ليس من الصواب الكشف عنها حالياً".
وأفاد بأنّ الجهاز "يملك الاسم الكامل للزعيم الجديد للتنظيم، ويعمل على متابعة تحركاته"، لافتاً إلى أنّ "المعلومات العامة تشير إلى أنّه هو نفسه الذي يسمى القرشي الهاشمي".
ووفقاً له، فإنّ التنظيم "يحاول حالياً أن يذكر أكثر من اسم"، مشيراً إلى "اختلاف ما يسمى مجلس شورى المجاهدين على التسمية".
وأعلن العراق، في كانون الأول/ديسمبر 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش"، بعد نحو 3 أعوام ونصف عام من المواجهات مع التنظيم الإرهابي، الذي احتل نحو ثلث البلاد.