النيجيريون يستعدون للتوجه إلى صناديق الاقتراع.. ماذا في التفاصيل؟
يستعد النيجيريون للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم السبت المقبل للمشاركة في انتخابات رئاسية تاريخية في أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان. ويُعد هذا السّباق الانتخابي الأكثر انفتاحاً والأكثر تنافساً، مع وجود مرشح من حزب ثالث يتنافس مع المرشحين من الحزبين السياسيين الرئيسيين في نيجيريا.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، غذّت إحباطات الشّباب على وجه الخصوص - أكثر من 40% منهم عاطلون من العمل أو عاطلون من العمل جزئياً - صعود مرشح الطرف الثالث بيتر أوبي، على الرغم من الثروات النفطية الهائلة في أكبر اقتصاد في أفريقيا.
وأضافت: "على الرغم من أن بعض استطلاعات الرأي وضعت أوبي في المقدمة، فإن المحللين يحذرون من أنه يواجه منافسة شديدة مع المخضرمين السياسيين بولا أحمد تينوبو وأتيكو أبو بكر؛ المرشحين اللذين يمثلان الحزبين الرئيسيين في نيجيريا، علماً أنهما يعملان في الحقل السياسي منذ عقود، ولديهما قواعد قوية وآلات ضخمة لجمع التبرعات".
من هم المرشحون الرئيسيون؟
بولا أحمد تينوبو (70 عاماً) شغل منصب حاكم لاغوس منذ عام 1999 حتى عام 2007، ويمثل حزب كل التقدميين الحاكم. وبعد عقود من عمله صانع ملوك في السياسة النيجيرية، يعمل تينوبو على شعار "حان دوري"، ويحظى بدعم قوي غالباً في منطقة جنوب غرب نيجيريا.
أما أتيكو أبو بكر (76 عاماً)، فقد كان نائب الرئيس منذ عام 1999 إلى 2007، وهو يخوض حالياً سادس محاولة له والأخيرة على الأرجح للرئاسة. ويتمتع رجل الأعمال البارز الذي يمثل حزب الشعب الديمقراطي بقاعدة قوية في الشمال المكتظ بالسكان.
بيتر أوبي (61 عاماً) شغل منصب حاكم ولاية أنامبرا الجنوبية الشرقية منذ عام 2007 إلى عام 2014، وهو يعمل مع حزب العمال الصغير. ويقوم رجل الأعمال المليونير بحملة كمصلح يتمتع بسمعة طيبة في الشؤون المالية، ويحظى بشعبية في وسائل التواصل الاجتماعي وين الشباب.
ما الذي يسيطر على الانتخابات؟
اعتبرت الصحيفة أن الموضوع الاقتصادي "نقاش كبير" داخل الانتخابات، بعدما شهدت البلاد ركودين خلال 5 سنوات وتضخماً متصاعداً ونقصاً حاداً في السيولة النقدية. وعلى الرغم من كونها من أكبر مصدري النفط في أفريقيا، فإنّ قرار إنهاء دعم مادة البنزين، الذي كلّف 10 مليارات دولار عام 2022، هو نقطة خلاف أساسية.
هل العرق والدين مشكلة كبيرة؟
وفي بلد متنوع متعدد الأعراق ينقسم بين الشمال الذي يغلب عليه المسلمون والجنوب الذي تسكنه أغلبية مسيحية، هناك اتفاق غير مكتوب بين الأحزاب السياسية الرئيسية لضمان التناوب على الرئاسة بين المرشحين من الشمال والجنوب ومن كلا الديانتين.
هل ينجح أوبي في إحداث اختراق؟
وبحسب توقعات الصحيفة، إذا فاز أوبي بالمنصب الأعلى، فستكون هذه لحظة هائلة في السّياسة النيجيرية، باعتبار أن المصرفي السابق يتمتع بشعبية خاصة بين الشباب. وقد شبّه بعض المراقبين الدوليين أوبي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لانفصاله عن الحزبين السياسيين التقليديين وصياغة طريق ثالث.
وقد تورط أيضاً في تحقيق "Pandora Papers"، الذي كشف عن القادة السياسيين العالميين الذين استخدموا أنظمة خارجية واسعة وسرية لإخفاء مليارات الدولارات من سلطات الضرائب والدائنين.
ما هي عتبة الفوز؟ ومتى تعلن النتائج؟
ووفقاً للقانون، يحصل المرشح الفائز على أغلبية الأصوات أو على 25% من الأصوات في ما لا يقل عن ثلثي ولايات نيجيريا البالغ عددها 36 ولاية. وتمتد الرئاسة 4 سنوات، ويتم الإعلان عن النتيجة عادةً ما بين 3 و5 أيام بعد انتهاء التصويت.
وما لم يكن هناك مرشح أول، يمكن الانتقال إلى جولة الإعادة بين أكبر مرشحين في غضون 21 يوماً. وستجري الانتخابات لمعظم حكام الولايات وأعضاء مجالس النواب في الولاية في 11 آذار/مارس.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، تشهد البلاد حالياً فوضى، وذلك منذ أن أعلنت السلطات استبدال الأوراق النقدية بجيل جديد من القطع النقدية، إضافة إلى نقص حاد في الوقود.
ومنذ نهاية الحكم العسكري في عام 1999، اتسمت الانتخابات في نيجيريا بالعنف أو شراء الأصوات أو بمشكلات لوجستية.
وتؤدي ولاية كانو (شمال غرب البلاد) منذ فترة طويلة دوراً مهماً فيها. وقد كان لها تأثير كبير في انتخاب الرئيس بخاري في 2015 وإعادة انتخابه في 2019، لكن الشعور بالإحباط يتزايد في المدينة، وهي ثاني أكبر مركز تجاري في البلاد، والمركز التجاري الرئيسي في الشمال المسلم.
ومع أنّ نيجيريا هي دولة كبيرة منتجة للنفط، لكنها ما زالت تستورد الوقود وتعاني باستمرار من النقص فيه.