"فورين بوليسي": الردع الأميركي في أوكرانيا فشل
رأت صحيفة "فورين بوليسي" إنّ الردع الأميركي حيال روسيا في أوكرانيا قد فشل، رغم تزويد حلفاء كييف الغربيين الجيش الأوكراني بصواريخ "جافلين" و"ستينغر" ومدفعية صاروخية، ومؤخراً، بالدبابات الحديثة.
ووفق التقرير، لم يفعل المجتمع الدولي الكثير عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها عام 2014، ويشير رد فعل واشنطن الصامت، إلى عدم استعدادها لتحمّل أي تكاليف لمنع موسكو من فعل ما تريد.
وبعد دخول روسيا إلى جورجيا عام 2008، نقلت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الجنود الجورجيين الذين يخدمون في العراق جواً إلى جورجيا للقتال، وقدمت حزمة مساعدات إنسانية، لكنها رفضت رفضاً قاطعاً تزويد جورجيا بمساعدة عسكرية مثل الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ الدفاع الجوي، كما امتنعت عن تنفيذ عقوبات اقتصادية ضد روسيا.
وذكّرت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة لم تفعل الكثير لمنع الحرب بين روسيا وأوكرانيا عام 2014 أو الرد عليها، ورفض البيت الأبيض وقتها الدعوات لتقديم أي شكل من أشكال المساعدة إلى الأوكرانيين، بينما اعتمدت الإدارة على فرض عقوبات لتغيير، ما سمّوه "السلوك الروسي".
وبحسب الصحيفة، لم يختلف نهج الرئيس دونالد ترامب كثيراً عن الإدارتين السابقتين. ففي 2019، عندما طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ترامب المزيد من صواريخ "جافلين"، اعترض وأوقف تسليم ما يقرب من 400 مليون دولار من المساعدات، ما لم يوافق زيلينسكي على التحقيق مع جو بايدن كنائب للرئيس الأميركي السابق باراك أوباماـ، وخصمه في انتخابات 2020 .
وما زاد من إضعاف موقف الردع الأميركي، هو بدء ترامب التشكيك في التزام الولايات المتحدة بـ"الناتو". وأضافت الصحيفة: "الأسوأ من ذلك، هو حين استخدم ترامب، في 2018، أساليب قاسية بعدما هدّد صراحةً الدول الأعضاء بأنه لن يساعدهم في حالة وقوع هجوم روسي ما لم يدفعوا الأموال". كما وصف ترامب "الناتو" بأنه حلف "عفا عليه الزمن".
واختتم التقرير أنّ قادة الولايات المتحدة من الجمهوريين والديمقراطيين اختاروا تجنب الردع خوفاً من تصعيد الصراع، ليجدوا أنفسهم فيما بعد "يصعدون دعمهم باستمرار بمجرد بدء الصراع".
يأتي هذا التقرير بالتزامن مع زيارة مفاجئة قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كييف اليوم الإثنين 20 شباط/فبراير، التقى خلالها نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأعلن بايدن بعد وصوله إلى كييف تزويد أوكرانيا بحزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 500 مليون دولار، مؤكداً دعمها عسكرياً بالذخيرة المدفعية والأنظمة المضادة للدروع ورادارات المراقبة الجوية.
وقال بايدن للمستشارين، إنّه أراد من خلال زيارة كييف في هذه الأيام أن يُظهر للحلفاء، أن إدارته لا تزال ملتزمة بتقديم الدعم لأوكرانيا، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز".