"ذا إنترسبت" عن شراكة "غوغل" مع "أرامكو": قذرة ومدمّرة للمناخ
تحدثت صحيفة "ذا إنترسبت"، عن التزام شركة "غوغل" التكنولوجية بحماية البيئة ومكافحة تغيّر المناخ، مقابل شراكتها مع شركة "أرامكو" النفطية، والانتقادات التي تطال "غوغل" في إثر ذلك.
وكانت "غوغل" قد أعلنت التزامها بحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ، وأومأ الرئيس التنفيذي للشركة ساندر بيتشاي حين سُئل عن "مستقبل خالٍ من الكربون"، وحدد خطة لمعالجة انبعاثات الشركة بإلحاح كبير.
وقال بيتشاي: "يجب على العالم أن يتحرك الآن إذا أردنا تجنب أسوأ عواقب تغير المناخ"، وهذا يعني التخلص التدريجي من استخدام "غوغل"، للوقود الأحفوري لصالح الطاقة النظيفة والمتجددة.
لكن بعد شهرين، أعلنت "غوغل" أنها دخلت في شراكة مع شركة "أرامكو" السعودية.
ويؤكد عملاق الإنترنت أنّ المشروع المشترك مع "أرامكو" - أحد أكثر منتجي النفط والغاز في تاريخ البشرية - "أخضر تماماً"، لكن النقاد يتساءلون عما إذا كان من الممكن العمل في شركة طاقة تعمل بالوقود الأحفوري من دون التواطؤ في أعمالها القذرة تجاه البيئة.
وبدأت "غوغل" بعد هذه الانتقادات بتنظيف سمعتها، حيث سارع توماس كوريان، رئيس قسم الحوسبة السحابية، لنفي الانتقادات بشأن "النفاق المناخي" لغوغل. وقال: "صحيح أن غوغل تعمل مع كبار شركات النفط، ولكن للأجزاء النظيفة بيئياً أو الخضراء من هذه الشركات"، مضيفاً: "لقد قلنا ذلك مراراً وتكراراً إننا لا نعمل مع قسم النفط والغاز داخل أرامكو".
لكن بالتزامن مع نفي "غوعل"، تستخدم "أرامكو"، "Google Cloud"، في عمليات نقل غاز الميثان بشكل أكثر كفاءة، حيث ابتكر فريق من ستة علماء بيانات النفط والغاز في "أرامكو"، طريقة لاستخدام ميزات التعلم الآلي في "Google Cloud"، لاكتشاف وإصلاح التسريبات في خطوط أنابيب غاز الميثان.
من جهته، دافع المتحدث باسم "غوغل"، عن التعاون كوسيلة لمساعدة أرامكو على "حماية البيئة"، لكن عمل "غوغل" مع مصدر تاريخي عالمي للوقود الهيدروكربوني بينما تدافع عن "مستقبل خال من الكربون" بات أمراً مثيراً للجدل، وفق "ذا إنترسبت"
وذكر الموقع، أنّ المشروع المشترك بين أرامكو و"غوغل" سيكون مربحاً، حيث سيجلب خدمات الحوسبة السحابية المتطورة من "غوغل" إلى السعودية، وهي سوق تقدّر بنحو 10 مليارات دولار. وهذا أمر معلن على موقع "أرامكو" الإلكتروني.
ورأت أنّ "ادعاءات غوغل بأنها تساعد أرامكو على إزالة الكربون معقدة، بسبب حقيقة أن الشركة المملوكة للسعودية ليس لديها مصلحة واضحة في القيام بذلك".
كذلك، ينتقد علماء المناخ بشكل روتيني خطاب "أرامكو" عن الطاقة الخضراء، ويعتبرونه "ليس أكثر من مجرد كلام"، خاصةً بعدما أوجد تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخراً، حول "أرامكو" أنّ "مبادرات الشركة بشأن المناخ ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع لإبقاء الكوكب مدمناً على الوقود الأحفوري السعودي لعقود مقبلة".
وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أنّه من خلال الحد من الانبعاثات المحيطية، مثل تسرب الميثان، تكتسب "أرامكو" المصداقية اللازمة للتعهد علناً، بأنّها ستتوقف هي نفسها عن انبعاث غازات الدفيئة بحلول عام 2050.
وفي الوقت نفسه، تقول النظرية إنّ الانبعاثات الهائلة الناجمة عن الاستهلاك العالمي المستمر لمنتجاتها الرئيسية - النفط والغاز - سيتم تجاهلها.
في السياق نفسه، ذكر تقرير صادر عن شركة "Oil Change International" عام 2022، أن "أرامكو" تسرّع أعمالها في مجال النفط والغاز، ولا تبتعد عنها، موضحاً أن "أرامكو السعودية أعطت الضوء الأخضر لمشاريع الغاز والنفط الجديدة، أكثر من أي شركة طاقة أخرى العام الماضي، وهي في طريقها إلى المرتبة رقم 3 في العالم في توسيع عملياتها في مجال النفط والغاز حتى عام 2025".
وذكرت "ذا إنترسبت": "صحيح أن برنامج (Google Cloud) قد يفعل ما يقوله كوريان، رئيس القسم، ويساعد أرامكو على تسريب كمية أقل من الميثان في الغلاف الجوي، إلا أنه قد يساعد الشركة أيضاً على مقاومة الإجماع العلمي العالمي على أن خطوط أنابيب الوقود تحتاج إلى التخلص منها، وليس تصحيحها، لتجنب كارثة مناخية".
بعبارة أخرى، بحسب "ذا إنترسبت"، "قد تجعل غوغل عمليات أرامكو أكثر استدامة من حيث تحمّل ضغوط العلاقات العامة، وليس الانبعاثات".
ووصلت شركة النفط العملاقة، التي تملكها السعودية، "أرامكو"، إلى تقييم قياسي، بلغ تريليونَي دولار في عام 2019، الأمر الذي يجعلها الشركة الأكثر قيمة وربحية في العالم، والمالك الحقيقي لهذه الشركة ليس سوى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.