باكستان: مقتل 4 أشخاص في هجوم انتحاري لمسلحين من "طالبان"
قتل أربعة أشخاص على الأقل في هجوم شنته مجموعة انتحارية تابعة لحركة "طالبان" الباكستانية أمس الجمعة، على مجمع كبير للشرطة في كراتشي، أكبر مدن باكستان وعاصمة البلاد الاقتصادية والمالية.
وهاجم ثلاثة مسلحين يضعون سترات ناسفة قرابة الساعة 19:30 (14.30 ت غ)، مجمعاً يتضمن عدة مبانٍ رسمية تابعة للشرطة إضافة إلى وحدات سكنية، تؤوي مئات عناصر الشرطة وعائلاتهم.
وسمع على مدى أكثر من ثلاث ساعات تبادل إطلاق نار كثيف ودوي قنابل يدوية، قبل أن تتمكن قوات الأمن من استعادة السيطرة على المبنى، وقتل كل المهاجمين.
ब्लास्ट से दहला पाकिस्तान: कराची में मुंबई जैसा आतंकी हमला, 3 आतंकी ढेर
— raftaar (@raftaar) February 18, 2023
पढ़ें पूरी ख़बर: https://t.co/Kyjmcq4lNr#Pakistan #PakistanEconomy #PakistanAttacks #Karachi #raftaar pic.twitter.com/wTlguPNB7W
من جهته، أعلن المتحدث باسم حكومة ولاية السند ومركزها كراتشي، مرتضى وهاب صديقي، لوكالة "فرانس برس" مقتل أربعة أشخاص في الهجوم، "هم شرطيان وعنصر في القوات شبه العسكرية وعامل صيانة".
وأضاف وهاب أنّ العملية أسفرت عن "مقتل الإرهابيين الثلاثة"، موضحاً أن "الاستنتاجات الأولية تشير إلى ضلوع ثلاثة إرهابيين في الهجوم".
اقرأ أيضاً: مصادر الميادين: مساعدات روسيا والصين تنشل باكستان من مستنقع التطبيع مع "إسرائيل"
ووقع الهجوم بعد أسابيع على عملية انتحارية استهدفت في 30 كانون الثاني/يناير مسجداً داخل المقر العام لشرطة بيشاور (شمال غرب)، وأسفرت عن مقتل 83 شرطياً وامرأة مدنية.
وتبنت حركة "طالبان" الباكستانية الهجوم، وأعلن متحدث باسمها في رسالة عبر تطبيق "واتس أب" تلقّتها "فرانس برس" أنّ "مجاهدين هاجموا مقر شرطة كراتشي" من دون إضافة مزيد من التفاصيل.
تدهور الوضع الأمني
صرّح وزير الداخلية رانا صنع الله لشبكة "سمع تي في"، أنّ الهجوم بدأ حين أطلق المهاجمون "قذيفة صاروخية على بوابة مدخل المجمّع".
وانتهى الهجوم قرابة الساعة 22:30 (15:30 ت غ) وسمع عندها مراسل لـ "فرانس برس" انفجارين شديدين تلتهما عدة رشقات من الرصاص.
وكان الصحافي قد رأى في وقت سابق عشرات سيارات الإسعاف وآليات الشرطة تهرع إلى موقع الهجوم.
وتعد كراتشي، المدينة الجنوبية الكبرى البالغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، المركز التجاري الرئيسي في البلد بمينائها المطل على بحر العرب.
اقرأ أيضاً: باكستان: مقتل 3 من رجال الشرطة برصاص "طالبان باكستان"
وتعاني باكستان منذ بضعة أشهر، وخصوصاً منذ استيلاء حركة "طالبان" الأفغانية على السلطة في كابول في آب/أغسطس 2021، من تدهور في الوضع الأمني.
وبعد سنوات من الهدوء النسبي، تشهد باكستان مجدداً اعتداءات عنيفة تنفذها حركة "طالبان" باكستان وتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، الفرع المحلّي لتنظيم "داعش".
وخلال السنة التي تلت عودة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان، ازدادت الاعتداءات بنسبة 50% في باكستان، بحسب المعهد الباكستاني للخدمات البرلمانية.
حال الطوارئ القصوى
وأعلنت حركة "طالبان" الباكستانية، في تشرين الثاني/نوفمبر إلغاء اتفاق هش لوقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه مع الحكومة في حزيران/يونيو، متوعدة بشنّ هجمات في جميع أنحاء البلاد.
وخلال الاحتلال الأميركي لأفغانستان الذي استمر 20 عاماً بعد سقوط نظام "طالبان" السابق عام 2001، كانت الطائرات المسيرة تستهدف الجماعات المسلحة الناشطة على طول الحدود، فتحد من حركتها.
غير أنّ المحللين يعتبرون أنّ هذه الجماعات استعادت حرية حركتها مع عودة "طالبان" إلى السلطة.
وتتهم باكستان "طالبان" الأفغانية، بالسماح لهذه المجموعات باستخدام أراضيها للتخطيط لهجماتها، وهو ما تنفيه كابول.
وشهدت كراتشي في السنوات الأخيرة عدة هجمات ضخمة تبنت معظمها مجموعات انفصالية بلوشية.