اعتقال أكثر من 250 مقاولاً في تركيا من جراء الزلزال المدمر

لا تزال الحملات التي تنفذها السلطات التركية ضد المقاولين مستمرة، إذ تم اعتقال أكثر من 250 مقاولاً للتحقيق معهم في أسباب الانهيار السريع للأبنية جراء الزلزال.
  • مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يطلق نداء إنسانياً لجمع مليار دولار لدعم تركيا في تخطي آثار الزلزال المدمر

أفاد موفد الميادين إلى تركيا، اليوم الخميس، بأنّه تمّ اعتقال أكثر من 250 مقاولاً للتحقيق معهم في أسباب الانهيار السريع للأبنية جراء الزلزال.

ولم تنقطع الأخبار المتعلقة باعتقال مقاولين ومتعهدي أبنية ومجمعات سكنية في تركيا خلال الساعات الماضية، وبينما تواصل فرق البحث والإنقاذ جهودها في المقاطعات العشر المنكوبة إثر الزلزال المدمّر، باتت الحملات التي تنفذها السلطات لافتة على نحو كبير.

أحد أبرز هؤلاء المقاولين، محمد يسار كوسكون، مالك مجمع "رينيسانس ريزيدنس" في مقاطعة هاتاي جنوبي البلاد، أقدمت السلطات على اعتقاله، بينما كان يحاول مغادرة البلاد إلى الجبل الأسود، من مطار صبيحة كوكجن في إسطنبول.

وأمرت وزارة العدل التركية، بتعيين مدّعين عامين لتوجيه تهم جنائيّة ضدّ جميع المقاولين والمسؤولين، عن انهيار المباني التي أخفقت في تلبية القوانين الحاليّة المستحدثة بعد زلزال كارثي مماثل وقع عام 1999.

ولا تزال الحملات التي تنفذها السلطات التركية ضد المقاولين مستمرة، فيما تشير المعطيات إلى أنها ستتخذ منحى تصاعدياً خلال الأيام المقبلة، وهو ما أشارت إليه كلمات نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي بقوله، إنه "تم التعرف على 131 شخصاً مسؤولين عن المباني المدمّرة في 10 مقاطعات".

وتشير آخر الإحصائيات الرسمية إلى أن فرق البحث والإنقاذ، التي تعمل في 10 مقاطعات منكوبة فحصت أكثر من 171 ألف مبنى، وبدأت تقدير الأضرار لما مجموعه مليون قسم مستقل فيها.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وفي مؤتمر صحفي في أنقرة، أعلنت وزارة البيئة والتحضر وتغير المناخ أن نحو 121 ألف قسم مستقل في 24921 مبنى سيتم هدمها فوراً، بينما قالت إن 729 ألفاً و435 قسماً مستقلاً في 122 ألفاً و 279 مبنى لحقت بها أضرار طفيفة.

وخلال متابعة أعمال الإنقاذ يظهر من خلال الفيديوهات والصور حال المبانى التى تهدمت، حيث أكد عمال الإنقاذ أنه يعملون مع الخرسانة مثل الرمل، والتي تمثل خطورة كبيرة عليهم خلال عمليات البحث عن الأرواح العالقة تحت الأنقاض كما كانت سبب في انهيار المباني.

اقرأ أيضاً: زلزال تركيا.. اختبار إردوغان الأصعب قبيل الانتخابات

إردوغان يلتقي رئيس الوزراء الباكستاني

وبالتزامن، التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في العاصمة أنقرة.

وأفاد مراسل الأناضول، أن اللقاء بين الرجلين جرى في المجمع الرئاسي بأنقرة بعيداً عن وسائل الإعلام. 

ومن جهته، بحث وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، جهود الإنقاذ والإغاثة عقب الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا ووصلت آثاره إلى 11 ولاية.

كما أكّد بيراموف وقوف بلاده "إلى جانب تركيا في أيامها العصيبة "، ومواصلة دعمها لتركيا حتى التخلص من آثار الزلزال.

وأعرب الوزير الأذربيجاني عن ثقته بأن تركيا ستتجاوز هذا الامتحان.

ولفت البيان أن تشاووش أوغلو أطلع بيراموف على معلومات حول الوضع الأخير في منطقة الزلزال، وتبادلا الآراء حول قضايا إقليمية.

نداء إنساني.. ومساعدات

وأطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، نداء إنسانياً لجمع مليار دولار لدعم تركيا في تخطي آثار الزلزال المدمر الذي ضربها في 6 شباط/فبراير الجاري وتسبب في وفاة أكثر من 36 ألف شخص وإصابة وتشريد مئات الآلاف.

وتتوالى طائرات مساعدات من دول مختلفة، بالوصول إلى تركيا، إذ وصل إلى ولاية أضنة التركية، اليوم، 100 طن من المساعدات الإنسانية المرسلة من المكسيك، في إطار حملات تضامن دولية مع متضرري الزلزال.

وأرسل رجل أعمال فلسطيني 15 طناً من التمور لمساعدة متضرري الزلزال الذي ضرب ولاية كهرمان مرعش التركية.

وقال مهدي عدس، صاحب الشركة المنتجة للتمور الفلسطينية، لـ"الأناضول"، أنه أرسل 15 طناً و600 كيلوغرام من التمور لتسليمها إلى المتضررين في مناطق الزلزال بتركيا، متوقعاً أن تصل إلى ميناء مرسين الخميس.

وتابع عدس: "الظروف هنا في فلسطين صعبة أيضاً، لكننا لم نستطع أن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب الكارثة في تركيا".

وضرب زلزال مدمر بقوة 7.7  درجة على مقياس ريختر جنوب تركيا وشمال سوريا، فجر الإثنين 6 شباط/فبراير الجاري، فيما وصلت ارتدادات الزلزال إلى دول أخرى في المنطقة، وشعر بها السكان في لبنان والعراق ومصر.

وأسفر الزلزال المدمر، الذي كان مركزه مدينة كهرمان مرعش التركية، عن وفاة أكثر من 38 ألف شخص وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين في تركيا.

ولا تكفّ حصيلة الضحايا عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير من الأشخاص تحت أنقاض المباني التي انهارت، فيما قدّرت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا يصل زهاء 23 مليون شخص.

وتسبب الزلزال في تركيا وسوريا إلى تعرض آلاف المباني لأضرار جسيمة بما في ذلك المدارس ومرافق الرعاية الصحية والبنية التحتية العامة الأخرى مثل الطرق والمطارات والموانئ ومحطات النفط وخطوط الكهرباء وتوفير المياه والصرف الصحي، كما تم تسجيل العديد من الهزات الارتدادية.

اقرأ أيضاً: "اليونسيف": 7 ملايين طفل في سوريا وتركيا تأثروا بالزلزال

المصدر: الميادين نت