وثائقي "Enigma" عبر الميادين: إنجازات كوبا الثورة.. ورحيل كاسترو (الحلقة الخامسة)

الميادين تقدم سلسلة "إنيغما" الوثائقية وفيها سردٌ للعلاقات الأميركية الكوبية، وتحدي إنتاج لقاح "كوفيد" رغم الحصار، وأيضاً صدمة الكوبيين برحيل القائد كاسترو، وعن حجم الدعم الشعبي للثورة الكوبية.
  • وثائقي "Enigma" عبر الميادين: كاسترو الحاضر الغائب (الحلقة الخامسة)

عُرضت اليوم الحلقة الخامسة والأخيرة من سلسلة "إنيغما" الوثائقية، التي تبثّ عبر الميادين، والتي تهدف إلى تعريف الشعوب العربية، على الثورة الكوبية نشأتها ودورها، وعلى أهم الشخصيات التي قادتها.

الحلقة الجديدة تحدّثت عن تسجيل كوبا نتائج إيجابية في المراحل الأخيرة من تطوير عدة لقاحات، وكيف كانت الثورة الكوبيّة شعلة توحيد أميركا اللاتينيّة، وعن عودة العلاقات الأميركيّة الكوبيّة، وحقيقة رفع الحصار عن كوبا، وأيضاً عن صدمة الكوبيين برحيل القائد كاسترو، وعن حجم الدعم الشعبي للثورة الكوبية.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

الثورة الكوبيّة شعلة توحيد أميركا اللاتينيّة

بعد الأعوام القاسية في عقد التسعينيات التي عاشتها كوبا، قامت القيادة الثورية بإنعاش الحياة الوطنية مجدداً من خلال عمليةٍ سميت بـ "معركة الأفكار"، والتي تهدف إلى تنشيط البرامج الهادفة لمنفعة الشعب مثل معلمي ومدربي الفنون والناشطين الاجتماعيين. تم تعزيز برامج إعداد المعلمين وتعميم المزيد من فروع كليات التعليم العالي في كل المناطق لتسهيل عملية تحصيل الدراسة الجامعية. فكانت العملية الثورية تواكب وتتغيِّر في سبيل تحقيق عدالةٍ اجتماعية أكبر في أمةٍ، كانت قد خبرت حتى ذاك العقد أكثر من 40 عاماً، من المقاومة في وجه إمبراطورية الولايات المتحدة العظمى.

وشكَّل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أعواماً ذهبيةً بالنسبة لليسار في أميركا اللاتينية. ففي هافانا، وقّع كل من فيدل كاسترو وهوغو تشافيز وثيقة إطلاق منظمة "الخيار البوليفاري لشعوب قارتنا الأميركية" (ألبا). وراح التكامل يتبلور أكثر فأكثر من نهر "ريّو برافو" حتى الـ "باتاغونيا".

كما بدأت برامج ومشاريع وآلياتٍ اقتصاديةٍ وتضامنية تكاملية مثل بيتروكاريبي، وانطلقت البعثات التي أعادت البصر لملايين الفقراء في القارة أو تلك التي محت الأمية في قطاعاتٍ سكانيةٍ كاملة. كلها مشاريع دعمتها كوبا بالآلاف من معلميها وأطبائها. 

وفي عام 2006 أبعد المرض القائد العام فيدل كاسترو عن الحياة العامة، وذلك قبل بضعة أشهر، من إتمامه عامه الثمانين، فالقائد الكوبي تخلى عن جميع مناصبه وأطلق على نفسه تسمية "جندي الأفكار"، الأفكار التي لم يتوقف أبداً عن مشاركتها مع شعبه عبر تأملاته المتواصلة، التي كان ينشرها في الصحافة الوطنية حول الأحداث والقضايا المطروحة على الأجندة العامة والتحديات التي تواجهها البشرية.

وفي عام 2008، تم انتخاب شقيقه قائد الجيش راوول كاسترو رئيساً للبلاد. وحصلت تعديلات في قانون الهجرة، وتم التفاوض بشأن الديون مع منتدى باريس، وأقر مزيد من الانفتاح على الاستثمار الأجنبي، وأقرّت أشكال جديدة لإدارة الاقتصاد عبر تعاونياتٍ وعمال غير حكوميين، وكلها كانت أموراً جديدة أدت إلى تحسين الحياة في كوبا بشكلٍ عام.

اقرأ أيضاً: وثائقي "Enigma" عبر الميادين: آب 1994 عندما ظن الجميع أن الثورة الكوبية انتهت (الحلقة الرابعة)

العلاقات الأميركيّة - الكوبيّة.. هل فعلاً رُفع الحصار عن كوبا؟

في 17 كانون الأول/ديسمبر من عام 2014 أعلن الرئيسان، الكوبي راوول كاسترو والأميركي باراك أوباما بنفس اللحظة عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد أكثر من 60 عاماً من القطيعة.

وبالتوازي، مع عملية عودة العلاقات هذه تم التفاوض على اتفاق إنساني سمحت بعودة 3 من الأسرى الكوبيين الخمسة إلى الجزيرة، والذين كانوا لايزالون محتجزين في سجون الولايات المتحدة متهمين زوراً، بالتجسس على الولايات المتحدة. هيراردو إرنانديز هو واحدٌ من أولئك الرجال المحكومين ظلماً بالسجن المؤبد مرتين، وقد سُجن كرفاقه 16 عاماً بتهمة ارتكاب "جريمة مكافحة الإرهاب" الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد كوبا دون أي مساءلة، منذ عقود.

وكان قد تم اعتقال المناضلين الخمسة في عام 1998، فيما كانت مهمتهم الحقيقية هي الحصول على معلومات حول خطط المنظمات المعادية للثورة، والتي تتخذ من فلوريدا مقراً لها حيث تقوم بأعمال إرهابية موثقة ضد كوبا. رغم ذلك، تم إخضاع الخمسة لمحاكمة، تم التلاعب بها في مدينة ميامي التي تتميز بعدائها المطلق لكوبا، والتي تهيمن عليها المافيا من أصل كوبي، ما يجعل إجراء محاكمةٍ عادلة ونزيهة أمر المستحيل.

هناك، أطلقت القطاعات المعادية لكوبا في فلوريدا حملةً إعلامية مضلّلة ومكثفة للضغط على الرأي العام وعلى هيئة المحلفين، وقد شجبها محامو الدفاع مراراً وتكراراً. وبعد محاكمةٍ غير شرعية، رفضت القاضية أيّ عذرٍ تخفيفي من قبل الدفاع، وتبنت كل الظروف المشددة التي طالبت بها النيابة العامة، فاتخذت بحقهم أحكاماً شديدة وظالمة. لقد تم تطبيق الأحكام القصوى في كل قضية، حتى وإن لم يتم إثبات التهم الرئيسية. وهكذا تم إرسال الشباب الخمسة إلى سجونٍ شديدة الحراسة في ولايات مختلفة ومتباعدة.

هذا الخبر كان الأبرز في وسائل الإعلام في ميامي، لكنه كان سراً عُتّم عليه في بقية وسائل الإعلام في الولايات المتحدة. 

وكجزء من عملية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة، تم افتتاح سفاراتٍ في كلا البلدين في العام 2015. وفي ذلك العام سافر الرئيس أوباما إلى كوبا ليكون بذلك أول رئيسٍ أميركي يزور الجزيرة منذ 90 عاماً تقريباً. وفي خطابه في "مسرح هافانا الكبير" أقرّ أوباما بأنّ سياسة العزل التي مارستها الولايات المتحدة تجاه كوبا لم تنجح.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وخلال الأعوام الأربعة من إدارة دونالد ترامب حصل تراجع كبير في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا. السياسة العدائية لهذه الإدارة تجاه كوبا، سجلت إجراءاتٍ وأفعالاً غير مسبوقة، حيث شملت حظر رحلات السفن السياحية وتعليق الرحلات التعليمية والعلمية الأكاديمية بين الشعبين، وتم إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى كل أنحاء البلاد، باستثناء الرحلات إلى العاصمة هافانا، والتي تم تخفيض وتيرتها أيضاً.

كذلك، قلّصت سفارة واشنطن في عاصمة الجزيرة نشاطها وعدد موظفيها إلى الحد الأدنى، وأجبرت الكوبيين على السفر إلى بلدانٍ أخرى لإجراء أيّة معاملات قنصلية. أما التحويلات المالية العائلية فاقتصرت على ألف دولار كل 3 أشهر، كما تم حظر إرسالها من بلدان أخرى عبر شركة (ويستيرن يونيون). كل ذلك تسبب بمصاعب كبيرة لدخل الكثير من الكوبيين.

كما اتخذت الولايات المتحدة إجراءاتٍ ضد السفن وشركات الشحن المتوجهة إلى كوبا، وفي عام 2019، تمت معاقبة 53 قارباً و27 شركةً ناقلة للوقود. أما تصنيف كوبا كدولةٍ راعيةٍ للإرهاب، شكّل نقطة الذروة في جهود إدارة دونالد ترامب لمنع أي تحسنٍ في العلاقات الثنائية.

ولقد أحصى الخبراء أكثر من 240 إجراء ضد كوبا قد ىاتخذتها الإدارة الجمهورية بقيادة ترامب، وفي غالبيتها كانت إجراءات لتشديد الحصار بهدف خنق البلاد اقتصادياً وتقويض النظام الداخلي وخلق حالة من انعدام المحكومية للإطاحة بالثورة.

على الرغم من أن ترامب خلفه الرئيس الديمقراطي جو بايدن، إلا أن ذلك لم يؤدِ إلى أيّ تعديل على الإرث الذي تركه له سلفه فيما يتعلق بكوبا. وبالرغم من أنّه وعد خلال حملته الرئاسية باعتماد مسار مغاير في العلاقات مع البلد الاشتراكي، لكن  كما يقول المثل الشعبي الكوبي: "الغرفة لا تزال على حالها".

اقرأ أيضاً: وثائقي "Enigma" عبر الميادين: اشتراكية كوبا.. ومكائد واشنطن (الحلقة الثالثة)

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وداعاً كاسترو.. بعد أكثر من 630 محاولة اغتيال فاشلة

بعد نقاشٍ مستفيضٍ على طول البلاد وعرضها، صوّتت كوبا بـ "نعم" لدستورها الجديد المعدّل، والذي يدعم استمرارية الثورة والاشتراكية في كوبا. وبعد أكثر من 150 عاماً من النضال، أولاً في مواجهة الإمبراطورية الاستعمارية الإسبانية سعياً للحرية والاستقلال والسيادة ، لا زالوا حتى اليوم يناضلون في وجه الإمبراطورية المجاورة: الولايات المتحدة. كما برهن تاريخنا الوطني مراراً وتكراراً، فإن لغز كوبا يكمن في وحدة شعبها.

وفي عام 2018، تم انتخاب ميغيل دياز كانيل برموديس رئيساً للبلاد وكان عمره 57 عاماً. عناق بينه وبين قائد الجيش راوول كاسترو أنهى مسيرة بدأت منذ سنواتٍ كثيرة. وبقي راوول أميناً عاماً للحزب الشيوعي الكوبي حتى عام 2021، حيث انتخب دياز كانيل أميناً عاماً جديداً للحزب.

ووفق الخبراء فقد كانت حياة فيدل كاسترو عرضةً لأكثر من 630 محاولة اغتيال تم تنظيمها من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بالتواطؤ مع القوى الأكثر ظلامية بين القوى المعادية للثورة دون أن ينجح أيٌّ منها.

وقد عاش فيدل 90 عاماً، وفي وداعه الأخير في العام 2016، فإن الغالبية العظمى من الكوبيين والكوبيات بكيناه كأعز الناس، وأكثرهم قرباً من قلوبنا.

ألقى الكوبيون المصدومون برحيله نظرة الوداع الأخير على قائدهم في جميع أنحاء البلاد، والقافلة التي نقلت رفاته من هافانا إلى سانتياغو دي كوبا، أعادت إلى الذاكرة قافلة الحرية حين عبر فيدل، ومعه الرجال الملتحون سالكين المسار ذاته، ولكن في الاتجاه المعاكس، بعد أن انتصروا على الدكتاتورية. وبينما كان يودعه الشعب، حضرت بقوة كلماته التي قالها في كانون الثاني/يناير من عام 1959: "عندما أحتاج إلى القوة فسوف آتي إلى الشرق".

اقرأ أيضاً: وثائقي "Enigma" عبر الميادين: "26 يوليو".. كيف غيّرت وجه كوبا؟ (الحلقة الثانية)

فكر الثورة لن يغيب لدى الجيل الجديد من الكوبيين

خلال أكثر من 6 عقودٍ بنى الكوبيون ثورةً اشتراكية على أبواب أعتى امبراطورية وُجدت على مر الأزمان. أمام هذا التحدي الهائل، قرر الشعب مع القيادة الثورية العمل على استمرارية العدالة الاجتماعية التي تمثلها الثورة والإرادة السيادية للأمة الكوبية، للدفاع عن تلك الإرادة.

في 11 تموز/يوليو 2021، وفي العديد من المدن الكوبية، في عدة محافظات، حصلت أعمال شغب. وقد أثبتت المحاكمات اللاحقة ارتباط أعمال الشغب هذه بأنشطة التحريض التي نشأت انطلاقاً من أراضي الولايات المتحدة.  

وقبل 30 عاماً وقعت أحداث 5 آب/أغسطس عام 1994، ولكن منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، لم يحدث شيءٌ من هذا القبيل. ومن البديهي أن معارضي الثورة لم يكن لديهم أي تصور حول قدرة المواجهة الموجودة لدى الجيل الجديد من قادة الثورة الكوبية، ولا حجم دعم الغالبية العظمى من الشعب للثورة.

وترتبط المشاعر المناهضة للإمبريالية في كوبا ارتباطاً وثيقاً بالنضالات من أجل السيادة والاستقلال الوطني، بحيث أن نظريات الانقلاب الناعم وحروب الجيل الرابع لا يمكنها أن تلاقي النجاح الذي لاقته في سياقاتٍ أخرى. هنا اصطدموا بهذه التقاليد، أي اصطدموا بلغز كوبا.

لقاح كوفيد صُنع في كوبا رغم الحصار

منذ حوالي عامين تقريباً أي في عام 2021، انتشر وباء مميت وضع البشرية برمتها على المحك، والعالم اليوم ينقسم إلى دول عظمى قادرة على إنتاج اللقاحات الخاصة بها وبيعها أيضاً بأثمان باهظة جداً، وبقية العالم المؤلف من الدول الأكثر فقراً، والتي ربما سينتظر بعضها طويلاً وبلا طائل للحصول على اللقاح المنقذ.

وأثناء "كوفيد 19" بقي البلد الكاريبي محافظاً من خلال نظامه الصحي على استجابةٍ فعالةٍ ومتساوية للجميع في مواجهة الوباء. وكان الفعل الحاسم الذي غيّر المسار الكارثي للمرض لجهة سرعة انتشاره، هو القرار المبكر بتطوير لقاحاتٍ كوبية خاصةٍ لحماية حياة الشعب الكوبي.

كوبا هي أول دولة في أميركا اللاتينية استطاعت إنتاج لقاحات خاصة بها في زمنٍ قياسيٍّ. حدث ذلك وسط وضعٍ اقتصادي صعبٍ فعلاً، ناجمٍ عن أكثر من 60 عاماً من الحصار، هذا الحصار الذي تم تشديده بوحشية خاصة في خضم الوباء، مما يدل على طبيعته الإجرامية، الأمر الذي يجعلنا نتساءل كيف يمكن لبلدٍ بموارد قليلة جداً ومحاصر ومحظور أن يكون قادراً على احتواء انتشار الفيروس كما حصل في أنحاءٍ أخرى من العالم، وعلاوةً على ذلك أن ينتج لقاحات خاصة به.

وفي الوقت التي حطمت الولايات المتحدة رقماً قياسياً عالمياً آخر بعدد المصابين بكوفيد 19، حيث سجلت أكثر من مليون إصابة، أعلنت السلطات الصحية الكوبية أنّ الجزيرة سيصل إنتاجها في شهر نيسان/أبريل إلى مليون جرعة من اللقاح (سوبيرانا 01) و (سوبيرانا 02)، كما تخطط البلاد لإنتاج 100 مليون جرعةٍ لتلبية احتياجات مواطنيها وأيضاً المواطنين من دول أخرى.

اقرأ أيضاً: وثائقي "Enigma" عبر الميادين: استعمار كوبا وجذور الثورة (الحلقة الأولى)

فيما يتعلق باللقاحات هناك عنصرٌ جيوسياسي مهم للغاية، فالعالم اليوم يتكون من قسمين: الذين ينتجون اللقاح والذين لا ينتجونه. ولحسن الحظ، فإن كوبا هي من بين الدول التي تسير في طريق إنتاج اللقاحات. ومن ثم هناك تقسيم ثان بين الذين يستطيعون شراءه، حتى وإن كانوا لا ينتجونه، وأولئك الذين ينتظرون لشرائه.

وهنا تكمن المشكلة الكبرى أي أن الطلب أكبر بكثير من العرض، وحاجة العالم للقاحاتٍ مضادة للكوفيد، تفوق بكثيرٍ القدرة الإنتاجية للشركات العالمية الكبرى، والتي تكرس نفسها اليوم لإنتاج اللقاحات.

ونتيجة لذلك صارت لدى كوبا 5 لقاحات مرشحة، 3 منها تحولت إلى لقاحات بعد أشهر فقط من بداية انتشار الوباء. وحتى آذار عام 2022، أي بعد عامين من رصد أول حالة إصابة بفيروس (السارس كوف-2) في كوبا، تم تطعيم سكان الجزيرة بأكثر من 35 مليون جرعة من اللقاحات الكوبية الثلاث (سوبيرانا-2) و(سوبيرانا بلوس) و(عبد الله).

ومن خلال جدول تلقيحٍ كامل تم تحصين أكثر من 9 ملايين نسمة من الشعب، الذي يعد 11 مليوناً من الكوبيين على أرض الجزيرة، أي ما نسبته 89.3% من الشعب الكوبي. ثم تُوّجت كوبا كأول بلد يقوم بتلقيح معظم أطفاله بدءاً من سن الثانية، مستخدماً لقاحاته الخاصة ضد الكوفيد 19.

اقرأ أيضاً: عبر الميادين.. سلسلة "ENIGMA" الوثائقية تؤرخ الثورة الكوبية وتفك لغز البلاد

المصدر: الميادين نت