"بوليتيكو": الأمل بنجاة المحاصرين تحت الأنقاض يتضاءل في ظل البرد الشديد
تبحث فرق الإنقاذ العاملة في تركيا وسوريا، اليوم الأربعاء، عن علامات الحياة بين أنقاض آلاف المباني التي دمرها الزلزال الكارثي.
وتزداد مهمّة الإنقاذ صعوبةً بتجاوز عدد الوفيات المؤكدة، من جرّاء الزلزال المدمّر الذي ضرب بقوة 7.8 درجات، عتبة 12 ألف ضحيّة.
وأقرَّ الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في أثناء جولته في تجمعات الخيام في مدينة كهرمان مرعش، بوجود نقص في الاستجابة لزلزال يوم الإثنين، لكنه تعهّد بعدم ترك أي شخص في الشوارع.
وانضمّت فرق البحث من أكثر من 20 دولة، إلى عشرات الآلاف من أفراد الطوارئ المحليين على الأرض، في كلٍ من سوريا وتركيا.
وبدا حجم الدمار الناجم عن الزلزال وتوابعه القوية، هائلاً للغاية، ومنتشراً على مساحة واسعة، بما في ذلك الأماكن المعزولة بسبب الحرب المستمرة في سوريا، لدرجة أن عدداً من العائلات ما زال في انتظار المساعدة.
وقال خبراء حسب صحيفة " بوليتيكو" الأميركية، إنّ نافذة النجاة لأولئك المحاصَرين تحت أنقاض المباني المنهارة، أو غير القادرين على الوصول إلى الماء، أو الطعام، أو الحماية من العوامل الجوية، أو الرعاية الطبية، تغلق بسرعة. لكن في الوقت نفسه، أشاروا إلى أنّه من السابق لأوانه، التخلي عن الأمل في مزيد من عمليات الإنقاذ.
وأوضح ستيفن جودبي، خبير المخاطر الطبيعية في جامعة "نوتنغهام ترنت" البريطانيّة، أنّ الـساعات الـ72 الأولى تكون حرجة للغاية، لأن حالة الأشخاص المحاصَرين والمصابين يمكن أن تتدهور بسرعة، وتصبح قاتلة، إذا لم يتم إنقاذهم، وإعطاؤهم العناية الطبية اللازمة في الوقت المناسب.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ رجال الإنقاذ استخدموا في بعض الأحيان الحفّارات اليدويّة في عمليات البحث الخاصة بهم، وقاموا بالعمل بحذر من خلال الحطام في نقاط أخرى لتحديد مكان الناجين أو الموتى. ومع سقوط آلاف المباني، لم يتضح عدد الأشخاص الذين ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.
ويُعتقد أن بعض الضحايا تجمدوا حتى الموت، في مدينة مَلَطْية التركيّة، مع انخفاض درجات الحرارة إلى 6 درجات مئوية تحت الصفر، قبل أن تصل فرق الإنقاذ إليهم.
وتظهر الأبحاث التي تستخدم بيانات من الأحداث السابقة، أن نسبة الذين تم إنقاذهم من الناجين تنخفض بسرعة عالية، مشيرةً إلى أنّ نسبة البقاء على قيد الحياة في المتوسط خلال 24 ساعة هي 74%، وبعد مرور 72 ساعة 22%، وبحلول اليوم الخامس تصل النسبة إلى 6%.
ويتواصل تقديم المساعدات الدولية لسوريا مع استمرار ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال، والسلطات السورية تؤكد وجود نقص كبير في المواد الطبية والغذائية والوقود لإنقاذ الضحايا.
وتحدثت وسائل إعلام غربية، بشكل متزايد، عن مسؤولية العقوبات الأميركية القاسية على سوريا في زيادة معاناة الشعب السوري من جراء الزلزال المدمر، الذي ضرب مناطق واسعة شمالي البلاد، فجر الإثنين الفائت.