صندوق النقد يتوقّع أن تعزز الصين النمو العالمي في العام الحالي

في تقييمه السنوي للاقتصاد الصيني، صندوق النقد الدولي يعلن أنه من المتوقع أن يسهم اقتصاد الصين برفع النمو العالمي في عام 2023.
  • سيتسارع الاقتصاد الصيني بعد أن عدلت الدولة تدابير الاستجابة لكوفيد-19

تُعزز المؤشرات المُشجعة التي تتراوح بين عائدات السياحة وشباك التذاكر إلى مؤشر مديري المشتريات في بداية 2023، توقعات بالتعافي الأسرع من المتوقع للاقتصاد الصيني والنمو العالمي.

وعلى إثر ذلك، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته المتعلقة بالنمو الاقتصادي الصيني في 2023 إلى 5.2%، مقارنةً بالتوقعات السابقة البالغة 4.4%.

وفي الوقت نفسه، قامت البنوك الاستثمارية، بما يشمل "مورغان ستانلي" و"غولدمان ساكس" أيضاً بمراجعة توقعاتها لنمو ثان أكبر اقتصاد قي العالم.

وتقاسم الاقتصاديون الرأي المتمثل في أنه بفضل الأسس السليمة والسياسات الكلية الفعالة، سيتسارع الاقتصاد الصيني بعد أن عدّلت الدولة تدابير الاستجابة لكوفيد-19، مع تقديم المساعدة التي تشتد إليها الحاجة للاقتصاد العالمي.

التعافي الأسرع من المتوقع

وفي أحدث التقارير المُحدثة لآفاق الاقتصاد العالمي، يتوقع صندوق النقد الدولي "تعافياً أسرع من المتوقع" للاقتصاد الصيني بعد أن أضعفت جائحة كورونا النمو في 2022.

وأفاد بأنه "من المتوقع أن ينتعش النمو في الصين مع إعادة الفتح الكامل في 2023".

وأظهرت الأنشطة السياحية القوية والازدهار الاستهلاكي خلال "عيد الربيع" ديناميكية الاقتصاد الصيني، وقدّمت دليلاً على التوقعات الإيجابية.

وخلال العطلة التي استمرت لمدة أسبوع، شهدت الصين ما يقرب من 2.9 مليون رحلة عبر الحدود، بزيادة تُقدر بـ120.5 % على أساس سنوي، و308 رحلات محلية، بزيادة 23.1 %. فيما حقق شباك التذاكر على المستوى الوطني 6.76 مليارات يوان (مليار دولار أميركي)، ليكون ثاني أعلى رقم للعطلة السنوية.

وفي الوقت نفسه، بلغ مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع في الصين 50.1% في كانون الثاني/يناير، ليعود إلى نطاق التوسع بعد 3 أشهر متتالية من الانكماش.

وفي السياق ذاته، قال حميد راشد، اقتصادي بارز في الأمم المتحدة ومؤلف رئيسي لـ "الوضع الاقتصادي العالمي وآفاق 2023": "أعتقد أن كل مكونات الانتعاش موجودة هنا. نحن متفاؤلون للغاية بشأن الانتعاش في الصين".

وأعرب راشد عن ثقته في أن الاقتصاد الصيني سيشهد "انتعاشاً قوياً" في 2023 مع تماشي السياسات المالية والنقدية بشكل صحيح، مضيفاً أنّ الاقتصاد الصيني يتمتع بظروف مواتية للنمو، حيث كان معدل التضخم في البلاد منخفضاً، وهي ميزة استثنائية.

ومن وجهة نظر مماثلة، يرى خيري تورك، أستاذ الاقتصاد في كلية ستيوارت للأعمال في معهد إلينوي للتكنولوجيا في شيكاغو بالولايات المتحدة، زخماً في الاقتصاد الصيني.

وفي ضوء ذلك، أكد أنّ "الصين هي الدولة الوحيدة التي ستواصل تأدية دور المحرك الرئيسي للنمو العالمي"، مستشهداً بمزايا البنية التحتية ذات الدرجة الأولى في البلاد، والقوى العاملة عالية الجودة، فضلاً عن السوق الضخم.

بقعة ساطعة في النمو العالمي

وقال تورك لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إنّ "الاقتصاد الصيني سيكون البقعة الساطعة في النمو العالمي خلال العامين المقبلين"، وتابع: "لا تواجه الصين هذه المشكلة (التضخم)، ما لدينا هنا ليس سوى عمال منتجين يعودون إلى العمل في المصانع. لذلك، يتمتعون بميزة تنافسية."

ومع ناتج محلي إجمالي يتجاوز 120 تريليون يوان (17.9 تريليون دولار)، ونظام صناعي أكثر اكتمالاً في العالم، وشبكة البنية التحتية عالية الجودة، وسلاسل التصنيع والإمداد المرنة، يتمتع الاقتصاد الصيني بأساس متين للحفاظ على نمو سليم ومستدام.

وفي ضوء ذلك، قال راشد إن الأزمة المالية العالمية في 2008 حوّلت الصين لتكون محرّكاً للاقتصاد العالمي، مضيفاً أنه من المتوقع أن تصبح محركاً للاقتصاد العالمي مرة أخرى.

ومن الممكن أن تؤدي الصين دوراً مهماً في تحفيز النمو العالمي في 2023، بحسب الاقتصادي راشد.

اقرأ أيضاً: أثر تحسين الصين سياساتها ضد كوفيد-19 في الاقتصاد والسياحة داخلياً وعالمياً

المصدر: وكالات