"أكسيوس": بلينكن ضغط على عباس لتنفيذ خطة أميركية في الضفة الغربية
كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أنّ "وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال زيارته رام الله، لقبول وتنفيذ خطة أمنية أميركية تهدف إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس".
وذكر الموقع أنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "تبحث عن طُرق لتهدئة الوضع في الضفة الغربية، ومنعه من التدهور" إلى ما سمّوه "انتفاضة ثالثة".
ورأى مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أنّ "انخفاض السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية، هو سبب رئيسي للتصعيد".
في المقابل، ألقى عباس اللوم على "إسرائيل"، إضافةً إلى "عدم وجود جهود دولية لتفكيك الاحتلال".
وبحسب "أكسيوس" فقد "ضعفت السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية على مدى السنوات الثلاث الماضية، لا سيما في شمال الضفة الغربية، حيث تفتقر إلى الدعم الشعبي، بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة، والفساد المزعوم".
وتابع الموقع: "أدّى هذا الأمر إلى فقدان السلطة الفلسطينية السيطرة فعلياً على جنين ومخيمها للاجئين، اللذين تسيطر عليهما الآن في الغالب حركتا حماس والجهاد الإسلامي، فضلاً عن أعضاء حركة فتح الذين لا يلتزمون بقيادة السلطة الفلسطينية".
ووفق "أكسيوس"، فإنّ "السلطة الفلسطينية تتمتع بسيطرة أكبر على نابلس"، لكن التنظيمات المسلّحة غير التابعة لأي فصيل سياسي تكتسب أيضاً موطئ قدم هناك، خاصة بين الشباب الفلسطيني"، مشيراً إلى أنّ "نابلس وجنين شهدتا غارات عسكرية إسرائيلية مكثفة خلال العام الماضي، والعديد من الفلسطينيين الذين نفذوا هجمات أخيراً ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، داخل "إسرائيل"، جاؤوا من هاتين المدينتين".
وأشار الموقع الأميركي إلى أنّ مسؤولين إسرائيليين قالوا إنّ "جيش الاحتلال يداهم جنين لأنّ قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لا تفعل ذلك بنفسها"، لافتاً إلى أنه في المقابل "يقول مسؤولون فلسطينيون إنّ التوغلات الإسرائيلية تقوّض قدرتهم وشرعيتهم على العمل ضد الفصائل المسلحة".
ولفت إلى أنه "قبل زيارة بلينكن، شهدت الضفة الغربية أخطر تصعيد منذ أكثر من عقد"، بعد أن قتل "جيش" الاحتلال 10 فلسطينيين خلال غارة في مخيم جنين للاجئين، من بينهم امرأة مسنّة، وجرح ما لا يقل عن 12 مدنياً.
وتابع، أنه "بعد ساعات من الغارة الإسرائيلية، علقت السلطة الفلسطينية تنسيقها الأمني مع إسرائيل"، ما أثار مخاوف من أنّ الوضع في الضفة الغربية قد يتدهور أكثر، مضيفاً أنه "بعد ذلك بيوم، قتل شاب فلسطيني من القدس الشرقية 7 إسرائيليين خارج كنيس "نافيه يعقوب" في القدس المحتلّة، فيما كان الهجوم الأكثر دموية ضد الإسرائيليين منذ عام 2008".
بلينكن لعباس: على السلطة الفلسطينية تهدئة الوضع وتنفيذ الخطة الأميركية
وزير الخارجية الأميركي، شدّد خلال لقائه عباس في رام الله، الثلاثاء الماضي، أنّ إحدى أهم الخطوات التي يتعين على السلطة الفلسطينية اتخاذها من أجل تهدئة الوضع الأمني هي "قبول وتنفيذ خطة أمنية صاغها المنسق الأمني الأميركي الجنرال مايكل فينزل"، وفق تصريحات مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لـ"أكسيوس".
كما حثّ بلينكن عباس على استئناف التنسيق الأمني مع "إسرائيل".
ووفق خطة فينزل، يمكن لقوات الأمن الفلسطينية استعادة السيطرة على شمال الضفة الغربية، وخاصة في جنين وأيضاً في نابلس. مع الإشارة إلى أنّ هذه الخطة قدمها فينزل إلى حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، قبل عدة أسابيع.
وبينما أيّد الإسرائيليون هذه الخطة، كان لدى الفلسطينيين تحفّظات كثيرة، وفق ما ذكر المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون. وقال المسؤولون الفلسطينيون لفينزل إنّ "الخطة كانت إشكالية لأنها لم تتضمن أي مطالب من "إسرائيل".